
الذين يظنون أن البرهان انقلب على الكيزان لم يفهموا بعد طبيعة هذا الجيش الموبوء. إحالة بعض ضباط الدفعة 40 إلى المعاش ليست ثورة ولا تصحيح مسار، بل مجرد مسرحية سمجة، غايتها ذر الرماد في العيون، وخداع البسطاء بأن شيئاً ما يتغير، بينما الحقيقة أن الكيزان ما زالوا يمسكون برقاب الجيش والدولة معاً.
الكيزان في عظم الجيش
منذ 1989 والجيش ليس جيشاً وطنياً بل مزرعة للكيزان، يزرعون فيه ضباطهم ويغذّونهم بعقيدتهم، حتى صار الولاء للحركة الإسلامية أهم من الولاء للوطن. البرهان نفسه ليس إلا نتاج هذه المدرسة، فكيف لمن تربى في حجر الكيزان أن يصبح مطهّراً لهم؟
دفعة 40: شماعة مؤقتة
إبعاد دفعة 40 هو مجرد كبش فداء. الجيش غارق حتى أذنيه في كوادر الحركة الإسلامية، من أعلى الرتب إلى أدناها، ومجرّد استبعاد بضعة ضباط لن يغيّر شيئاً. إنها حركة لإيهام الناس بأن هناك إصلاحاً ، بينما تبقى المفاصل الرئيسية بيد الإسلامويين.
خدعة جديدة
هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها العسكر إلى مثل هذه الألاعيب. فعلها البشير من قبل، وفعلها قادة الانقلابات جميعاً: تلميع وجوه جديدة والتخلص من بعض الأتباع الذين انتهت صلاحيتهم، ليظهروا كأنهم منقذون . لكن الحقيقة أن النظام واحد، والعقلية واحدة، والجرائم مستمرة.
الشعب أوفى من أن يُخدع
الشعب السوداني ليس ساذجاً. لقد ذاق مرارة حكم الكيزان والعسكر لعقود، وعرف أن كل وعودهم إصلاح كاذبة. البرهان لا يحارب الكيزان لأنه منهم، يعيش بهم ويستمد شرعيته من تحالفهم. وما جرى مع الدفعة 40 ليس سوى مسرحية جديدة لشراء الوقت.
الخلاصة
البرهان لم ينقلب على الكيزان، بل يضحك على الناس بحركات استعراضية. الجيش والكيزان جسد واحد وروح واحدة، ومن يظن غير ذلك فهو واهم. لا تفكيك حقيقياً إلا بإسقاط هذه المنظومة كاملة، جيشاً وكيزاناً معاً. غير ذلك مجرد رماد في العيون.
الملاحظة أن أبناء الكيزان جميعهم ضباط في الجيش الكيزانى، شاهدت فيديو للكباشي يسلم علي إبن الكوز المتسلق الطيب قسم السيد ويقول له مصطفى ماشاء الله بقيت نقيب كمان والله العيال كبرت وكذلك إبن وزير الدفاع كبرون أيضا ضابط في الجيش الكيزانى يا جماعة الجيش اصبح حاضنة كيزان منذ ٨٩ لله درك يا سودان.