
قناة لا تمت للفضائيات بصلة، لا تحتوي ولا احتراف ولا يشمل، بل مجرد صفحة يوتيوب، يمكن أي فتى أو غلام أن يؤسس مثلها خلال فترة الضغط وبدون مقابل. واللافت أن حسين، الذي كان بأمس القريب يمتلك استوديوهات وقنوات ممولة من خزانة الدولة ومن دمي الضرائب، والكسبايات، ودمغة الشهيد، وكل مسميات الارتزاق لنهب يفهم، انتهى به الحال “صانع محتوى”، يترزّق من مشاهدات متفرقة وأموال إعلانات لا تسمن ولا تغني من نفاق.
وما يزيد مرارة هذا المشهد المفاجئ، أنه يعلّق اسمه على قناته تحت “أمدرمان”، كما لو أن المدينة العريقة قد باركته شكراها، بينما هي منه براءات اختراع.
اسمها للقناة بـ”أمدرمان” ليست بريئة، بل محاولة فاشلة لاختطاف هوية جماعية لا تقبلها.
حسين خوجي، الذي لم يكن لديه يوم ابنًا لأمدرمان في السلوك أو في الرؤية، يصرّ على حشرة اسمه تحت لافتها، أنت الاسم يعوّض له غربة في الداخل واكتشفه أمام الناس.
لكن المثير للاشمئزاز لم يكن لديه فقرة المحتوى ولا رداءة الصوت، بل ذلك المشهد الكريه الذي جلست فيه حسين، بلهجته “المايصة” الرسمية، وهو “يتحدد” عن الشاعر القامة أبو آمنة حامد.
لم يتم تقديره ولا شكره بجعالم البقاع، بل تلميح مبطّن يدتشويه ماكر لرجل عاش ومات وهو أنظف من حسين، ومن فكره.
تحدّث حسين عن أبو آمن دائم شاعرًا فقيرًا، مسترزقًا، ينتقل بين الصحف بحثًا عن الفيلا. لأنه يمدح، لكن النبرة الخفيّة كانت تنضح شماتةً، وتستبطن خفضًا من مشاركة شاعر عظيم ضد النظام، ورفض القهر، وسخرية من الطغيان، وهو كاتبه “دبايوا” الذي كان سببًا في ارتفاع توزيع الصحف “ألوان” بنفسه، التي يمتلكها حسين خوجي بأموال الكيزان وقروض لا تُردّ.
نعم، أبو آمنة حامد كتب في “ألوان”. وكان ذلك في زمن ضاق فيه الهامش، فاضطرّ إلى أن يمرّ من بوابة الذئب ليوصل كلمته إلى الناس.
قسم وللأمانة، أنا لم أكن موجودة في “ألوان”، بل كنت تتخذ رئيسًا للتصميم في مؤسسة “المساء للإعلام الدولي للإنتاج الإعلامي”، حيث اجتمعت تحت سقفها عددٌ غير قليل من المعارضين حسين خوجي والنظام، كاتب لا تتخذ وكرًا آمنًا، بل كواحدة تلك المفارقات السودانية التي تتيح للأضداد أن يلقوا قصرًا تحت ضغط. أما أبو آمنة، فكاتبه عموده الأسبوعي من المنزل، ولم يكن لديه أي حضور فعلي في مسجل مسجل. كتب، لأنه يريد أن يصل إلى كلمته بأي وسيلة، ولكن دون أن يمدّ يده أو يتنازل عن شيء.
لكنه لم يكتب مدحًا، ولم يبع قلمه كما فعل غيره. كتب جرانده الساخر، رافعًا جناح الأطراف إلى نطاق الفعالية، عالميًا ما تبرأ حسين من مقال “دبايوا” أمام الأجهزة الأمنية وصعد، هل أبو آمن لا يستهدف مؤسسته الصحفية.
ولم يكن الأمر واثقًا، فحسين خوجي طالما نفسه كناشر، لكنه في الحقيقة لم يكن أكثر من تاجر ماجور، او وكيل رغبتي في عمل صحفي، واشتركت في شارع المك نمر وينفذها في هيئة فتحيات.
وأذكر حين جاء أبو آمنة ليطالب بحقه في – وأنا كنت شاهدًا على بعضها – كان حسين وقتها الكتابة يحرّب، وتذرّع ذلك “القروش لش ما نزلت، او الشيك ما”، وصل ويستمنّع عن الدفع.
كان حسين خوجي، الذي يسترزق من كل شيء، يعتاش يومها من قلم الرجل الذي ييزدريه اليوم في تسجيلاته البائسة.
حسين – كعادته – لا يمدح، بل يستنطق جث الشعراء ليبرّر حياة الباهتة.
يجرّ أبو آمنة من عليائه، ويجلسه على كرسي خشبي أمام الكاميرا، ليقول له: “كتبت لي… وأنا لم أدفع.
