مقالات وآراء

شوقي ضد ضياء: مواجهة الباطل بالحق

كمال الهِدَي

بالطبع لن تُغير الصورة أعلاه والتعليق (السخيف) الملحق بها من نتيجة المواجهة التي جرت في الأيام الماضية بين الصحفيِين شوقي عبد العظيم والكوز (المتخفي) ضياء الدين بلال.
فالنتيجة الطبيعة كانت ولا تزال ٦٠/صفر لمصلحة شوقي.

أما الصورة وتعليقها فيقدمان عكس ما أراد ناشرها (الضلالي) إيصاله ، إذ يؤكدان بشكل لا لبس فيه على أن إعلاميي الكيزان وأبواق الطغاة ونافخي كير الحرب، أشخاص يفتقرون إلى الذكاء كما ذكرت مراراً.

فهو، أي ناشرها، يؤكد من حيث لا يعلم أن مجموعتهم لا يجمعها سوى المصالح، وأنهم ظلوا يتعاملون مع القلم كما يتعامل تجار المواشي في سوق المويلح مع أبقارهم.

والأمر الثاني أن صحفياً أوصلته السلطة الفاسدة لرئاسة تحرير أكثر من صحيفة، وساعده شعب السودان – بغفلاته المستمرة – على الإنتشار، لا يليق به أن يقف موقف العاجز (كحمار الشيخ في العقبة) خلال تلك المواجهة، فيعجز عن مقارعة خصمه بالحجة والمنطق، ثم يلجأ بعد ذلك لتفريغ غله عبر تصرفات صبيانية وشغل (مغارز).

شوقي لم يدخل في مهاترات خلال تلك المواجهة، بل تحدث بمنطق وحجج قوية، مؤكداً أنه لم يكن يوماً من أبواق الطاغية البشير، ولا من داعمي خلفه البرهان.
واستشهد الرجل بوقائع واضحة، منها أنه لم يكن ضيفاً على طائرة المخلوع البشير في أي يوم، بينما نعلم جميعاً أن ضياء ومعه رفاق الضلال مزمل ومحمد عبد القادر ومحمد لطيف والهندي كانوا ضيوفاً دائمين عليها، وهو أمر سبق أن سلطت عليه الضوء مراراً.

وأوضح شوقي خلال المواجهة أنه كان يخاطب البرهان بوضوح قائلاً له: غادر ، بينما اكتفى ضياء بتقديم النصائح لهذا المجرم القاتل، تماماً كما كان هو ورهطه يفعلون مع البشير، لأنه لا يملك شجاعة مطالبتهما بالمغادرة. وهي حقيقة ساطعة لا ينكرها إلا مكابر.

كنت في الأصل بصدد التعليق على تلك المواجهة، حتى قبل أن أرى الصورة والتعليق عليها، وذلك لسببين: أولها إصرار مُقدم الحلقة المتكرر على إسكات شوقي بزعم أنه لا يريد للنقاش أن يتحول إلى ثنائي، مع إنه لم يكن كذلك إطلاقاً. فقد كان صراعاً بين الحق والباطل، وبين الأخلاق وانعدامها، وهذا هو جوهر القضية.

فما كان لنا أن نصل إلى هذا البؤس لولا اعتماد نظام الكيزان البغيض على أقلام رخيصة وإعلاميين بلا أخلاق، كرسوا أقلامهم الصدئة على مدى عقود لتجريف العقول وتضليل الناس وتغبيش الوعي.

لذلك، يتوجب على أي مقدم برنامج من هذا النوع – إذا كان يهدف حقاً إلى خدمة قضية الوطن – أن يتيح المجال لمثل هذه المواجهات، بل ويغذيها بالأسئلة الصعبة، لنساهم بذلك في كشف المضللين وزيادة وعي الناس.

لكن ماذا نقول عن شغل المجاملات والطبطبة، حتى بعد أن ساهم هؤلاء المضللون في كل هذا القتل والدمار الذي نشهده.

أما السبب الثاني، فهو أنني أردت أن أقول لشوقي إن منطقه كان قوياً جداً في مواجهة خصمه اللعوب، لكنه بحاجة إلى مراجعة الأخطاء التي وقع فيها بعض المقربين من حكومة االثورة ومن رئيسها د. حمدوك ووزير إعلامها فيصل محمد صالح. فلولا التعامل المثالي والمهادنة مع هذه الفئة المضللة، ومعاملتهم كبشر عاديين لما ظلوا مسيطرين على المشهد الإعلامي حتى اليوم، ولما أُتيحت لسادتهم فرصة التلاعب بثورة الشباب وتدمير البلد بهذا الشكل المأساوي. وكثيراً ما نبهنا وقتذاك إلى خطورة التساهل في ملف الإعلام، لكن لم يسمعنا أحد، وكانت النتيجة المتوقعة هي ضياع واحدة من أعظم ثورات السودانيين.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..