التدخلات وتزايد الضغوط الدولية لتجاوز الخلافات الإقليمية تدفع بطرفي الحرب إلى سويسرا
شريف يس

في تطور مفاجي وخطوة غير متوقعه وفي سريه تامه،وبعيدا عن العدسات والاعلام، وسياج من الغموض والصمت،انعقد لقاء في سويسر بزيورخ، في 11 أغسطس بين عبد الفتاح البرهان ومسعد بولس مستشار ترامب للشؤن الأفريقيه والشرق الاوسط ،استمر لثلاث ساعات دون تفاصيل، لماذا وافق البرهان علي لقاء الأمريكان هذة المرة،كما اجتمع مسعد بولس بحميدتي بعد ساعات من مغادرة البرهان لم يكشف عنه الا بعد انتهائه ،دلاله علي المحاذير والتداعيات، مخلفا وراء ذلك العديد من التساؤلات عن أهداف وطبيعه هذا اللقاء، وفي هذا التوقيت بالذات ،وماهي طبيعه التنازلات السريه التي تم تقديمها ليتم هذا اللقاء مع الطرفين علي انفراد، لاختبار وقياس مدي استعداد وجديه الطرفين للتفاوض، وتقديم التنازلات المتبادله والتعرف علي مواقفهم وتحسين مناخ التفاهم، للاستعداد لاعادة ترتيب أوراق الأطراف المختلفه حول الصراع، مما يؤكد ان الادارة الأمريكيه ارسلت رسائل متوازيه للطرفين، وتمارس الضغط المزدوج وسياسه العصا والجزرة، ورغم التسريبات الشحيحه عن طبيعه وخفايا واسرار هذا اللقاء وتكتم طرفي الصراع، يثير المخاوف من اي دور للجيش والدعم لسريع في مستقبل العمليه السياسيه،الا ان اللقاء وصف من قبل المتابعين، بالاختراق والخطوة في الاتجاة الصحيح، في اطار الدبلوماسيه الهادئه،وبترتيب قطري حسب المصادر الامريكيه، لوقف الحرب ومعالجه الكالرثه والازمه الانسانيه في توقيت حرج.
ا النزاع الي مقتل مالا يقل عن 150 ألف مواطن،ووصفته الأمم المتحدة بأنه الأسوأ انسانيا في التاريخ الحديث بالاضافه الي معاناة طويله من التوترات والانتهاكات والصراعات أكبرأزمه جوع ونزوح في العالم ،المفاوضات تهدف للسعي للسلام دون الكشف عن خطه وخارطه طريق وجداول لانهاء النزاع ،عبر مشروع ورؤيه امريكيه لوقف الحرب،من خلال المقاربه بين مصالح الاطراف الداخليه والخارجيه، حيث عبربعض المتابعين والمراقبين، ان يتم الاتفاق علي هدنه لوقف اطلاق نار شاملا وحمايه المدنيين، مع وقف العدائيات وآليات ووسائل للتحقق والمتابعه، وفتح المسارات لانسياب المساعدات الانساتيه، ودخول المساعدات والاعانات والاغاثات،وتهيئه الظروف لحل سياسي للصراع والدخول في عمليه سياسيه تشمل المدنيين، وبمشاركه جميع الاطراف السياسيه والاجتماعيه الفاعله والسيناريوهات وفق التوقعات، يمكن ان تشمل أعلان مبادي ومسار سياسي مدني وفترة انتقاليه تعقبها انتخابات، استبعاد طرفي الحرب والحركات المسلحه والمليشيات،كما تشير بعض المصادر الي ترتيبات سريه متعلقه بمستقبل الدعم السريع والحركات المسلحه ومستقبل الجيش ،وابعادة عن السياسه والتدخل في شئونها، حيث اعتبر البعض قرارات واجراءات البرهان لترتيب المشهد العسكري، تتناغم مع مخرجات اجتماع سويسرا، واستجابه لضغوط المجتمع الدولي الراغبه في اصلاحات المؤسسه العسكريه والأمنيه، واخرون يعتبرونها اعادة تموضع لامتصاض الضغوط الددوليه، واحكام لقيضه البرهان بالسطرة علي قرار الجيش،واعادة تشكيل ورسم التحالفات للقوي المساندة للحرب وابرزهم الاسلاميين في ظل انقساماتهم الداخليه ، المبعوث الأمريكي وعبر منصه أكس ((حرص بلادة علي بناء علاقات مباشرة مع السودان، وأهميه التحول المدني الديمقراطي بقيادة مدنيه، واطلاق عمليه شامله تضم جميع الأطراف المدنيه، ورغبه واشنطن استعادة التعاون مع السودان في ملف مكافحه الأرهاب وتعزيز الأمن الأقبيمي وفي البحر الأحمر)) لا يستبعد دخول اطراف اقليميه في قنوات التنسيق والتواصل والتسهيلات، الأمر الذي اثار العديد من التكهنات، حيث تم هذا اللقاء بعد فترة من الجمود واخفاق وفشل المبادرات الأقليميه، وبعد تعليق اعلان منبرجدة في نهايه 2023، لعدم تنفيذ طرفي النزاع اجراءات بناء الثقه المتعلقه باعتقال