أهم الأخبار والمقالات

شواهد جديدة”.. كيف وأين استخدم الجيش السوداني الأسلحة الكيميائية”؟

تحقيق: صلاح دامبا

حصل موقع “الراكوبة” على شواهد جديدة حول الاتهامات التي تلاحق الجيش السوداني باستخدام “أسلحة كيميائية” خلال هذه الحرب المستمرة مع قوات الدعم السريع. ووفق فيديوهات حللها الموقع وإفادات خبراء ومصادر فإن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً تم في أكثر من موقع بالسودان.

وتحدثت المصادر بأن الأسلحة الكيميائية التي استخدمها الجيش السوداني خلال الحرب، حصل عليها من ايران عبر نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قبيل انهياره.

وحللّ الموقع نحو 10 مقاطع فيديو توثق لاستخدام مقاتلين تابعين للجيش أسلحة يشتبه في أنها سامة وذلك من خلال الأقنعة والدروع الواقية التي يرتدونها أثناء استخدام تلك الأسلحة، كما أظهرت مقاطع أخرى روايات سكان تعرضوا لقصف بأسلحة غير مألوفة تسببت في ظهور أمراض غربية وقتلت الحيوانات وأسقطت الأجنة من أرحام الأمهات.

في منطقة “الكومة” بولاية شمال دارفور تم الإبلاغ عن اجهاض أكثر من 170 امرأة بسبب التعرض لمواد استخدمها الجيش في القصف الجوي على المنطقة، وفق ما حصل عليه “متتبع سلام السودان” من معلومات.

يوثقون لأنفسهم

عدد من الفيديوهات التي حللها الموقع صورها جنود الجيش وهم يوثقون لأنفسهم استخدام الأسلحة التي يشتبه أنها كيميائية، حيث يُظِهر أحد الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، جنوداً يتبعون للجيش السوداني يرتدون سترات واقية وكمامات وأقنعة تغطي كل وجوههم، وهم داخل بناية في العاصمة الخرطوم يطلقون قذائف على بناية مقابلة بأسلحة يرجح انها غاز خردل المحرم دوليا، كما يظهر ذلك من خلال الحديث المتداول بين الجنود الذين يخفون ملامح وجوههم تماما.

وفي فيديو آخر نشر في مايو 2024 يُظهر جندياً بزي الجيش السوداني يرتدي ذات السترات والأقنعة، يمسك بيده مقذوف رأسه أصفر اللون وهو يتوعد مقاتلي الدعم السريع بأن ما بيده هو دواء قناصاتهم الذين ينتشرون في أسطح بنايات الخرطوم.

ويرجح أن الولايات المتحدة الامريكية أخذت هذه الفيديوهات من بين الدلائل التي اعتمدت عليها في العقوبات التي فرضتها على الجيش السوداني لاستخدامه أسلحة كيميائية في حربه ضد قوات الدعم السريع.

وفرضت الولايات المتحدة الامريكية في مايو الماضي، عقوبات على الجيش السوداني بعد اتهامه باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد قوات الدعم السريع.

وقابل قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، تلك العقوبات بتشكيل لجنة تحقيق في الاتهامات الموجه من واشنطن، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه اعترافاً ضمنياً بصحة الاتهامات وأن مهمة اللجنة هي تحديد من المسؤول داخل الجيش عن استخدام هذه الأسلحة.

براميل متفجرة

وفي فيديو آخر بثه جنودًا من الدعم السريع في دارفور غرب السودان منطقة الكومة يُظهر إسقاط الطيران الحربي التابع للجيش السوداني براميل متفجرة سقط واحد منها على بركة مائية فتغيّر لون المياه فيها الى الأصفر مع انبعاث رائحة كريهة بحسب سكان محليين.

وقال شهود عيان لـ”الراكوبة” إن القصف المتكرر على منطقة الكومة بالبراميل المتفجرة خلّف أضراراً وآثاراً صحية وبيئة بينها نفوق مئات الحيوانات وإجهاض عدد من النساء الحوامل.

