مقالات وآراء

هل لا زلنا نقبل خديعتهم المتكررة؟الانقلاب الوهمي: خدعة السلطة المحاصرة للهروب من السقوط

عبدالحافظ سعد الطيب

السلطة تلفظ أنفاسها الأخيرة وتتهم الظل بالانقلابإعلان سلطة تنظيم الحركة الاسلامية العسكرية وهي في حالة تشرزم انقسام  واضح – وهي داخل حربها   محاصرة داخليا وخارجيا  وداخل نفسها تعلن قرارات إحالة لبعض عساكرها وقرارات لوضع الحركات تحت امرة قوانين الحيش، وتواتر سريعتعلن عن محاولة انقلاب غير صحيحة تذكر بكرا وي وتذكر احمد هارون  يحمل عدة دلالات وعِبَر سياسية وأمنية ونفسية، أبرزها:
. محاولة لصناعة واقع سياسي جديد
عندما تكون السلطة في مأزق عسكري أو سياسي، فإن الإعلان عن “محاولة انقلاب” قد يُستخدم كأداة:
لخلط الأوراق وإرباك الآخرين الاصلا غير متحركين ليكونوا في حالة انكفائهم وحالة انتظار الحل .
لتحشيد الصفوف داخلياً تحت لافتة “العدو الداخلي”
.لإعادة ترتيب القوات أو التخلص من قيادات غير مرغوب فيها.
. خلق شماعة للأزمات
في سياق الحرب، أي فشل أو تراجع ميداني قد يُبرر إعلاميًا بـ:
وجود طابور خامس”
.خيانة داخلية
“.محاولة انقلابية”
.هذا يُسكت النقد الداخلي ويصرف الأنظار عن الإخفاق الحقيقي
.. تضليل للرأي العام وإعادة توجيه الغضب عندما
يضيق الخناق:
تَخلق الأنظمة عدوًا داخليًا افتراضيًا.وتُقدم نفسها كضحية لحماية “الوطن” لا كجزء من الأزمة.
رسالة للخارج
السلطة قد تحاول إرسال إشارات إلى:
الفاعلين الدوليين بأنها لا تزال “الضامن الوحيد للاستقرار”
.الحلفاء بأنها مستهدفة من “انقلابيين” أو “إرهابيين”، وبالتالي تستحق الدعم.
. تصفية حسابات داخل النظام
كثيرًا ما تُستخدم تهمة “الانقلاب” لتصفية ضباط أو قيادات داخل المؤسسة العسكرية.داخل زالق تسحق المعارضة المدنية ونشطائهاهذا يعكس صراع مراكز القوى داخل الجيش أو السلطة، وليس انقلابًا حقيقيًا.

. دليل ومؤشر  على التآكل الداخلي
مجرد التفكير في إعلان انقلاب وهمي:
يُظهر اهتزاز الثقة داخل القيادة.
ويدل على تفكك وحدة القيادة والسيطرة.
وقد يكشف أن السلطة تخشى من محيطها أكثر من عدوها.
العبرة الكبرى أن النظام الذي يُعلن انقلابًا غير حقيقي في ظل الحصار والحرب، يعكس أزمة شرعية داخلية، وسوء تقدير استراتيجي، ورغبة في البقاء بأي وسيلة، حتى عبر الكذب والتضليل.
غياب الكباشي والعطا:
الصمتُ أفصح من البيان
من أخطر ما في هذا المشهد، هو الغياب اللافت والمريب لأهم ضابطين في المشهد السياسي والعسكري منذ 2019:
الفريق شمس الدين كباشي، مهندس اتفاقات سياسية وعسكرية من جوبا إلى جدة والمنامة.
والفريق ياسر العطا، أحد أعمدة المجلس العسكري وقائد ملفات حساسة.
غيابهما عن واجهة هذه الاحالات والترقيات و “الانقلاب المزعوم” لا يمكن تفسيره بالصدفة، بل هو مؤشر لانقسام داخلي حاد داخل المؤسسة، أو حتى تحييد مقصود للقوى الثقيلة تحضيرًا لإعادة توزيع النفوذ داخل الجيش.
الخلاصة
ليس انقلابًا… بل هروب من الحقيقة.
الانقلاب الذي لم يكن: حين يخاف النظام من نفسه.
غياب الكباشي والعطا… والصمت الذي يفضح ما وراء الكواليس
. حين يُعلن الجنرال الوهم لينجو من الحقيقة
الزمن  لانتصار الثورة مهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..