مقالات وآراء

السودان يموت كل يوم… وقرارنا في أيدٍ لا تعرف الكفاءة

 أواب عزام البوشي

السودان فقد خلال العقود الماضية جزءاً كبيراً من أبنائه المتعلمين، أولئك القادرين على التفكير واتخاذ القرارات التي تصون مستقبل الوطن. هذا الفراغ القيادي لم يحدث صدفة، بل بفعل سياسات متعمدة من الأنظمة الحاكمة التي فضّلت الولاء على الكفاءة، والانتماء الضيق على معرفة وتجربة من يستحق القيادة.
منذ أن وصل المؤتمر الوطني إلى السلطة، تم إقصاء الأكفاء وأصحاب الخبرات في كل المجالات. استبدلوا بأشخاص يُختارون بناءً على ولائهم الحزبي فقط، بغض النظر عن مؤهلاتهم أو خبراتهم. النتيجة؟ إدارة ضعيفة، أزمات متراكمة، شعب يعاني، ودولة عاجزة عن حماية نفسها أو تقديم أبسط الخدمات لمواطنيها.
وفي هذه اللحظة المصيرية، أصبح القرار في أيدي من يعاندون المصلحة العامة ويخضعون لأجندات ضيقة، بعيداً عن حاجات الشعب. آلاف يموتون يومياً بسبب الأمراض ونقص الإمكانيات، وأطفال يموتون جوعاً، بينما الدولة تبرم صفقات أسلحة بمئات الملايين من الدولارات. لو كانت هناك كفاءات حقيقية، لكان السودان اليوم يحمي شعبه، ويوفر له حياة كريمة ومستقبلاً مشرقاً.
وإذا وجد السودان هذه القيادة المتعلمة، فهي وحدها القادرة على بناء مصالحة اجتماعية حقيقية، تعيد للأمة كرامتها المهدورة، بعد سنوات من تدمير ذلك الحزب للبلاد من أجل أجندته الضيقة.
السودان لم يخسر مجرد أشخاص أكفاء، بل خسر الرؤية، المستقبل، والأمل. الأمة التي تهمش عقلاءها، تحرم نفسها من فرص النهوض، وتظل عاجزة عن مواجهة تحدياتها الداخلية والخارجية.
اليوم، أمام السودان فرصة حقيقية لإعادة الاعتبار للكفاءات الحقيقية، لمنحهم مساحة لاتخاذ القرار، بعيداً عن الولاءات الضيقة والانتماءات الحزبية. المستقبل يتطلب قيادة تفكر بعقلانية، تتخذ قرارات شجاعة، وتبني وطنًا قويًا يقدر العلم والكفاءة قبل أي شيء آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..