مقالات سياسية

لا تفتروا على أهل النضال !!!

سيد محمود الحاج

أعجب لأمر الذين هبّوا من كل حدب و صوب لتسليط سهامهم الطائشة تجاه مبادرة الحزب الشيوعي بعطبرة بشأن معالجة مشكلة المياه عن طريق إنشاء شبكة طاقة شمسية و قيام بعض كوادره بمقابلة والي ولاية نهر النيل للتفاكر معه حول هذا الأمر و هم بذلك يجهلون ان الحزب الشيوعي دون سواه من الأحزاب هو من ظل يحمل على أكتافه هموم الجماهير و معاناتهم و تطلعاتهم عبر تاريخه الطويل و هو دون غيره من دفع لأجل ذلك ثمناً باهظاً قوامه أرواح قادته الذين تحدوا الطغاة و قالوا كلمتهم في وجهه حتى وهم على خشبة المقاصل … و الحزب الشيوعي على نقيض سائر الأحزاب هو من ترفّع عن محاباة الأنظمة الإستبدادية التي توالت على السلطة و مداومة النضال ضدها دون الإنجذاب لإغرائها و إغوائها ذلك الذي سارع إليه الآخرون، و لم يخضع للتهديد و الوعيد الذي جعل كثيرين سواه يلوذون بالمخابيء او يصمتون صمت القبور ثم لا يبين لهم أثر من بعد إلّا حين تتفجّر الثورات فيخرجون من مخابئهم و تنطلق ألسنتهم بعد طول صمت في سعيهم لنيل نصيب من السلطة التي لا غاية لهم سواها فهم الأبعد عن الجماهير !!

إن الهدف السامي للحزب الشيوعي هو الوقوف بجانب الشعب و صون حقوقه و رفع المعاناة عن كاهله و درء الظلم عنه ، و لأجل ذلك فقد ظل بسخّر كل طاقاته لأجل هذه المبادئ دون طمع في سلطة او تسلّط ، فكان في كل الحقب هو المناضل الوحيد لأجل هذه الغاية فلم يحابي متسلّط او مستبد و كان وحده من بقي في ساحة النضال سعياً وراء تحقيق هذه الغايات النبيلة التي تحفظ للشعب كرامته و عزّته و لم تمتد يده لمصافحة طاغية او التقرّب لأجل منفعة بل و لم تتُق نفسه في يوم لمصلحة او لجاه و قد سجل له التاريخ عفّة اليد و نقاء الضمير !!

الحزب الشيوعي هو الخادم الأمين للشعب و لم يكن سيّداً عليهم كبقية الأسياد الذين جعلوا المسافة بينهم و الجماهير كالمسافة بين الشمس و الأرض ، و من هذا المنطلق فإن قيامه بهذه المبادرة ليست تقرّباً من حاكم او محاباة لسلطة هي ألدّ أعدائه ، و هو دون الآخرين من رفض التفاوض معها و نهى عن ذلك في ساحة الإعتصام و منذ أن كانت الثورة وليدة لحظتها ، إيماناً منه بأن المجلس العسكري الذي إدّعى زوراً و كذبا أنه منحاز للثورة و الثوار ماهو إلّا ذئب تدثر بجلد الحمل الوديع و قد كان ما كان و بانت الحقيقة لمن جهلوها و لكن لات ساعة مندم !!

و بما أن الحزب الشيوعي ظل في كل وقت هو الأقرب للشعب و هو الأدرى بهموم الجماهير و هو من يشاركهم المعاناة و يلاقي ما يلاقون فقد عزّ عليه ان يقف موقف المتفرج و من حوله اناس يفتقدون ابسط مقومات الحياة .. الماء و الطعام بينما ثروات بلاده تتجاذبها وحوش لا رابط بينها و بين الوطن و شعبه … وحوش لأجل المال و السلطة لا يهمها أن تستمر الحرب لقرون ، فلينزح من ينزح و يفنى من يفنى .. فلو تحوّلت كل مدن السودان إلى ركام فإن الأمر لا يعنيها في شيء طالما ان أملاكهم في تركيا و ماليزيا و غيرها ستسع أحفاد أحفادهم !! .. لذا فإن مبادرة الحزب لم تأت إلا لأجل الجماهير و ان أقلّ ما يجب ان يتوفر له هو الماء الذي لا يحيى بغيره كائن حي فكان لزاماً عليه ان يقابل الشيطان لأجل هذه الغاية و هذا في حدّ ذاته تحديّا ًلا محاباة و مواجهة و ليست تقرّباً او توجسّاً فأين بقية القوم الذين فرّوا خوفاً على أرواحهم و لاذوا بدول الغير و هل يأتى منهم من يبادر بمثل هذا الفعل لأجل الشعب !!

الحزب الشيوعي لا يملك شركات و لا يأخذ جبايات و لا ( زيارات ) .. الحزب الشيوعي عندما يكون في حالة عوز ، وهو عدو المال ، يتنازل بعضٌ من أعضائه عن قطعة أرض خاصة به لمجابهة الحاجة في حين يتهافت غيره لنهب و أمتلاك الأراضي ، غير أنه يملك الكوادر التي يمكنها حل مشاكل الجماهير و هذا ما يلجأ إليه الآن لإيمانه بأن الوطن ملك الشعب و لا سيّد على الشعب إلا الشعب … فأعجب من إفتراء العاجزين و وصمه بهذا السوء الذي لا ينطبق على سواهم من الذين لا تعنيهم هموم إنسان السودان و لا المعاناة التي فرضتها ظروف الحرب ، و أعجب أكثر لمن يقول أن الوقت غير مناسب لمثل هذه المبادرة ، فهل يريد مثله أن يظل الناس عطشى حتي تنتهي الحرب التي لم يبن في الأفق ضوءُ يبشّر بنهايتها !!!!؟.. فأولى بهولاء صمتهم الذي ألفوه و آلفهم فالحزب الشيوعي عدو الصمت و محصّنٌ ضد الإنكسار أمام الطغاة فهلّا تعون فترعوون !!

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..