المصباح منّا .. ننتظره أو ينتظرنا

د. حامد برقو عبدالرحمن
(1)
أن الذي بيننا و بينهم هو الفاصل بين الحق المطلق(بفضل الله) و الباطل المطلق في الجانب الآخر.
في منتصف نهار 31 يوليو 2025 و بمدينة ام صميمة كان الناس على موعد مع صفحة جديدة لخلود تاريخ صحائف امتنا على يد أحد منتسبي مجموعة الذئب المنفرد الشهيد محمد عبد الرحمن الشايقي .
محمد الذي أصيب بجروح بليغة في رجله كان قد أحاط به الذين تدفعهم حمية الجاهلية من كل صوب – يطالب بعضهم بقتله و البعض الاخر بغير ذلك.
في لحظة حاسمة قفز الجسد المثخن بالجراح لكن المليء بالايمان على أحد جنود الشيطان ليأخذ سلاحه ليرسل ثلاثة منهم للجنهم قبل ان يلتحق هو بأهل بدر في الفردوس الأعلى ( ان شاء الله).
(2)
قبل عقدين و عامين تقريباً من تاريخ إرتقاء محمد عبد الرحمن الشايقي ؛ اي في عام 2003 هناك في الشيشان أسر الجنود الروس مقاتلاً شيشانياً . أشبعوه ضرباً و تقطيعاً لأوصاله ، إلا انه ظل ثابتاً كالجبل. هنا التفت إليه احد الجنرالات الروس ليسأله عن ما يشعر به.
رد الفدائي الذي كان يقاتل لأجل حرية بلاده و سلامة أهله كما يفعل اهل معركة الكرامة اليوم ؛ بثبات و ازدراء عن الفرق في المعاني التي من أجلها يقاتل كل واحد منهما.
بتوتر و غضب ألمح الجنرال الروسي المهزوم أمام أسير جريح لجنوده بالاجهاز عليه ثم انصرف.
و على طريقة محمد عبدالرحمن الشايقي انتزع المجاهد الشيشاني سعدييف طاهر سلاح احد جنود العدو ليقتل عددا منهم قبل تلحقه رصاصة من الجنرال الروسي بزمرة جوهر دوداييف و مصعب بن عمير .
(3)
في مقال سابق كنت قد ذكرت ضرورة توخي أعلى درجات الحذر من قبل رموز و اعمدة معركة الكرامة من شاكلة المصباح أبو زيد ، ياسر العطا ، عبدالله جنا و أبو عاقلة كيكل ،لأنهم يحملون أسراراً ليست لهذه المعركة وحدها فحسب ، إنما أسرار تلاحم و إنعتاق أمتنا من التشرذم و التبعية لما تبقى من عمر هذا الكون.
لهذا قلت ان تحركاتهم يجب ان تكون وفق أسس محكمة و أطر منضبطة بصرامة.
المصباح ليس ابن أهلنا الكواهلة كما (تقيأ) عبدالرحمن عمسيب و غيره من اصحاب فكر قاع المدن و مجاري صرفها الصحي. إنما هو إبن السودان بأكمله كما عباس اركو مناوي و محمد صديق و طاهر عرجة و شمس الدين كباشي.
(4)
نتفهم حجم الوهن الذي يظهره رئيس الوزراء الجديد كامل ادريس في تعاطيه مع ملفات الداخل والخارج الي الحد الذي يجعل من أمثال الجسور خالد الاعيسر أن يعبر عن مواقفه الوطنية بصفته المواطن بعدما انتزعت منه مهمة الناطق باسم الحكومة، اي ضعف و أي مهانة…؟
لكن الذي يجب ان يعلمه إخوتنا في شمال الوادي أن حبس قائد فيلق البراءة أمر فوق طاقة تحملنا .
و أنه من الحصافة و الحكمة معاً ان يتفادى اشقاؤنا في القاهرة إختبار مدى حلمنا و صبرنا.
المصباح جندي بالميادين ، لهذا نلتمس منكم اطلاق سراحه ؛ لأننا في إنتظار إلهامه لنا.
و إن رفضتم فهو في الأصل مشروع إستشهاد – ربما فقط يسبقنا ليكون في إنتظارنا ..!!
المجد لأمتنا