الجوع يجبر سكان في كادقلي بجنوب كردفان على الفرار من المدينة

قالت مصادر وعاملون في المجال الإنساني، الاثنين، إن الجوع في كادقلي بولاية جنوب كردفان دفع أعدادًا كبيرة من السكان إلى الفرار لمناطق أخرى.
وتخضع مدينة كادقلي لحصار خانق، وسط أوضاع إنسانية توصف بأنها الأسوأ منذ اندلاع الحرب، حيث يعاني المواطنون من انعدام شبه تام للسلع الغذائية، وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
وقالت المصادر لـ “دارفور24″، إن “الوضع الإنساني المتدهور دفع أعدادًا كبيرة من السكان للنزوح”.
وقدّرت أن ربع سكان المدينة غادروها بالفعل، حيث يتجه معظم النازحين شمالًا نحو منطقة حجر الجواد، ومنها إلى دولة جنوب السودان، في حين نزح آخرون إلى ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض، بينما نزحت مجموعات أخرى إلى مناطق دلامي وكرتالا في جنوب كردفان.
وأشارت إلى أن الأهالي في كادقلي يعيشون اليوم بين مطرقة الجوع وسندان الحصار، في انتظار أي بادرة انفراج قد تنهي معاناتهم المستمرة منذ شهور.
وشددت على أن الوضع المعيشي في المدينة أصبح أكثر سوءًا من ذي قبل، إذ يقف المواطنون في صفوف تمتد لأيام – قد تصل لأسبوع أو أسبوعين – من أجل الحصول على “ملوة” واحدة من الذرة الرفيعة من مراكز البيع التي تشرف عليها السلطات.
ويبلغ سعر الملوة في هذه المراكز نحو 12 ألف جنيه، بينما تصل في السوق السوداء إلى 30 ألف جنيه.
وأفادت المصادر بأن بعض السكان اضطروا إلى تناول الحشائش البرية كغذاء، بدلًا من الوقوف في الصفوف لأيام من أجل الحصول على ملوة الذرة، التي لا تكفي في معظم الأحيان ليوم واحد فقط.
وأشارت إلى وجود أربع “تكايا” – أماكن لتقديم الطعام مجانًا – في أحياء البان جديد، والمستشفى التعليمي، وأم بطاح، والمصانع، وهي مدعومة فقط من جهود وتبرعات أبناء المدينة المقيمين خارجها، وتقدم وجبة “بليلة الذرة باللوبيا” للفقراء والمحتاجين.
دارفور 24