مقالات وآراء سياسية

عثمان ميرغني.. راية بيضاء على أرض الدماء

حسن عبد الرضي الشيخ

حين يكتب عثمان ميرغني اليوم عن “خطوة شجاعة” للبرهان في سويسرا، لا أقرأ سوى كلمات رجل جلس على الأرض، رافعًا الراية البيضاء، في خنوع وانكسار، يبرر ويجمل صورة سلطة الدم والفساد، متجاهلًا الجرح الغائر في قلب السودان.

يا عثمان، أنت وزمرة “البلابسة” كان بإمكانكم أن تدعوا للحوار منذ اليوم الأول للحرب، قبل أن تصبح المدن مقابر جماعية، وقبل أن يلتهم الجوع أهلنا حتى اضطروا لأكل علف البهائم (الامباز). لكنّ الرشا، والمصالح، وأوهام النفوذ، جعلت أفواهكم موصدة، كما يقول المثل الدارفوري: “دبيب في خشمو جرادة ما بعضي”.

أنتم تتحملون المسؤولية عن الدماء التي سالت في الشوارع والبيوت، وعن الموتى الذين أسقطهم الجوع، وعن الذين قتلوا بفرية التعاون مع الدعم السريع، وعن المعتقلين الذين يتعذبون في سجون الكيزان. في أعناقكم ذنب المشردين والنازحين الذين وجدوا أنفسهم في معسكرات الذل والمهانة، ووزر الذين فروا طالبين اللجوء خارج الوطن.

أنتم شركاء في جريمة سرقة الممتلكات، و”الشفشفة” الممنهجة، وتدمير المؤسسات، وضياع الأطفال وحرمانهم من التعليم، بل وفي الجروح النفسية التي ستلازم جيلًا كاملًا شاهد أهله يُذبحون، وأعراضهم تُنتهك، وبيوتهم تُنهب.

قائمة العار لا تتوقف عندك يا عثمان ميرغني، بل تمتد لتشمل مزمل أبو القاسم، وحسن طرحة، وضيا الدين بلال، ومكي المغربي، والطاهر التوم، و”الأهطل” خالد الفحل المتقحم على السياسة والمنفوخ كالـ”عبوب”، وغيرهم من المجرمين – نعم، المجرمين – الذين تآمروا مع الكيزان لطمس الحقيقة وبيع دماء الشعب.

مقالك الأخير ليس تحليلًا سياسيًا، بل شهادة على انكسارك وانصياعك، وتبييضك لصفحة سلطة لم تجلب للسودان سوى الخراب. تكتب وكأنك مستشار علاقات عامة للبرهان، تمنحه وسام “الشجاعة” لمجرد أنه جلس على طاولة المفاوضات، بعد أن ضيع فرص السلام من قبل، وبعد أن غرق الوطن في الدماء والخراب.

هل نسيت يا عثمان أنك قبل عام كنت تبارك الرفض العنيد للمفاوضات، بينما كانت كل الأوراق “كما تقول” في يد الحكومة والجيش؟! ألم تكن حينها تصفق للاستنكاف، واليوم تتغنى بـ”أن تأتي أخيرًا خير من ألا تأتي”؟ هذا ليس تحولًا في الموقف، بل دوران في فلك السلطة، حيثما دارت مصالحك.

إن شعب السودان المكلوم لا يحتاج إلى مقالات تلميع ولا إلى بلاغة جوفاء، بل إلى كلمة حق تقال في وجه الجلاد. أما أنت فقد اخترت أن تقف في صفه، وستُكتب شهادتك أمام التاريخ، لا بالحبر، بل بالدماء التي لم تجف بعد.

تعليق واحد

  1. عثمان ميرغني كوز زى الحرباء وكلهم هكذا ولكن فعلا الاهطل المدعو خالد الفحل لم أرى في حياتى غباء بهذا المستوى، أما حسن طرحه فله من الاعداء بعدد ذرات رمل السودان من الذى سلم من لسان هذا المشاطة ولكن له يوم أما الاعور الضو بلال والكلب مزمل أبو القاسم ديل برضو سوف ينالوا نصيبهم من الكيكة بإذن الله، والشعب السوداني راجيكم يا كيزان يا زبالة والمعاملة بتاعت ثورة ديسمبر المجيدة ديك انتهت تانى بس معاملة زي بتاعت أنس عمر والجزولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..