أخبار السودانأهم الأخبار والمقالات

جرائم تجنيد الأطفال تضع سلطة بورتسودان تحت طائلة “الملاحقة الدولية”

أكد خبراء أن تورُّط سلطة بورتسودان في تجنيد الأطفال وطلاب المدارس في الحرب يُمثّل سلوكاً ممنهجاً وانتهاكاً جسيماً للقوانين الدولية والإنسانية، بما في ذلك الاتفاقيات التي وقّع عليها السودان نفسه، وأنه قد يعرضه لـ”الملاحقة الدولية”.

وأشاروا إلى أن تصريح وزير التربية والتعليم بشأن إعفاء أبناء قتلى “معركة الكرامة” والطلاب “المشاركين فيها” من الرسوم الدراسية يُعد اعترافًا رسميًا من قوات بورتسودان بتجنيد الأطفال القُصَّر وطلاب المدارس في الحرب.

وأضافوا أن هذا الإعلان يكشف عن ممارسات وصفوها بالإجرامية تُرتكب بحق الأطفال والمدنيين، ويؤكد تورط السلطة في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمحلية التي تحظر إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة.

واعتبر الخبراء أن هذا النهج “الإجرامي” لا يستهدف فقط الطفولة، بل يُعمّق من معاناة المدنيين ويوسّع دائرة الحرب، من خلال دفع الأطفال إلى ميادين القتال بدلاً من مقاعد الدراسة، الأمر الذي يُنذر بعواقب كارثية على مستقبل الأجيال ويزيد من تعقيد مسارات الحل السياسي.

سابقة خطيرة
وقال عضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين، عمار يوسف، إن تصريحات الوزير تُعد سابقة خطيرة وتمثل إقرارًا ضمنيًا بمشاركة الأطفال في النزاع المسلح، وإن هذا التوجه يشكل مخالفة مباشرة للمادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل، التي تحظر تجنيد القُصَّر أو إشراكهم في الأعمال القتالية تحت أي ظرف.

وأضاف يوسف لـ”إرم نيوز” أن هذه جريمة مكتملة الأركان يعاقب عليها القانون الدولي، مشيرًا إلى أن إطالة أمد الحرب تعرض مستقبل أبناء السودان للضياع والانغماس في أتونها، بسبب فقدانهم لمقاعد الدراسة واضطرارهم للانخراط في المعارك لتوفير احتياجاتهم واحتياجات أسرهم.

وأشار المسؤول السوداني إلى أن الزج بالأطفال في الأعمال العسكرية من أي جهة كانت لا يوجد له مبرر مهما كانت الدوافع، فضلًا عن أنه يعرّض هذه الجهة للمساءلة.

ودعا السودانيين وأصدقاءهم من دول العالم المُحبة للسلام إلى رفع أصواتهم عاليًا لإنقاذ أطفال السودان ومنع جريمة تجنيدهم من أي طرف.

ظاهرة منتشرة
من جانبها، قالت عضو المكتب التنفيذي في هيئة محامي الطوارئ السودانية، رحاب مبارك سيد أحمد، إن مشاركة الأطفال في الحرب السودانية ليست ظاهرة جديدة، بل بدأت مع اندلاعها، وهي مخالفة لقانون الطفل السوداني لعام 1991 وتعديلاته اللاحقة.

وأضافت لـ”إرم نيوز” أنه بإشراك الأطفال في الحرب، جرى خرق القوانين المحلية، التي تمنع تجنيد الأطفال للمشاركة في القتال عمومًا، منوهة إلى أن قوات بورتسودان ومجموعات مسلحة أخرى شاركت أيضًا في تجنيد الأطفال ضمن حربها ضد قوات الدعم السريع.

وأوضحت أن الظاهرة منتشرة منذ بداية الحرب، لكن الاستخدام الأكبر لتجنيد الأطفال كان من قبل قوات بورتسودان، وبخاصة “درع السودان” و”كتائب البراء بن مالك” التي تقاتل إلى جانبه؛ وسبق للجيش أن فتح مراكز للتجنيد، حيث جرى استقطاب أطفال خلال حملات الاستنفار في مناطق نهر النيل وغيرها.

وأشارت إلى أن ربط إعفاء أبناء قتلى “معركة الكرامة” والطلاب المشاركين فيها من الرسوم الدراسية بمسألة التجنيد، يأتي وسط أدلة أثبتت ذلك من خلال مقاطع فيديو ووقائع أخرى، مؤكدة أن ذلك كله يخالف القوانين الإنسانية الدولية والعهد الدولي الذي يمنع تجنيد الأطفال.

