مقالات وآراء

هل يتقبل السودانيون بعضهم البعض في ظل هذا الوضع العنصري البغيض؟

 

الطيب محمد جادة

يمثل التسامح والتعايش بين أبناء الوطن حجر الزاوية في أي مجتمع متماسك، لكن عندما تسود العنصرية والتمييز، يصبح السؤال عن تقبل بعضنا البعض أكثر من مجرد فضول، بل ضرورة وجودية. في السودان، كما في غيره من البلدان، تتعدد الأبعاد العرقية والقبلية والثقافية، وهو ما يجعل من التحدي الأكبر الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز الاحترام المتبادل.العنصرية البغيضة، سواء كانت صريحة أو مستترة، تؤثر على النسيج الاجتماعي وتضعف الثقة بين أفراد المجتمع. فحين يُعامل الفرد بناءً على لونه أو أصله بدلاً من كفاءته وإنسانيته، ينشأ شعور بالرفض والانعزال. هذا الوضع لا يضر فقط بالمستضعفين، بل يضر المجتمع ككل، لأنه يقوض القيم الإنسانية التي تجمع الناس ويخلق دوامات من الكراهية والاحتيال النفسي والاجتماعي.على الرغم من هذا الواقع المؤلم، إلا أن هناك إشارات واضحة على قدرة السودانيين على التعايش والتفاهم. كثيرون يرفضون العنصرية بشكل صريح، ويعملون على تعزيز مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية. المبادرات المجتمعية، مثل الجمعيات الأهلية والفعاليات الثقافية المشتركة، تُظهر أن القلوب لا تزال مفتوحة للتفاهم وأن الاحترام المتبادل ممكن، حتى في أصعب الظروف.لكي يتقبل السودانيون بعضهم البعض بشكل كامل، يحتاج المجتمع إلى جهود متعددة المستويات: تعليم الأطفال على قيم التسامح من الصغر، تشجيع الحوار بين مختلف المكونات الاجتماعية، وتعزيز القوانين التي تحمي الأفراد من التمييز. فالمستقبل يتطلب من الجميع أن يتحلوا بالشجاعة للوقوف ضد العنصرية والعمل معًا لبناء وطن يحترم الجميع بغض النظر عن العرق أو اللون أو الانتماء القبلي.في النهاية، يتضح أن تقبل السودانيين لبعضهم البعض ليس مجرد مسألة اختيار فردي، بل تحدٍ جماعي يختبر مدى قدرة المجتمع على تجاوز العنصرية وإعادة بناء الثقة والإنسانية المشتركة. رغم الصعوبات، يبقى الأمل في النفوس، لأن التعايش والاحترام المتبادل هما السبيل الوحيد لمستقبل سوداني مزدهر ومتماسك.

تعليق واحد

  1. والله مافي اي عنصرية دي كلها خزعبلات واوهام كيزان وجنجويد وحركات دارفور المجرمة….الشعب السوداني يتقبل بعضه البعض ولكن للأسف من يؤيدون أطراف الحرب من اللايفاتية وبعض الكتاب هم من يؤججون نار الكراهية من أجل مكاسب حزبية وشخصية ضيقة…..اذا تحدثنا عن العنصرية في دول العالم الخارجي والسودان سنجد انه لا توجد عنصرية في السودان وهذه حقيقة ،،،الله لا كسب الكيزان والجنجويد وحركات دارفور المجرمة دمروا وخربوا وقتلوا واهلكوا الحرث والنسل والان ينفخون في نار الكراهية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..