حديث يتظاهر بالإعجاب، ولكنه يبني سردية خبيثة تجعل من أبو آمن فقيرًا انتهازيًا يتسوّق الكتابة، لا شاعرًا نزيهًا واجه السلطة ثم دفع ثمن.
لكن حسين لا يدري أن بعض الفقر علامة.
أبو آمنة حامد لم يكن فقيرًا، بل نقيًا.
وحسين، لم يكن غنيًا، يتوقع مُلوثًا.
أبو آمن فقيرًا لأنه العامة وهو الدبلوماسي، وضابط الشرطة الذي لم يرتشِ، وهو الذي احتوى القهوة في الشارع، ولا في مكاتب المكائد.
وكان فقيرا لأنه كتب ما مثله، لا ما يُملى عليه.
وكان فقيرا لأنه حين مات زُوّرًا، لم يغضب، بل قال:
“ديل كتلوني ساكت… لكن السُكر والبُن ديل ما برجعوا.”
(ولو أني أشك في صحة رواية السُكر والبُن ديل ما برجعوا).
ياخ يا حسين، لو كنت فعلًا تتأمل وانتك ذائقة فنية، زول يقول: “وشوشني العبير فانتشيت، وساقني الهوى فما أبيت”
ده زول ممكن يقتلوه… وهو الموت الحي.
إن محاولة حسين خوجي اليوم إعادة نمط حياة أبو آمنة في صورة الهامشيّ المتسوّل، ليس فقط إسقاط نفسيّ وقح.
فمن الذي كان يعيش على أكتاف الدولة؟
من الذي ساهم في قروض حسن الترابي “حسن النية”؟
من الذي بنى قناعه بعفعات لا يمنحها القانون إلا للمقرّبين من “الرساليين”؟
ومن الذي يدهن ديوان الزكاة، لا يحتاج، بل لأنه “مهم للدعوة”؟
كل الذين عملوا مع حسين في “ألوان” و”المساء” و”أيام لها إيقاع” يعرفون جيدًا أنه لم يتمكن من تأخيره إلا عند إخفاءه، وتوقيعه مع الفنانين والصحفيين كعمالة موسمية بلا حقوق. وبالتالي لم تكن موجودة، والأعمدة تُكتب، لكن المال لا يصل، وحسين دائمًا سبب آخر لتأجيل الدفع، وأنا شاهد على ذلك من هولاء.
اليوم، وبعد أنفضّ سامر الحماية، لا يزال حسين هوجلي يحاول أن يكون شيئًا ما.
لا يستطيع أن يكتب، ولا أن ينتج، ولا أن يصبح شيئًا ما من البداية، فيتّكئ في الماضي الذي لم يملكه، وعلى الرجال الذين لم ولن يشبههم، وعلى القامات التي مرّت تحكمه ولم يقرر ذلك.
يتحدث عن أبو آمنة ليس حبًا فيه، بل لأنه الحديث يزيده مشاهدات، ويتوفر له مادة يتكسّب منها، كما تم تشخيصه منذ أن يتكسّب من الآخرين.
ويتكلم عن أبو آمنة، فقره وظرفه، ولكن لا يتحدث عن ديوان “ناصريون نعم”، ولا عن الأغنيات التي صاغها الشاعر وصارت نشيدًا تقسيم.
يتغافل عن “بنحب من بلدنا”، ويتناسى “سال من شعرها الذهب”، ويقفز على وقفة أبو آمنة في وجه الزبير محمد صالح عندما خيّره بين الرصاصة والبيت.
إن حسين لا يتحدث عن أبو آمنة.
بلتحدث عن جرحه هو.
يحاول أن يغسل سواد ماضيه بالحديث عن رجل عاشقًا ومات خفيفًا على الأرض.
هو لا يروي سيرة شاعر، بل ينتقم من نبلٍ لم يعرفه.
استرزق من قلم أبو آمنة حيًا، ثم أراد أن يرزق من سيرته ميتًا.
أي قاعٍ قادر على أن ياهو هذا المفاجئ؟
فال الشاعر الذي مات وهو حي، يُقتل الآن وهو ميت.
لا برصاص، بل بـ“محتوى”…
بكاميرا مشروقة…
ورغبة خائبة في تبرير السُحت.
حسين خوجي، في كل ما يصل إليه، يوجد لدينا شيء ما:
أنه لا يزال، كما كان دائمًا، طفيليًا ببغيضًا يعيش على الآخرين.
بالأمس على أموال الدولة، واليوم على فترات متأخرة.
لكن الذاكرة لا تُشترى بالمشاهدات، ولا تُقنعها المونتاجات.
والناس لا تنسى.