مخالفة القوانين الدولية
من جهته، قال السفير السوداني السابق، صادق المقلي، إن ما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي من صور وفيديوهات لأطفال، منهم من قُتل ومنهم من وقع في الأسر ضمن صفوف الجيش والحركات المسلحة المقاتلة إلى جانب قوات بورتسودان، هو أمر مؤسف.

وأضاف لـ”إرم نيوز” أن هذه جرائم مخالفة تمامًا للقانون الدولي الإنساني المنصوص عليه في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولها الإضافي الأول والثاني لعام 1977، وفيها أيضاً انتهاكات للإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، واتفاقية حقوق الطفل التي تم اعتمادها في الأمم المتحدة عام 1989 ودخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 1990.

وأوضح المقلي أن أهم ما في هذا الأمر هو أن تجنيد الأطفال يُعد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهي من بين الجرائم الأربع المنصوص عليها في ميثاق روما، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2002.

جرائم تصل إلى هيئات حقوقية
وأكد السفير السوداني السابق أن “جميع الصور والفيديوهات التي توثق عمليات تجنيد الأطفال تصل بالضرورة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وبعثة التحقيق الدولية الخاصة بمسألة الانتهاكات في هذه الحرب، وأيضاً إلى الخبير المستقل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”.

واختتم السفير حديثه بالقول إن المحكمة الجنائية الدولية سوف تفتح تحقيقًا في هذه الانتهاكات باعتبارها جرائم حرب، وستواصل السعي نحو توسيع ولايتها لتشمل، إلى جانب دارفور، كل بؤر الحرب في السودان.

ملف تحقيق العدالة
بينما رأت الخبيرة القانونية السودانية نون كشكوش أن تجنيد الأطفال هو بطبيعة الحال جريمة مخالفة للمعاهدات الإنسانية التي وقّع عليها السودان أساساً، وهي الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل واتفاقية حقوق الطفل الإفريقية، إضافة إلى أن السودان ملتزم بـ”قانون الطفل السوداني”، الذي يمنع منعاً باتاً تجنيد الأطفال أو استخدامهم في الأعمال العدائية.

وأوضحت الخبيرة لـ”إرم نيوز” أن هذا الملف منفصل عن ملف الحرب التي وقعت فيها انتهاكات جسيمة منذ بدايتها في 15 أبريل، لأن أياً من الملفات المتعلقة بحقوق الإنسان لم يسهم في التزام أطراف الحرب بوقف الانتهاكات أو في أن يشكل دافعاً للتفاوض.

وبيّنت أن “هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، ومن المهم أن يكون ملف تحقيق العدالة حاضراً على أي طاولة مفاوضات”، مستطردة “لأنه إذا لم يُنظر في موضوع العدالة والعدالة الانتقالية ضمن ملف التفاوض حول هذه الحرب، فإن هذا سيكون أحد الأسباب التي تؤدي في كل مرة إلى تفجُّر حرب جديدة في السودان”.

‫12 تعليقات

  1. أخجل ياوزير التربية والتعليم ، رجال التربية والتعليم بالسودان هم الوحيدين الذين لم تحوم حولهم شبه فساد او إجراءات خطأ الا في هذا العهد المظلم

  2. يا مدرس ولا تربوي
    الشباب ديل عنهم نخوة ورجولة ووطنية وغيرة على اخواتهم وهم ليسو من امثالك وبالتالي لا يستطيع وزير التربية ولا رئيس الوزراء ولا رئيس السيادة منعهم
    فهمت ؟

    1. يا طارق جامع اكيد الذي بداخل جمجمتك ليس مخا بشريا كما بداخل الجماجم البشرية الطبيعيين .. لذلك فانت معذور ولا جدال مع غير العاقل!!!!

