عندما ينهزِم أطراف الحرب وحلفاؤهم أمام القضية الإنسانية تسقط كافة مُبرراتهم لإستمرار إشتعالها

نضال عبدالوهاب
في هذا التوقيت الذي يقرأ آخرون ما أكتبه يُحاصر الجوع والمرض الملايين في مُدن الفاشر وكادوقلي والدلنج ، تلك المُدن التي يتخذها “المُتقاتلون” وحلفاؤهم سياسياً وعسكرياً أهدافاً لهم للسيطرة عليها والأستئلاء عليها ، مُتناسين أن هنالك ملايين البشر داخلها من الضُعفاء أطفالاً ونساءاً وشيوخاً ، من أنهكهم الجوع وأكل أجسادهم الطاهرة وخارت قواهم بسببه ، تلك المُدن المُحاصرة وفي ظل حرب وضح تماماً أنها لاتعرف أي معايير إنسانية أو أخلاقية للأسف ، صرخت النساء هنالك و تعالت أصوات من يكتوون بالجوع ويُرهقهم لفيحه صباحاً ومساءاً ، لاتوجد أدوية ولا مستشفيات تعمل ، مع إنعدام تام للغذاء داخل أسواق هذه المُدن أو أحياءها ، مع وصول أسعاره إن وجدت لارقام فلكية ليست في مقدور حتي الأغنياء إن وجدوا دعك من أن الغالبية الساحقة إن لم يكُن جميعهم تحت خط أدني درجات الفقر والمسغبة ، يتصارع المُتحاربون في الجيش والمليشيا والحركات المُتحالفة معهم ومن معهم من قوي سياسية وأفراد تؤيدهم وفي ذات التوقيت لا يأبه كُل هؤلاء باولئك الموجودن داخل هذه المُدن المُحاصرة وكلاً منهم يرمي باللائمة علي الآخرين ويبرئ نفسه من المصير الذي يواجهه الشعب السُوداني في تلك المناطق الفاشر وماحولها و كادوقلي والدلنج وما حولها ، فالحصار هو سيد الموقف والمدفعية والدانات والطيران والقصف ، في ظل هذا الواقع تحولت تلك المدن ومن يعيشون بداخلها لمآساة تعتبر الأكبر في العالم حالياً ، وفي عالم لايهتم بالإنسان والفقراء والضُعفاء ، ويهتم فقط لمصالحه حتي من إستمرار هذه الحرب بكل مآسيها وإفرازاتها..
في هذا الواقع للأسف ينهزم الجميّع وعلي رأسهم المُتحاربون والمتقاتلون في أطراف الحرب وحلفاؤهم ، ولن تنفعهم أي مُبررات يسوقونها لإستمرار الحرب مع قتل كل هؤلاء الناس والتلذذ بمعاناتهم ، أو تجاهلها….
كل من لم يعلن وقف القتال من جانبه لأجل إنقاذ هؤلاء هو شريك في هذه المآساة والجرائم ، كُل من يحاصر المدن الثلاثة قاتل ومُجرم ولامبررات له ولاقضية ، فلا قضية تعلو علي حياة الناس وتستهتر بأرواحهم وتصدر لهم الفناء!
ومع هذا فعلي كُل السُودانيين الشرفاء في كل بقاع العالم التضامن من أجل إنقاذ أهلنا في الفاشر وكادوقلي والدلنج وماحولها ، والمطالبة بكافة الوسائل السلمية المشروعة وتعلية الصوت من إجل إنقاذ سكان تلك المُدن والمناطق ، كل الفاعلين خاصة في اوربا وأمريكا وكندا وأستراليا وأفريقيا عليهم جعل القضية الإنسانية وحياة أهلنا السُودانيين في تلك المدن الثلاثة تتصدر الرأي العام العالمي ، ومخاطبة العالم والتعريف بما يجري في السُودان وفي الفاشر وكادوقلي والدلنج تحديداً ، وتوصيل الصوت لكل المؤسسات الدولية للعمل الفوري لإحداث هدنة ذات طابع إنساني لتوصيل الغذاء والدواء وإغاثة من يتم حصارهم حالياً ، فضح المليشيا وداعميها المصرون علي حصار الفاشر وضرورة فك هذا الحصار وتفعيل العقوبات ضد قيادتها إن لم تنصاع لذلك ، لن تنفع اللغة المُهادنة أو الصمت تجاه مايحدث ، فالصمت عن هذا مُشاركة فيما يتم من قتل بالجوع والمرض وإبادة مُتعمّدة ، مع الدعوة العاجلة لأطراف الحرب بضرورة قبول الهدنة الإنسانية وفك الحصار عن الفاشر وكادوقلي والدلنج وفتح الممرات لدخول فرق الإغاثة ومنظماتها الداخلية والخارجية وتأمينها…
علي الجميع وكل الفاعلين من جعل قضية فك الحصار عن المُدن الثلاثة هي أولوية المرحلة.
الخذئ والعار لكل من يصمت أو يشارك في هذه المآساة والحرية والكرامة والخبز والغذاء والدواء لأهلنا في الفاشر وكادوقلي والدلنج ، وليتجه الجميع للعمل الجماعي لأجل النجاح في هذا الواجب والقضية الإنسانية المُلحة والعاجلة التي لاتقبل التأجيل أو الصراع حول السُلطة علي حساب أشلاء السودانيين والضُعفاء والإنشغال عنها.
#فك حصار الفاشر وكادوقلي والدلنج
#إنقاذ أهلنا في الفاشر وكادوقلي والدلنج
#هدنة إنسانية عاجلة وفرضها علي أطراف الحرب
البلبوس الأمريكي -من منزله بامريكا- الشيوعي السوداني سابقاً يدعوكم لوقف حملة بل بس والجلوس مع الكيزان وجيش الإخوان المسلمين والتنازل لهم