تجدد الهجوم على الفاشر لليوم الثاني وإدانة أمريكية وأممية لمقتل مدنيين في معسكر أبوشوك

جددت قوات الدعم السريع هجومها العنيف على مدينة الفاشر، أمس الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، فيما أعلنت الفرقة السادسة مشاة صدَّ الهجوم.
وقالت قيادة الفرقة السادسة مشاة في بيان إنها صدت هجومًا شنته قوات الدعم السريع على المحورين الجنوبي والجنوب الغربي، مشيرةً إلى تكبيد القوة المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، إضافة إلى حرق والاستيلاء على مركبات قتالية بالكامل.
وذكرت مصادر مقربة من الجيش أن قوات الدعم السريع تقدمت نحو سوق المواشي قبل أن يتمكن الجيش لاحقًا من دحرها ومطاردتها إلى شرق “لفة تقرو”.
من جانبه، قال الناطق باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح إن قوات الدعم السريع شنت قصفًا عنيفًا طوال اليوم على جميع أرجاء المدينة، كما نفذت هجومًا بمسيرتين استراتيجيتين منذ الصباح وحتى غروب الشمس بشكل متواصل، إضافة إلى أكثر من 200–250 مسيرة صغيرة.
من جانبها، نشرت غرفة طوارئ أبوشوك قائمة بأسماء ضحايا الهجوم على المعسكر يوم الاثنين، تضم 36 قتيلاً، وأربعة جرحى، وستة مفقودين.
إدانة أمريكية
أعرب مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، عن إدانة الولايات المتحدة الأمريكية لمقتل المدنيين في مخيم أبوشوك للنازحين في الفاشر، شمال دارفور، متهمًا قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن ذلك.
وأبدى قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع والتقارير عن أعمال عنف ضد المدنيين في الفاشر ومحيطها، داعيًا إلى توفير وصول إنساني دون عوائق، وحماية المدنيين، بما في ذلك توفير ممر آمن للفارين من العنف.
موقف أممي
أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، عن صدمته إزاء تقارير تفيد بوقوع هجمات مميتة جديدة على مخيم أبو شوك في مدينة الفاشر، شمال دارفور. وأكد فليتشر أن المجتمع الدولي لا يمكنه تجاهل ما يحدث، مشدداً على أن القانون الإنساني الدولي يلزم بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق
بدوره، أدان القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، شيلدون يت، في بيان صدر أمس الثلاثاء، جميع الهجمات المتعمدة والعشوائية على المدنيين في البلاد، مشددًا على التزام جميع أطراف النزاع بموجب القانون الدولي الإنساني بضمان حمايتهم.
وأكد البيان – الذي حصلت عليه إذاعة راديو دبنقا – ضرورة عدم استهداف مخيمات النازحين أو أماكن لجوء المدنيين، مضيفًا أن تكرار هذه الإدانة بشكل شبه يومي يُعد مأساة في حد ذاته.
وقال شيلدون: أشعر بالفزع إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجوم واسع النطاق على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصَرة، بما في ذلك مخيم أبوشوك للنازحين، أمس. مرة أخرى، يدفع المدنيون الثمن الأغلى في هذا الصراع.
وأشار إلى أن مخيم أبوشوك يُعد بالفعل من بين المناطق المتضررة من المجاعة في شمال دارفور، وأعرب عن قلقه إزاء إغلاق طرق الخروج من المدينة، مما أدى فعليًا إلى حصار المدنيين.
وجدد دعوته للمجتمع الإنساني إلى حماية المدنيين، وإنهاء الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مشددًا على أن توفير ممر آمن وفوري للراغبين في مغادرة الفاشر ومناطق القتال أمر بالغ الأهمية.
كما كرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في الفاشر ومحيطها، للسماح بإيصال الغذاء والماء والأدوية وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة إلى المحاصرين الذين يواجهون خطر الجوع والمجاعة.
قلق ألماني
أعربت ألمانيا عن صدمتها جراء التقارير المروعة الواردة من مدينة الفاشر، شمال دارفور. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن المدينة ترزح تحت حصار قوات الدعم السريع، مع منع وصول المساعدات الإنسانية، فيما يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.
وأضاف: سيفقد مزيد من الأشخاص حياتهم إذا لم يتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وأكدت ألمانيا أنها تعمل، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وشركائها، على الدفع باتجاه وقف إطلاق نار إنساني، ودعم برنامج الأغذية العالمي في مساعيه لإيصال المساعدات الضرورية إلى المدينة.
دبنقا