الجوع والفقر وارتفاع الأسعار يحول حياة الشعب السوداني إلى جحيم

يعاني مواطنو ولاية الخرطوم العائدون إليها من رحلات النزوح واللجوء لأكثر من عامين أوضاعا معيشية صعبة بسبب تزايد موجة الغلاء التي تضرب أسعار السلع الاستهلاكية المتصاعدة لمستويات غير مسبوقة نتيجة تدهور قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، وعدم توفر الموارد الكافية لتغطية متطلبات الحياة المعيشية.
ولم تكتف موجة الغلاء بتصعيب الغذاء بل طالت أسعار غاز الطهي الذي تعتمد عليه ملايين الأسر السودانية لإعداد الطعام، إذ شهدت وبشكل مفاجئ كافة ولايات البلاد قفزة كبيرة في أسعار غاز الطهي بنهاية الشهر الماضي.
وارتفع سعر أسطوانة الغاز إلى أسعار تراوحت بين 65 ألفا إلى 70 ألفا، في خطوة أثارت موجة استياء بين المواطنين، في ظل الظروف المعيشية الصعبة ومعاناة العائدين من رحلة نزوح وتشريد دامت أكثر من عامين. كما سجّلت أسعار الوقود في ولاية الخرطوم زيادة جديدة، حيث بلغ سعر جالون البنزين، أغسطس 2025، نحو 15,500 جنيه، بزيادة قدرها ألف جنيه للجالون. ونفذت محطات الوقود في ولاية الخرطوم التسعيرة الجديدة، حيث ارتفع سعر لتر البنزين إلى 3,450 جنيهًا، مقارنة بـ3,190 جنيهًا للتر في السابق.
ولم تسلم أسعار السكر من الارتفاع حيث بلغ سعر جوال السكر زنة 50 كيلو 200 ألف جنيه، بينما تراوح سعر الكيلو بين 4,5 الى 5 آلاف جنيه في بعض المناطق، وقفز جوال السكر لأكثر من 320 ألفاً وفي أسواق شرق دارفور توقّف بعض التجّار عن بيع السكر بعد الارتفاع المفاجئ على اسعاره، وتراوح سعر جوال السكر بين 240 و250 ألف جنيه بدلاً من 200 ألف جنيه، وبلغ سعر الكيلو 6 آلاف جنيه.
وتشهد أسعار السكر ارتفاعا مستمرا في مناطق الحرب بكردفان ودارفور وسط مخاوف من زيادة جديدة في أسعار السلع الأساسية حيث بلغ سعر رطل الحليب 1,500 جنيه رطل الشاي 10 آلاف جنيه، رطل الزيت 4 آلاف جنيه ورطل البن 10 آلاف جنيه وكيلو لبن بدرة سعودي: 23 ألف جنيه كيلو العدس 5 آلاف جنيه، كيلو الدقيق 2 ألف جنيه، وطبق البيض 24 ألف جنيه، وكيلو الجبنة البيضاء 20 ألف جنيه، والأرز 5 آلاف جنيه.
وارتفع سعر الدقيق زنة 25 كيلو من 30 ألف جنيه إلى 40 ألف جنيه، بينما ارتفع سعر “كرتونة” الزيت سعة 1 لتر من 52 ألف جنيه إلى 62 ألف جنيه وارتفعت أسعار العدس والأرز زنة 20 كيلو إلى 55 ألف جنيه، فيما بلغ سعر “كرتونة” الشعيرية والمكرونة المصرية 18 ألف جنيه.
وحذر خبراء اقتصاد من استمرار الغلاء وأثاره السالبة والكارثية على المواطنين الذين صاروا غير قادرين على تامين قوت يومهم بسبب الغلاء الطاحن واستمرار تراجع قيمة الجنيه امام العملات الاجنبية، الأمر الذي فاقم موجه الغلاء لأرقام غبر مسبوقة.
ويعاني الاقتصاد من تحدياًت كبيرة بسبب الحرب المستمرة إذ تدهورت العملة الوطنية لأدنى مستوى أمام العملات الأجنبية، وسط تصاعد الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السودان بسبب الحرب المستمرة التي دمرت البنية التحتية للمنشآت الاقتصادية وضاعفت معاناة المواطنين بسبب موجة الغلاء الذي تشهده الأسواق، وعجز غالبية المواطنين عن تامين قوت يومهم.
وحذرت منظمات دولية وإقليمية من تزايد أعداد الجوعى والمرضى بسبب الحرب التي شردت ملايين المواطنين من منازلهم وألحقت أضرارا بالغة بالاقتصاد.