قادة النظام السابق واخراج القوات من المدن، ورفض الجيش والبرهان مباحثات جنبف أغسطس 1924،تحت ضغط وهيمنه الاسلاميين علي قرار الجيش ،لأن جهود السلام تتعارض مع اهدافهم ومشروعها الذي اشعلت بسببه الحرب، للعودة مجددا للسلطه والتمكين والاستبداد والفساد،،كما فشلت مبادرة المنامه بتراجع البرهان وابتزازة وتهديدة من الاسلاميين، ومؤتمر لندن في الذكري الثانيه للحرب، في اطار المساعي البريطانيه ضمن محاولات عديدة لانهاء النزاع،ادرة ترامب تحاول ان تمسك بخيوط الملف السوداني ، بدايه لمرحله جديدة بعيدا عن تدخلات دول الأقليم، ولتجنب اي تأثيرات متباينه، بعد ان فشلت الرباعيه للتقاطعات والتضارب والتباينات في المصالح المتعارضه بالطرفين المتصارعين، والذي ادي الي المزيد من التعقيدات في الازمه والمشهد السياسي، وتحديدا حول دور ومستقبل الجيش في اي تسويه سياسيه،لذلك ادارة ترامب ماضيه علي الانفراد بالحل، بالتركيز علي انهاء النزاعات في افريقيا والشرق الأوسط ،باقل الخسائر والتكاليف،ودون اللجوء للتدخل العسكري، امريكا ترغب في استعادة نفوذها في افريقيا، ومنع تمدد وتصاعد النفوذ الروسي والايراني في البحر الأحمر، والسودان لديه موقع استراتيجي وجيوسياسي، و ساحل ممتد علي البحر الأحمر الممر الهام للتجارة العالميه والبترول، بامتداته علي قناة السويس وباب المندب، واطلالته كبوابه علي القرن الأفريقي وشرق افريقيا، والموارد الطبيعيه الذهب والمعادن النادرة والثروات المتعددة، والاراضي الشاسعه والمياه، لذلك الحروب والعنف والتشظي في السودان.
زعزعه الاستقرار وتدهور الأمن في منطقه البحر الاحمر والقرن الأفريقي وحريه التجارة و الملاحه العالميه ، ويهدد،ودول الجوار التي تعيش اوضاعا هشه وخطر الاشتباكات عبر الحدود علي امن المنطقه والأقليم، والمخاوف والمخاطر من بؤر الارهاب ،والهجرة غير الشرعيه وتجارة السلاح والمخدرات والجرائم العابرة للحدود، هذة الاعتبارات والمصالح تعزز من الدور الأمريكي في صياغه التسويه مع كل الشركاء والأطراف، التي تسعي لتضمن بقاء نفوذها واستثماراتها، والذي يلقي بظلاله علي مستقبل المفاوضات، في ظل اعلان تحالف تأسيس عن تشكيل حكومه موازيه، في واقع الانقسام الجغرافي والسياسي والمجتمعي، وسيطرة الدعم السريع علي معظم دارفور وحصار الفاشر،وحلفائها يسيطرون علي اجزاء من جنوب كردفان،وهذا الوضع هل يدفع بتقديرات لدي الأدارة الامريكيه بامكانيه المقاربه، بمنح هذة المناطق وضعا خاصا من الحكم الذاتي او تقرير المصير،ولتكرارسيناريو الانفصال مرة اخري، ونقرأ ذلك في تصريحات مني اركو مناوي،والتي وصفت بالخطيرة ،سفيرا يمثل دوله عظمي ، تواصل معه في بدايه الحرب بهدف استطلاع رأيه بشأن امكانيه تشكيل ثلاث حكوكات سودانيه منفصله، في اشارة الي ان القوي الدوليه، بدأت تفكر في ان حرب السودان تهدد بتقسيمه وتهدد أمن المنطقه والأقليم والنظام الدولي، وقنوات دبلوماسيه متعددة تتواصل مع الأطراف وممثليهم،فهل تدعم واشنطون مثل هذة النوايا الانفصاليه،مبادرة ايقاف الحرب وتحقيق السلام تحتاج الي الشفافيه والوضوح والعلنيه والمصارحه،وان تشارك فيها القوي السياسيه والمدنيه والديمقراطيه وجماهير شعبنا، التي عانت من ويلات الحرب والتشرد والنزوح واللجوء،بعيدا عن المناورة والمراوغه والمكاسب الضيقه، والصفقات المشبوهه التي تعيد انتاج الأزمه والشراكه والابقاءعلي العسكر في المشهد السياسي ،ولا تخاطب جذور الأزمه ولاتعبر عن مصلحه جماهيرشعبنا الذي يراهن علي نضالات وقدرات وامكانيات االداخل ،من خلال استنهاض وتصعيد العمل الجماهيري وبناء جبهه عريضه واسعه، لحشد وتعبئه وتنظيم الجماهير، بالتماسك وتراص الصفوف ،باعتبارة العامل الاساس والحاسم في الخروج من الأزمه وهزيمه اعداء السلام والحريه والعداله، وصناعه النصر واسترداد الثورة، والمسار المدني الديمقراطي.