وفي مطلع مايو الماضي قال جنود من قوات الدعم السريع في منطقة الخوي بولاية غرب كردفان بعد انجلاء معارك ضارية مع الجيش السوداني، إنهم عثروا على معدات تتعلق بالحماية من المواد السامة كان الجيش ينوي استخدامها في كردفان.

وكان الجنود يستعرضون تلك الأدوات خلال مقطع فيديو تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما عثر موقع “. اعلى فيديو آخر يعضد هذه الرواية.

يظهر من خلال الفيديو رجل ملتحي يبدو أنه أحد مقاتلي الجماعات الإسلامية المنخرطة في القتال إلى جانب الجيش السوداني، وهو يتوعد قوات الدعم السريع في كردفان باستخدام كافة الأسلحة القتلة ضدهم بما فيها “سلاح العطور والبخور والبخاخ لمن يحتمون بالبنايات والكراكير” في إشارة إلى أسلحة محرمة.

كذلك اطلع موقع “الراكوبة” على مقطع فيديو صوره رعاة إبل في شمال كردفان، يوضح إسقاط طائرة حربية أشياء ظهرت في شكل خيوط بيضاء انتشرت على مساحات شاسعة في أودية كردفان، ويقول مصور الفيديو إن هذه الأشياء التي تساقط بعضها فوق الأشجار تسبب في عمى بعض الحيوانات.

وفي يونيو 2024 أصيب حوالي عشرين مهندساً في مصفاة الجيلي للنفط بالخرطوم، بالإغماء بعد غارة جوية نفذها الجيش السوداني على المصفاة، بحسب مقطع فيديو نشرته قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر على الموقع.

أسلحة إيرانية

يرجح الخبير العسكري، عاطف نواي، استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية في حربه ضد قوات الدعم السريع، مستدلاً بتصريحات مكررة لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ومساعده ياسر العطا، هددا خلالها باستخدام “القوة المميتة” دون ان يفصحا عن ماهية تلك القوة.

وأشار نواي في تصريح لـ”الراكوبة” إلى أن هنالك تقارير حول تسلم الجيش السوداني خلال “حرب 15 أبريل” شحنات أسلحة كيميائية أرسلتها ايران عبر الرئيس السوري السابق بشار الأسد في أواخر أيامه، مضيفاً “يعتقد استخدامها في بالخرطوم ومناطق أخرى”.

ونوه إلى أن بعض التقارير تقول إن انسحاب قوات الدعم السريع من الجزيرة والخرطوم جاء بناءً على معلومات إستخباراتية تؤكد استخدام الجيش للأسلحة الكيميائية مما اجبرتها على الانسحاب حفاظا على قواتها ومعداتها.

وأضاف أنه “من الواضح أن الجيش السوداني استخدم السلاح المحرم دولياً في الجزيرة بالتحديد في مدينة الهلالية مات على إثره مئات المواطنين، ليطلق بعدها دعاية بأن قوات الدعم السريع، سممت آبار المياه” وفق قوله.

وفي نوفمبر 2024 انتشر وباء غامض في مدينة “الهلالية” المكتظة بالسكان وهي من بين قلائل المناطق التي لم يهجرها سكانها بسبب اتفاق وقعه أعيانها مع قوات الدعم السريع عقب دخولها ولاية الجزيرة وسط السودان.

وقد حصد الوباء الغامض أرواح مئات المواطنين من سكان المنطقة، وكانت أعراضه عبارة عن إسهالات مائية، قالت قوات الدعم السريع المسيطرة على المنطقة وقتها إنه “كوليرا” بينما قال أنصار الجيش إنه نتيجة تسميم المياه.

من الخرطوم إلى دارفور

رجح عاطف نواي استخدام الجيش للسلاح الكيميائي أيضاً في الخرطوم بالقرب من كبري شمبات وبحري والقيادة العامة والقصر الجمهوري. مبيناً أنه “بسبب ذلك لا يستطيع البرهان حتى اللحظة الجلوس في مكتبه في القيادة العامة أو القصر الجمهوري”، وفق قوله.