لا تنسى أن أبا آمنة مات حرا،
في حين لا يزال حسين يتجه نحو الثروة، ولا يزال يلعقها الحذاء القديم.
لم استطع إكمال قراءة المقال من كثرة الأخطاء الاملائية. هل فعلا كتبه ابراهيم برسي؟
عزرا علي ما حدث في المقال من أخطاء يبدو انها اخطاء تقنية حدثت عندما قام فريق الراكوبة بتحرير المقال، سأتواصل معهم لتدارك ذلك الخطاً الفادح
بكل آسف الاخطاء الإملائيه الكثيره أفسدة حلاوة المقال ، ارجو إعادة صياغتها من جديد دون أخطاء .
والله الواحد بيستمتع لما يرى (الجخسه) يٌهزاء وتُخرج عيوبه للعلن !!.
عزرا علي ما حدث في المقال من أخطاء يبدو انها اخطاء تقنية حدثت عندما قام فريق الراكوبة بتحرير المقال، سأتواصل معهم لتدارك ذلك الخطاً الفادح
نعم لخصت شخصية الشاعر المرهف العفيف
وشخصية رجل ألوان الباهتة التي تسترزق من مآسي الماضي لبعض الشخصيات المؤثرة والناجحة والنظيفة شخصيّة أبو آمنه
هذا الرجل الملون ياكل من الفطيسه بالشوكه ويبرر ما يفعله
يكفي قصيده الشاعر الدبلوماسي الحردلو فيه
كتب الحردلو في حسين خوجلي مطلع التسعينات….
حكم
السيرة الذاتية لمسيلمة الفاتية
شعر: سيد أحمد الحاردلو…
رحم الله عوض دكام.. القائل:
(بجي الخريف واللواري بتقيف !!!!)
-1-
كان منفيا ومطرودا من المكان
وكان منبوذا من الزمان
وكان منذ كان
يمارس التحنيس والتبخيس
والتهويش باللسان
وكان جاهزا
على مدار الوقت…
كامل الاوصاف والالوان
يفهم من الاشارة
ماذا يراد منه
في الحين… وفي الأوان
وكان قوادا رساليا
يشيع الخمر والأفيون والادمان
وكان دائما
يجيد الرقص والتهريج…
او غناء ارخص الاغان
وهكذا صار يجالس الصغار والكبار
يروي لهم
سواقط القول
وأخر النكات والاخبار
وهكذا ظن الشقي
انه صار من الكبار !!!
-2-
ومرت الأعوام .. تلو العام
بعد العام
فصار من بطانة الحكام
وصار اقرب المقربين للنظام
وصار مثلما وكيفما يشاء
يقول أو يفعل ما يشاء
يبتز خلق الله
يبتز دين الله
يمارس التهديد للبنوك
والوعيد للتجار
في وضح النهار
وصار عند الناس كالقضاء
ينقض حينما وحيثما يشاء
ويشتم الأحياء والأموات
ويهتك الأعراض والحرمات
وصار اسمه (فاتية النظام)
وصار رسمه (المهرج الشتام)
يشتم من فجاج الأرض
حتى زرقة السماء
يشتم من صباح الخير
حتى هداة المساء
لم ينج احد
من الشتائم السوقية البلهاء
لم ينج حتى الله
لم ينج حتى انبياء الله
لم ينج حتى صحبة الرسول
لم ينج وطن ولا شعب ولا مسئول
من رجس هذا المرض اللعين
هذا الذي يسعى على ساقين
مسلوبين تحت قبة عجفاء !!!
😚
وهكذا صار مسيلمة الجديد
حامي حمى الاسلام
واصبح المنظر الرسمي للبلاد
واصبح المفتي الذى يفتي شئون الدين والعباد
ياسادتي الكرام
ان مسيلمة هذا
اخطر من مسيلمة القديم
فمسيلمة هذا
ليس له من الاسلام
غير ركعة السجود
ولا يعشق في الدنيا
سوى الركوع والسجود
لكن لغير الله !!!
-4-
صاحبنا كان يمارس الدعارة الجسدية
وصار الان
سلطان الدعارة الدعارة الفكرية !!!
-5-
كان له راس
مسفلت
كأنه مفازة جرداء
فليس تنمو فيه عشبه
وليس فيه
قطرة من ماء
وظل حول خمسين سنه
يدس تلكم الصحراء
في عمامة بلهاء
يسعى بها
من دغش الرحمن
حتى اخر المساء
يمشي الى الحمام … بالعمامة البلهاء
يسامر العشاق … بالعمامة البلهاء
يمشي الى سرير النوم …
بالعمامة البلهاء
فاي رجل
هذا الذي يندس في عمامة بلهاء
واي فكر
سوف ياتي من عمامة
كاستشوار النساء
تداخلت في عصره الاشياء
فاصبح الرجال كالنساء