  3. جرائم تجنيد الأطفال واستعمالهم ضد الحكومات منذ زمن القحاتة ولو في تحقيق دولي يبدا لينا من زمن حمدوك ولماذا كان الاطفال في المظاهرات وضرب البوليس والتهجم عليه ووضع حياتوا للخطر لماذا القحاتة وحمدوك ولجنة المعلمين كانوا بيستغلوا الاطفال في المظاهرات ويطلعوهم من المدارس كل يوم عشان يمشوا المسافات الطويلة في الساخنة والعطش عشان يمشوا يحاربهم ليهم الجيش ولماذا حرموا هؤلاء التلاميذ من التعليم من اجل المظاهرات والاطفال https://www.youtube.com/watch?v=o89Jdvs46Skكانوا يترسون الشوارع وين القحاتة لماذا ما عملوا تحقيق في زمنهم ونادوا المنظمات ضد الاباء والابناء ههههههه هووووي ها وزير التربية والتعليم قحاتي معفن بيخلق في المشاكل ومفروض طوالي اقالة ليه سريع سريع وطردو قبل ما يعمل مشكلة اكبر من كدا واكيد هو من اعطي القحاتة والمنظمات اعداد الطلاب المشاركين في الحرب اكيد قحاتي معفن اطردو وبعدين ذاتو المدرسة مابتقدر تتدخل في خصوصية الطلاب اي طالب 15 فما فوق ومافي عام دارسي فهو حر يمشي الحرب يمشي السماء هو حر طالما ابوه وامه عارفين هو وين من حقو يمشي يدافع عن وطنة طالما هو مسلم والاسلام بينادي للجهاد وبعدين حتي الروسين الصغار واليهود الصغار والفلسطين الصغار ذهبوا الحرب وحاربوا وماتوا ويعني منو سوف يحرر البلاد دي من المليشة غير ابناءها صغار وكبار واقروا الدين الاسلامي حقنا بيقول شنو ومن اي عمر الصحابة حاربوا واشتركتوا في الجهاد ايوة عمرهم كان كم هوووي ها دا عقيد ودين وقيمة اسلامية مش لعب ومظاهرات

    1. ايها الكردفانى انت لست كردفانى . الكردفانين رجال وابناءهم فى خندق واحد مع القوات المسلحه .

  4. معلم شيوعى يقول لوزير التربية والتعليم أخجل وهو يتخذ دينا غير الأسلام بل ويرى ان الدين أفيون للشعوب كما قال ربه ماركس قلنا لك فى جيش محمد صلى الله عليه وسلم قاتل اسامة بن زيد وهو ابن 17 عاما وعمير بن ابى وقاص وهو ابن 16 عاما اتريدنا ان نقدم قانون حقوق الأنسان الذى وضعه بشر لايؤمنون بالله على ما جاء به القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة
    من انتم
    ومن الذى عينك معلم
    انت والله لا تصلح الا عالمة فى شارع الهرم

  5. ايها المدعو صاحب التعليق المعلم اشك ان تكون معلما . اولا لايوجد تجنيد اطفال فى السودان كما تكذب انت ولجنه المعلمين الشيوعين واعلام دويله الشر . ثانيا التجنديد اختيارى ولا يوجد اجبار للتجنيد من السيد القائد العام وكل الحكومه. الان يتدرب سودانين على الاسلحه والمسيرات واقلهم فى عمر الصاحبى اسامه بن زيد وسيتخرجون بعد ٢٠ يوم وسيلتحقون بكتائب البراء لمسانده الجيش السودانى الذى يدافع عن السودان واستقلاله وكرامته ضد تتار محمد بن زايد.شعبا واحد جيشا واحد رغم انف شيطان العرب .

  6. هذا الطفل يس جندى او تلقى اى تدريب عسكرى
    انظر للصورة تجده يضع الحزام الحامل للسلاح على كتفه الأيمن مما يؤكد انه م يتلقى تدريب عسكرى اما من شكله فهو سودانى قد يكون من جنوب او شمال السودان فلا تنفى عنه سودانيته من شكه بل شكله يؤكد سودانيته ولو اراد اعداء السودان الصاق تهمة تشغيل القاصرين أن تأتى بصور من المعركة لكن هكذا هى المليشيا فمن بنى على كذبة يبصق ويتبول كذبا فقد نشر الجيش صورة لمرتزق كولمبى مصاب بعدة طلقات فى وجهه مع بسخة من بطاقته الكولمبية اقر بها الرئيس الكومبى فى رده على خطاب بروفسير كامل ادريس باللغة الأسبانية وانكر ذلك مليشيا اسرة ال دقلو الأرهابية الكذابية
    دى اضافة جديدة

  7. وهاج اصحاب الدجل والشعوذة هوجة عصماء وكيف لا واصحاب الرسول المقاتلين والمحاربين للكفر لم تزد اعمارهم عن الثالثة عشر؟؟ ولكنهم نسو ان الرسول عليه السلام ان المسلم تسقط عنه كل الفروض والواجبات حتى الاسلام اذا لم يصل حد البلوغ،، فكيف به يامر الاطفال بالحرب والقتال؟؟
    عشان العالم لمن يوصف رسولكم بانه مجرد قاطع طريق ومغتصب اطفال تجو تفنجطو!!!تعالى الرسول عما يصفه مشركي الكيزان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..