أخبار السودان

فضيحة “طائرة نيالا”: نفي رسمي، مشاهد مسروقة من اليمن، ورواية بلا دليل

أطلقت وسائل إعلام تابعة لسلطة بورتسودان رواية تزعم تدمير طائرة في مطار نيالا تقل مقاتلين أجانب. لكن التدقيق في تفاصيل القصة يكشف أنها تفتقر إلى أي دليل مادي يثبت صحتها، مقابل نفي رسمي قاطع من قوات الدعم السريع.

النفي الرسمي

قالت قوات الدعم السريع في بيانها: “ننفي بشكل قاطع المزاعم التي أطلقتها أبواق سلطة بورتسودان بشأن استهداف ما أسمته طائرة تقل مقاتلين أجانب في مطار نيالا. هذه الأكاذيب لا تمت للواقع بصلة، وتأتي في إطار حملات تضليل منظمة تهدف لخداع الرأي العام وصرفه عن الحقائق على الأرض.”

غياب الأدلة الأساسية

حتى الآن، لم تُقدَّم أي صور أو وثائق تؤكد وقوع قصف لمطار نيالا، أو تثبت هويات من زُعم أنهم جنود كولومبيون، أو تعرض جثثهم. القصة اعتمدت بالكامل على كثافة النشر وتكراره عبر منصات موالية، في أسلوب يستخف بعقل القارئ ويعتمد على الضخ الإعلامي بدلاً من الحقائق.

التزييف البصري الفاضح

المقاطع المصوّرة التي استُخدمت للترويج للرواية تُظهر طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية، تحمل شعار الشركة على هيكلها، وهي صور معروفة من أرشيف قصف إسرائيلي سابق لمطار صنعاء. هذا التطابق يثبت أن المشاهد المزعومة لم تُصوَّر في نيالا، بل أُخذت من سياق مختلف تماماً.

سياق يثير التساؤل

تزامن نشر هذه القصة مع تصاعد الجدل بعد تحقيق “الراكوبة” الأخير حول فشل المسيرات التركية من طراز Yiha في السودان، ما يثير الشكوك حول دوافع توقيتها وارتباطها بمحاولات صرف الأنظار عن ذلك الملف.

شبكات الترويج

رصدت “الراكوبة” أن الغرف الإعلامية التابعة لفرع الجماعات الإسلامية في تركيا كانت الأكثر نشاطاً في إعادة تدوير هذه الرواية، مستخدمة نصوصاً وصوراً مفبركة في حملة تضليل واسعة النطاق.

هذه الواقعة تقدم مثالاً واضحاً على كيف يمكن لرواية كاملة أن تُبنى على مشاهد مسروقة وأخبار بلا أي دليل، في محاولة لخداع الجمهور وتوجيه الرأي العام لخدمة أجندات سياسية

‫5 تعليقات

  1. الخبر والصور والصوت الحماسي الكذوب والصياغة والاخراج الساذج وكأنها قادمة من تسعينات القرن الماضي أيام ضلالات واكاذيب حرب الجنوب وكأنها وقد أتى بها موظفو تلفزيون الكيزان من مكتبة (التضليل والظلام) !!
    الكيزان لم يدركوا حتى الآن ان في ذلك الوقت كان هناك صندوق واحد اسمو تلفزيون السودان يديره موظفي النظام ، الآن تغيرت المعادلة و الصندوق بات عدة صناديق وكل زول بقى عندو صندوق براهو و وبيده هاتف ذكي يشاهد عليه كل الدنيا ويقلّبه ويشاهد محتواه بالذكاء الاصطناعي ويفرّق بسهولة ما بين الخبر ال fake والحقيقي.
    حتى الاكاذيب فشلتم فيها يا سبحان الله ..
    بالله هل اعتقدتم ان هذه الصور المبثوثة الساذجة والتي تبيّن مدى غشامتكم وضُعف اخراجكم وبؤس معداتكم و غباء مخرجيكم و معّديكم وعقليتكم البائسة يمكن ان تنطلي على طفل لم يبلغ الحلم .. انتو جادين !!!
    اضحكتم علينا الأمم وسخر منّا العالمين .. يا عواليق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..