وأضاف “لأن السلاح الكيميائي يلوث الماء والهواء والتربة، فقد انتشر في جميع انحاء ولاية الخرطوم ما أدى في نهاية الأمر لظهور أمراض غريبة على السودانيين حصدت أرواح الآلاف، قالت السلطات السودانية إنها كوليرا إلا أن أعراضها لا تشبه الكوليرا خصوصاً التشوهات الجسدية التي تظهر أثناء الإصابة وارتفاع حالات اجهاض الأجنة وسط النساء”.

وذكر نواي أن الأمر لم يقف عند الخرطوم والجزيرة، وأن بعض الرعاة عثروا على براميل في الوديان وقرب مناهل المياه لها ألوان غريبة ما بين الأصفر والأخضر، وذلك بالقرب من “الدبيبات” في جنوب كردفان.

وأشار نواي إلى حادثة قصف سوق منطقه “طره” في شمال دارفور الذي أدى إلى مقتل نحو 400 شخص، مضيفاً “الغريب في الأمر أن الجثث خلال دقائق قد تفحمت تماماً واكتست باللون الأسود”.

وكانت طائرة حربية شنت في مارس 2025 غارات جوية استهدفت السوق الاسبوعي لبلدة “طرة”، الواقعة على بعد 40 كيلومترًا شمال مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أدى إلى اشتعال النيران في المتاجر وتفحم الجثث.

ورجحت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين، يومها استخدام الجيش “أسلحة كيميائية” في قصف منطقة “طرة” قائلة إن “الصواريخ المستخدمة في القصف كانت شديدة السخونة، وربما تحتوي على مواد كيميائية”.

مواد سامة

في أبريل 2024 وثق سكان محليون حول مدينة مليط شمال دارفور، شهادات تحدثوا خلالها عن قصف الجيش لمواشيهم ومصادر المياه بواسطة مواد سامة قالوا إنها غير مألوفة تسببت في ظهور أمراض وحالات اجهاض بمعدلات عالية في منطقة الكومة، بجانب نفوق كميات من الحيوانات وتلوث مصادر المياه.

يقول المحلل السياسي والناشط الحقوقي، محمد المختار، لـ”الراكوبة” إن هنالك عدة مؤشرات ذات مصداقية بينها شهادات السكان المحليين، تؤكد استخدام الجيش السوداني الأسلحة الكيميائية في مناطق بشمال دارفور مثل “الكومة ومليط”.

وأضاف “لابد من الإشارة هنا إلى عدة تقارير بدأت تشعر بتهديد استراتيجي بسبب تخوفاتها من سيطرة الإخوان المسلمين على الجيش وزيادة نفوذ الكتائب الإسلامية مثل فيلق البراء بن مالك، وسيطرته على أسلحة ومسيرات حديثة، بجانب عودة العلاقات بين النظام السوداني والإيراني، والحديث عن تعاون عسكري وظهور مسيرات إيرانية الصنع في حرب السودان”.

بدوره أشار الناشط الحقوقي، علي جاد الله، إلى أن هنالك تقارير موثوقة ومثيرة للصدمة تفيد بان الجيش استخدم الأسلحة الكيميائية في ولايات سودانية عدة، بما في ذلك الجزيرة والخرطوم، ودارفور، خاصة منطقة الكومة.

اجهاض الحوامل

قال جاد الله وهو أحد أبناء منطقة الكومة بشمال دارفور، إن القصف الجوي على منطقته خلف عواقب وخيمة، مؤكداً الإبلاغ عن إصابة أكثر من 170 امرأة بحالات إجهاض ناجمة عن التعرض للمواد التي يستخدمها الجيش في القصف الجوي.

وأضاف “علاوة على ذلك، أدت هذه الهجمات إلى تلوث واسع النطاق للمياه والتربة، مما يهدد سبل عيش المجتمعات المحلية على المدى الطويل”.

