اهتمام أمريكى مفاجئ بالسودان.. لماذا الآن؟

أحمد التايب
يعيش السودان أزمة إنسانية وسياسية صعبة للغاية، إثر حرب طاحنة، تسعى القوى العظمى للاستثمار فيها، ونموذجا، الاهتمام الأمريكي اللافت بالسودان خلال الفترة القليلة الماضية، ومحاولة تصدر المشهد كعامل مؤثر في مجريات الأحداث، ليبرز تساؤل جوهري هل تسعى واشنطن فعلاً لتحقيق الاستقرار في السودان؟ أم أنها تدير مصالحها الإستراتيجية عبر أدوات إقليمية ومحلية؟خاصة أنه لم تكن إدارة الرئيس ترامب مهتمة بشكل كبير بملف الحرب السودانية سابقاً، لكنها فجأة كثفت اهتمامها وأعلنت عن تشكيل المجموعة الرباعية الدولية بشان النزاع السوداني، قبل أن تؤجل اجتماعاتها دون موعد جديد.
وما يزيد من حالة الغموض، أن واشنطن قبل ذلك، كانت تكتفي بالعقوبات على طرفي الحرب، إذ فرضت عقوبات على حميدتي في 7 يناير 2025، ثم عقوبات مثيلة على البرهان بعد ذلك بتسعة أيام، لاستخدام الجيش أسلحة كيماوية.
وهو ما يزيد من احتمالية، أن الاهتمام الأمريكي المفاجئ بالملف السوداني ينطلق من دوافع إقليمية واستراتيجية، تنطلق من تأثير عدم استقرار الإقليم، وخطة واشنطن للشرق الأوسط الجديد، واحتمالات أن يشكل استمرار الحرب تهديداً لهذه المخططات، خاصة أن هناك أيضا أهداف مباشرة، منها إبعاد النفوذ الصيني والروسي عن السودان ومواصلة مسيرة التطبيع والإبراهيمية في السودان، وفتح الطريق لاستثمارات أمريكية في قطاع المعادن والعناصر النادرة.
لذا، على السودان الانتباه جيدا، من خطورة تنافس القوى وأهدافها، وأن الحل دائما يتمثل في إعلاء الدولة الوطنية والوحدة السودانية، وأن يدرك الأشقاء في السودان خطر وجود حكومتين الذى لا يأتي إلا بنتائج عسكية تؤدي إلى مراحل متقدمة من العداء وإطالة أمد الصراع.
التغيير