
١. المشهد الراهن
منذ اندلاع الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، تحوّل السودان إلى ساحة صراع إقليمي ودولي مفتوح.
لكن جوهر الأزمة أعمق من مجرد معركة عسكرية بين جيشين؛ إنّه صراع بين مشروعين متناقضين:
– مشروع الحركة الإسلامية والجيش المؤدلج الذي حوّل المؤسسة العسكرية إلى أداة أيديولوجية، زرعها بالتمكين، وربطها بتحالفات خارجية مع قطر وتركيا وإيران.
– مشروع الثورة والتأسيس الذي يسعى لتفكيك هذا الإرث الشمولي، وبناء دولة مدنية حرة، علمانية، لامركزية، تقوم على العدالة والمواطنة.
٢. الجيش… من مؤسسة وطنية إلى جهاز إسلاموي
منذ انقلاب الكيزان عام ١٩٨٩، تعرّض الجيش لعملية تطهير ممنهجة:
– فصل آلاف الضباط والجنود المهنيين،
– إحلال عناصر منتمية للحركة الإسلامية،
– وإعادة تشكيل العقيدة العسكرية على أسس أيديولوجية تابعة للجبهة الإسلامية القومية¹.
بهذا تحوّل الجيش من مؤسسة وطنية إلى جهاز مؤدلج ارتكب جرائم دارفور، النيل الأزرق، جبال النوبة، ومجزرة القيادة العامة. لم يعد جيش الوطن، بل جيش المشروع الإسلاموي.
٣. الدعم الإقليمي لشبكة الإسلام السياسي
– قطر: تمويل سياسي وإعلامي مباشر للحركة الإسلامية السودانية².
– تركيا: توريد طائرات مسيّرة وسلاح متطور عبر شركة “بايكار” لدعم الجيش المؤدلج³.
– إيران: تزويد الجيش بطائرات مسيّرة ودعم استخباراتي، مقابل توسيع نفوذها في البحر الأحمر⁴.
هذه القوى رأت في استمرار الجيش الإسلاموي فرصة لمدّ نفوذها في المنطقة، ولو على حساب دماء السودانيين.
٤. مصر… العدو الصديق للإسلاميين
رغم عداء القاهرة التاريخي للإخوان المسلمين، فإنها لعبت دورًا مزدوجًا تجاه السودان:
– احتضنت فلول النظام البائد وبعض المتهمين بجرائم إرهاب⁵.
– دعمت الجيش بقيادة البرهان، بل وشاركت فعليًا في قصف البنية التحتية للسودان خلال الأشهر الأولى للحرب بعد ١٥ أبريل ٢٠٢٣⁶.
هذا يثبت أن مصر ليست ضد الإسلاميين من حيث المبدأ، بل ضد من يهددها داخليًا. أما في السودان فهي ترى في بقاء شبكة الإسلاميين والجيش التابع لهم أداة لضمان هيمنتها على قرار الخرطوم ونفوذها في النيل والبحر الأحمر.
٥. الحركات المسلحة بين التضليل والارتهان
لم تكن مأساة السودان حكرًا على الجيش الإسلاموي وحده، بل ساهمت بعض الحركات المسلحة في تعميق الجرح الوطني، بعد أن تم تضليلها أو استقطابها بالمال والمناصب:
– في دارفور، استُخدمت بعض الحركات لتصفية الحسابات القبلية، فانخرطت في قتل المدنيين ونهب القرى بدل حماية أهلها.
– في كردفان، تحوّلت بعض الفصائل المسلحة إلى أدوات في يد الإسلاميين والعسكر، فحاربت ضد الثورة وأبناء مناطقها.
– في النيل الأزرق، انشغلت بعض الحركات بالتحالفات قصيرة الأجل مع النظام السابق ومع الجيش الحالي، بدل تبني مشروع تحرري وطني، الأمر الذي أدى إلى تهديد فعلي لأقاليم السودان الأخرى.
لقد برهنت التجربة أن أي حركة مسلحة تنفصل عن مشروع الثورة وتنخرط في مساومات السلطة تصبح أداة بيد شبكة الإسلاميين والعسكر، وتفقد مبررها الأخلاقي والسياسي.
٦. هل يمكن لثورة أن تُسلّم نفسها لـ”سلام” زائف؟
إن أي مفاوضات “سلام” الآن، قبل القضاء على شبكة التمكين الإسلاموي، ليست سوى استراحة لصالح الكيزان، تُمكّنهم من إعادة التموضع وإحياء مشروعهم.
السلام الحقيقي لا يأتي إلا:
– بعد انتصار الثورة على منظومة الحركة الإسلامية،
– تفكيك شبكات التمكين العسكري والاقتصادي،
– بناء جيش قومي مهني جديد غير مؤدلج،
– وإقامة حكم مدني ديمقراطي علماني لامركزي.
٧. الخلاصة
– لا يجب أن نقايض وقف الحرب بخسارة الثورة.
– نعم للسلام، لكن فقط بعد هزيمة مشروع الحركة الإسلامية وتحطيم شبكاته.
– الانتصار الثوري هو الضمان الوحيد لبقاء السودان موحدًا حرًا، لا تابعًا لمصر أو قطر أو تركيا أو إيران.
المراجع والهوامش
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
عضو مؤسس في تحالف تأسيس
التاريخ: ١٧ أغسطس ٢٠٢٥ – روما، إيطاليا.
تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في تحقيق وتأكيد الوقائع والخلاصات.
(( الانتصار الثوري هو الضمان الوحيد لبقاء السودان موحدًا حرًا، لا تابعًا لمصر أو قطر أو تركيا أو إيران. )) ولا تابع لامريكا او برطانيا او اسرائيل او الامارات
لان التبعية هي التبعية
لا يوجد سياسي خارج بلده معارض بكل الوسائل من اجل الوصول لما فقد لم يتعرض لشيء من الدخول في الابتزاز مقابل الوصول لما فقد من استخبارات عالمية تتعارض مصالحها مع مصالح بلده بعضهم قد لا يشعر بهذا او يتغافل لان الامر عبر وسطاء
ممارسة المعارضة خارج حدود البلد ضد الانظمة القائمة امر غالبا ما يتعارض مع المصلحة القومية للبلد لوجود تقاطعات بين مصالح دول مختلفة
الخلاصة ما في حد بمقدم خدمات لساسه معرضين لبدانهم مجان
حكاية ثورة وانتصار وخلافو شعارات فقط كلهم ساسه يبحثون عن طرق موصله للكرسي فقط
(( الانتصار الثوري هو الضمان الوحيد لبقاء السودان موحدًا حرًا، لا تابعًا لمصر أو قطر أو تركيا أو إيران. )) ولا تابع لامريكا او برطانيا او اسرائيل او الامارات لان التبعية هي التبعية لا يوجد سياسي خارج بلده معارض بكل الوسائل من اجل الوصول لما فقد لم يتعرض لشيء من الدخول في الابتزاز مقابل الوصول لما فقد من استخبارات عالمية تتعارض مصالحها مع مصالح بلده بعضهم قد لا يشعر بهذا او يتغافل لان الامر عبر وسطاء ممارسة المعارضة خارج حدود البلد ضد الانظمة القائمة امر غالبا ما يتعارض مع المصلحة القومية للبلد لوجود تقاطعات بين مصالح دول مختلفة الخلاصة ما في حد بقدم خدمات لساسه معارضين لبلدانهم مجان حكاية ثورة وانتصار وخلافو شعارات فقط كلهم ساسه يبحثون عن طرق موصله للكرسي فقط