وذكر أن التقديرات الأولية تشير إلى مقتل أكثر من 500 مواطن وإصابة أكثر من 2000 آخرين جراء هذه الهجمات الجوية المروعة.

وتابع “من المتوقع أن تستمر تداعيات هذه الهجمات على البيئة والصحة العامة لسنوات عديدة، خاصة في الأراضي المستخدمة للرعي، مما يؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي وسبل العيش للمجتمعات الرعوية”.

أمراض جلدية

الصحفي السوداني محمد صالح البشر، رأى أن المقصود من تصريحات جنرالات الجيش حول استخدام “القوة المميتة” هو استخدام الأسلحة الكيميائية.

وقال البشر لـ”الراكوبة” إنه “حسب معلوماته من مصادر موثوقة فإن الجيش استخدم السلاح المحرم دوليا أول مرة في مقر إذاعة امدرمان أثناء سيطرة قوات الدعم السريع عليها، كما استخدمه في معارك جبل موية بولاية سنار بهدف ترجيح كفته في وقت كان فيه شبه منهار” وفق قوله.

كما زعم البشر أن الجيش استخدم السلاح الكيميائي في مصفاة الجيلي والقصر الجمهوري بالخرطوم وفي المالحة بشمال دارفور.

وأشار إلى ظهور حالات مرضية جلدية غريبة وسط سكان المناطق التي يشتبه في تعرضها للأسلحة الكيميائية، يرجح أن تكون تلك الأمراض بسبب تلوث البيئة خاصة في أمدرمان مما تسب في وفاة المئات من المواطنين.

‫4 تعليقات

  1. ده كله كلام فارغ اذا كان الجيش حسب مزاعم العملاء ان سكان الجزيره وخاصه مدينه وادمدنى التى تم احتلالها بمؤامره مع الدعم السريع اذا كان هنالك كما زعمتم استخدام الجيش لاسلحه كيمائيه فان سكان هذه المدينه بعد هزيمه الدعم السريع وخروجه من المدينه عاد كل او معظهم ولم يشتكى احد من مزاعمك ولم يشتكوا من اى مضاعفات او كوليرا ولم تسجل اى حالات غريبه نتيجه ذلك ولاحتى اهل الجزيره اما عن الهلاليه وباعتراف معظم اهلها ان الدعم السريع هو الذى قام بتسميم المياه علما بان الجيش السودانى لم يدخل ايضا لمنطقه الهلاليه وعرد الجنجويد منها خوفا على حياتهم اما موضوع القصر الجمهورى وعدم قدره البرهان الرجوع الى مكتبه اصلا لاتوجد بالقصر الجمهورى ما يدعو البرهان للرجوع لان كل شىء مدمر نتيجه القصف وياعملاء يامرتزقه شوفوا ليكم موضوع تانى غير الاسلحه الكيمائيه وموعدكم بعد دك حصونكم فى المحطه الاخيره دارفور الحبيبه

  2. الاسلحه الكيميائيه استخدمتها الفصائل الجهاديه التي تحارب مع الجيش….الجيش السوداني جيش معترف لا يمكن أن يستعمل مثل هذه الاسلحه ..شغل مليشيات واضح.فعلي الجيش التخلص منها باسرع ما يمكن

  3. اذا استخدم الجيش السوداني السلاح الكيميائي أو الذري فإنه معذور في تلك الفترة العصيبة والتي كان يعاني فيها المواطنين الأبرياء من انتهاكات علي ايدي قوات الدعم الصريع
    كان لابد من استخدام تلكم الاسلحه الكيميائيه والذريه في الخرطوم والجزيرة لطرد تلك الحشرات من منازل المواطنين والتي كانوا يجلسون فيها بغير وجه حق وبحمرة عين كما كانوا يقولون ويدعون
    يعني كنا ح نعمل ليكم ايه يعني غير استخدام السلاح الكيماوي لطردكم
    جاتكم القرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..