ماذا بعد اعتقال قائد مليشيا البراء بمصر؟

محمود الدقم
يبدو ان هندسة المشهد الداخلي لصالح البرهان وبأنامل خارجية مدربة يجري علي قدم وساق و بمنتهي السلاسة والاريحية الناعمة، فالفلنقاي مناوي بالتبر ما باعهم لكنهم بالتراب باعوه وبثمن بخس دراهم معدودات واجبروه على مغادرة بورتسودان او يعكنون عليه حياته ومعاشة، ثم سلطوا عليه جناح من داخل حركته لاقتلاعه جملة وتفصيلا من المشهد.
وكيكل للتخلص منه تم ارساله ثلاث مرات الي تخوم كردفان حيث معارك امصميمة1 وامصميمة 2 وفي المرتين نجا خالد بن وليد جزيرة مدني التي يقدل فيها التغراي فسادا وافسادا وانتهاكات لا تحصي ولا تعد، الكيكل وبقية الكيكلاب تركوا كل ذلك وراء ظهورهم وطفقوا يبحثون عن نصر من رابع المستحيلات ضد برشم وقجة وفي كل مرة يرجع الكيكلاب محملين بالجثمامين والاشلاء الممزقة مما حد بنظار الشكرية تدشين بيان لوقف هذه العبث. لكن امارة بورتسودانستان قررت ان يطرد كيكل الدعم السريع من دارفور وكردفان او يهلك دون ذلك المهم ما يرجع حي.
اما شيخ مشايخ البرائون المصباح ابوزيد الذي يقول اتباعه انه ذهب الي القاهرة من اجل استكمال علاجه و لمقابلة افراد اسرته لكن جهاز امن الدولة المصري كان لديه وجهة نظر اخري من المصباح الذي ما فتأت جماعته تهتف وتؤيد منظمة حماس وتدعو للجهاد في غزة. وأصبح رفع شعار رابعة العدوية ثمة جوهرية لديهم.
بعيدا من اتهامات الامن المصري للبراء ما اذا كانت حقيقية او تكتيك امني برهاني مصري يهدف ازاحة المليشيا الاخونجية التي تتشدق بتحرير غزة وهي غارقة في وحول مدينة الخوي، الحادثة في حد ذاتها كشفت ان البرائون لا علاقة او معرفة لهم البتة بخصوص تامين قيادتهم، اذ من غير الطبيعي ان ترسل هذا المصباح للعلاج من السكري النوع الاول او غيره في بلد مثل مصر، حيث يتكدس اكثر من مائة الف سجين سياسي بتهمة الاخونة، الامن المصري والعقل المصري لا يفرق كثيرا بين البرهان والمصباح وتمبور وكيكل فكلهم عنده واحد المهم في كل تلك الاسماء من ينفذ خارطة الاجندة المصرية داخل السودان فتردد المصباح الي القاهرة وان كان بغرض العلاج سيضعه تحت مجهر المراقبة والمساومة الاقليمية فالصحف الاسرائيلية كتبت متخوفة من الملايش الاسلامية الداعمة للبرهان وهي تقصد مليشيا مثل البراء وغيرها، وتل ابيب ايضا تري في البراء حرس ايراني مصغر قابل للانتفاخ والتمدد وتشكيل خطر عليها في القرن الافريقي وضحايا البراء الذي تم ذبح ذويهم ايضا ينضمون الي لائحة المطاردين للمصباح في القاهرة او غيرها والخلاقات التي بدات تظهر بعنف بين البرائون والمشتركة واتهامات البراء المتكررة للمشتركة بانهم كسروا الصندوق وغيرها من الاسباب المنطقية كلها تصب في خانة تهديد محتمل للمصباح قائد البراء بمصر فلماذا يسمح البراء لقائدهم ان يذهب ويتجول في الاسواق وياكل الطعام ويشرب المصقعة ليل نهارا ويعقد اجتماعات مغلقة والامن المصري يعرف ماذا قيل داخل هذه الاجتماعات من الف الي الياء؟؟
مصيبة البراء أنهم يستعبطون العالم ويعتقدون انهم استخباراتية عظمي لا تصد ولا ترد وان اي جهاز امن استخباراتي ينبغي ان يمد لهم ايادي الاكرام والبذخ في حين ان الامن المصري سيخفي قسريا ويمسح بسابع الارض كل من يحاول العبث بامنهم بشكل سواء كان البراء او في السراء والضراء المضحك المبكي ان نفس هذا البراء تم طرده من السعودية عطفا علي ذات حركاته هذه تهديد الامن المحلي لتلك الدول لكن المملكة قامت بشحن الرجل الي بورتسودان فهل ستفعل القاهرة نفس الشيء؟ الحيثيات تقول ان امن الدولة المصري لا يرحم في مثل هذه الامور فهناك مثلا الدكتور الايطالي جوليو ريجيني عام 2020 الذي عثر عليه مقتولا مشوها وهكذا علي كل حال سنرى مقبل الايام هل ايضا سوف تقوم القاهرة بأبعاد المصباح ام ان هناك سيناريو آخر داكن و غامض ينتظر البرائون بمصر والخليج والسودان؟