نحو سلم اجتماعي جامع

✍️ طه هارون حامد
التحديات الاجتماعية المتزايدة والمتفاقمة التي يواجهها مجتمعنا، تبرز الحاجة الملحة إلى ترسيخ السلم الاجتماعي كمنهج عملي وضرورة وطنية للنهوض بالمجتمع وتصفية المناخ المعكر الذي تغذيه العنصرية، القبلية،وخطاب الكراهية الذي طفح علي السطح مؤخرا والمتحوي الرقمي غير اللائق و التشرذم والتشتت.
السلم الاجتماعي ليس مجرد غياب للنزاعات، بل هو منظومة متكاملة من القيم والممارسات التي تُعزز التماسك الوطني، وتُعلي من شأن المواطنة، وتُكرس ثقافة العدل والتنوع وقبول الآخر. فالمجتمع الذي تغلب فيه الولاءات الضيقة على المصلحة العامة، ويتفشى فيه التمييز على أسس عرقية أو قبلية، هو مجتمع مهدد في بنيته، ومعرّض للتفكك على المدى البعيد.
ولكي يتحقق السلم الاجتماعي، يجب البدء أولاً بإعادة الاعتبار للعدالة الاجتماعية والهوية السودانوية ، وتعزيز مؤسسات الدولة لتكون حَكمًا عادلًا لا يُفرّق بين المواطنين. كما أن دور التعليم والتوعية والإعلام حاسم في ترسيخ ثقافة الحوار والاجاويد والتسامح، وتفكيك البنى الفكرية التي تغذي الانقسام.
من جهة أخرى، لا بد من التصدي لخطابات الكراهية والتفرقة بحزم، سواء كانت صادرة من جهات رسمية أو منابر مجتمعية أو شبكات تواصل اجتماعي.او غياب تنزيل منهج الوسيطة علي الارض فمواجهة هذه الظواهر مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والأفراد على حد سواء.
إن المشروع الوطني الذي يُراد له أن ينجح لا يمكن أن يقوم على أرضية مفككة. السلم الاجتماعي هو القاعدة التي تُبنى عليها كل خطط التنمية، وهو الشرط المسبق لنهضة اقتصادية تنموية عدلية راسخة واستقرار سياسي، وتطور ثقافي متوازن.
ختامًا
لا بد من الإيمان بأن مجتمعنا، بتنوعه وارثة الثافي وثرائه، قادر على تجاوز خلافاته متى ما توفر الوعي، والإرادة السياسية، والتفاعل المجتمعي المسؤول. فالرهان الحقيقي اليوم هو على بناء وطن يسع الجميع، يتجاوز القبلية والعنصرية، ويحتكم إلى قيم المواطنة، والعدالة، والكرامة الإنسانية السمحاء
ونواصل