مقالات وآراء

الثورة في زمن الحرب وأشياء أخرى (1/2)

#البعد_الرابع
صديق عبدالجبار محمد (أبوفواز)

“العلاقة المفاهيمية بين تعبير “تدوير الزوايا” وبين البراغماتية والميكافيلية”

“هل قوى اليسار الديمقراطي تلجأ إلى ممارسة تدوير الزوايا احياناً !؟”

#مقدمة

من باب الشفافية والصدق علي أن أوضح بأنني قد إستعنت في كتابة هذا المقال بالوكيبيديا والذكاء الإصطناعي، وعدد من المراجع الأخرى، بالإضافة لما راكمته من معرفة طوال أكثر من نصف قرن من الزمان من أمهات الكتب والأبحاث وانغماسي في الحياة الفكرية والسياسية.

ولقد اخترت لمقالي هذا اسم (الثورة في زمن الحرب)، تيمناً برواية الحب فى زمن الكوليرا، وهي كما هو معروف، رواية للكاتب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز، وقد نشرت عام 1982 وحققت نجاحاً باهراً وترجمت الى عدة لغات وتحولت الى فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم.
تروي أحداث الرواية قصة حب رجل وامرأة منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، وتصف ما تغير حولهما وما دار من حروب أهليه في منطقة (الكاريبي)، وحتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها على نهر (مجدولينا) في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين كما أنها ترصد بدقة الأحوال في هذه المنطقة من العالم من حيث الأحوال الاقتصادية والأدبية والديموغرافية دون التأثير على انتظام الأحداث (ويكيبيديا).

وأنا بالطبع لست هنا بصدد كتابة رواية تحت اسم الثورة في زمن الحرب، ولكنني بصدد قراءة تحليلية لسبر اغوار تطور الثورة السودانية في زمن حرب أبريل الكارثية العبثية، وما يتوجب على الثوار من عمل، وما يتوجب على القادة من واجبات ثورية، ومن سخرية القدر ان تنتشر الكوليرا في السودان أثناء الحرب، ولذلك فكتابي هذا سيكون محاط بروحي “الثورة والحب” في زمن “الحرب الكوليرا”.

نحن من جيل ابتلى بدولة السودان غير السوية بعد الاستقلال، ولدنا وترعرعنا في منتص الخمسينات من القرن العشرين، فكتب لنا أن نكون من “ذوي القرنين” !! ولقد قيض لنا أن كنا حضورا لثلاثة ثورات أو قل ان شئت انتفاضات عظيمة، فلقد كنا اطفالاً حضورا في أكتوبر ٦٤، وشباباً يفعاً في ابريل ٨٥، وشيوخاً قد هرمنا في ديسمبر ٢٠١٨، وما زالت روح الثورة باقية لدينا، لم تنطفئ جذوتها في صدورنا حتى الآن.

🔰 ما هي العلاقة بين مفاهيم تدوير الزوايا، البراغماتية، والميكافيلية !؟

هنالك ثلاثة مفاهيم مهمة أود أن أتطرق اليهم قبل أن أدخل في جوهر المقال وهي: تدوير الزوايا، البراغماتية، والميكافيلية، فالعلاقة بينهم تختلف من حيث الدوافع والأخلاقيات والأهداف.
فتدوير الزوايا هو تعبير مجازي يُستخدم لوصف محاولة تجنّب الصدام أو الحسم الحاد في القضايا الخلافية، من خلال البحث عن حلول وسطية، أو تأجيل المواجهة، أو استخدام لغة غامضة أو فضفاضة لامتصاص التناقضات.

والدافع غالبًا ينبع من الرغبة في الحفاظ على التماسك أو تجنب التصعيد، خصوصًا في السياقات السياسية أو الاجتماعية المعقدة.
لذلك فإن “تدوير الزاويا” موقف له ايجابياته، ولكنه قد يكون خطيراً جداً حسب السياق الذي استخدم فيه، وحسب نوايا وأهداف من يستخدمه.

أما البراغماتية “Pragmatism” فهي فلسفة أو أسلوب تفكير يركّز على النتائج العملية والنفعية أكثر من الالتزام بالمبادئ أو الإيديولوجيا، والهدف هو تحقيق نتائج ملموسة حتى لو تطلب الأمر تنازلات.

البراغماتي قد “يُدوّر الزوايا” في بعض المواقف باعتبارها وسيلة عملية لتجاوز مأزق أو تجنب الخسائر، لكن ليس كل براغماتي يستخدم تدوير الزوايا، ولا كل تدوير زوايا يعني براغماتية، فالأول تكتيكي، والثاني فلسفي/استراتيجي.

أما المكافيلية “Machiavellianism” فهي مذهب سياسي وأخلاقي ينسب إلى نيكولو ميكافيلي، يقوم على مبدأ أن “الغاية تبرر الوسيلة”، وغالبًا يتضمن استخدام الخداع، والمراوغة، والازدواجية لتحقيق مكاسب سياسية، وهو مبدأ قريب من فقه التَّقية عند الشيعة وتنظيمات الأخوان المسلمين، والهدف منها هو الحفاظ على أي مكسب، وخاصة السلطة، أو الوصول إليها بأي وسيلة كانت، ولو كانت غير أخلاقية، ولقد ذكر مفهوم التقية في القرآن الكريم، وهذه من القلائل التي تجمع بين الشيعة والأخوان المسلمين.

أما علاقة المكافيلية بتدوير الزوايا هي أن الميكافيلي يمكن أن يستخدم (تدوير الزوايا) كوسيلة تكتيكية للخداع أو إخفاء النوايا الحقيقية، ولكن بدافع السيطرة والمصلحة الخاصة، وليس بدافع التوازن أو النفع العام.

وأقرب مثال لذلك هو إدعاء حركات الإسلام السياسي بأنهم يؤمنون بالديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة (فقه التقية)، حتى يتمكنوا عبر الإنتخابات أو الانقلابات العسكرية، ثم بعد ذلك يعلنون عن وجههم الحقيقي وهو الآحادية والشمولية القابضة كما حاول أن يفعل محمد مرسي بعد انتخابه رئيسا لمصر.

سأبدأ بمحاولة لتحليل مسيرة الحزب الشيوعي السوداني في خلال ثلاثة حقب وثلاثة زعماء، وذلك لأنه يعتبر أول حزب يساري تأسس في السودان ، وهو يعتبر بلا منازع زعيم قوى اليسار الديمقراطي السوداني.

فقبل انتخاب محمد مختار الخطيب سكرتيرا سياسيا للحزب الشيوعي، برز قائدان تاريخيان كلٌ بطريقته:، بغض النظر عن الزعماء الذبن ترجلوا عن الحزب بسبب الانقسامات أو في ظروف أخرى، أو الذين سبقوهم عند تأسيس الجبهة المعادية للإستعمار (حستو).

فالشهيد عبد الخالق محجوب يعتبر مؤسس الحزب بشكله وجوهره الذي نعرفه اليوم، ولقد كان قائدا صارما للفكرة والتنظيم، ماركسي كلاسيكي حتى النخاع، وشديد الالتزام بالنظرية، ويرى أن الحزب يجب أن يكون طليعة ثورية منضبطة.
ولقد واجه الديكتاتوريات بقوة حتى استشهاده في 1971، ويعتبر رمز للمبدئية والثبات.

ومن مميزات عبدالخالق محجوب أنه كان مفكرا عظيما بالاضافة إلى كونه قائدا سياسيا بارعا منذ أن كان شابا في مقتبل العمر، ولقد ترك ورائه إرثا مكتوبا وانتاج فكري ما زال يمثل البوصلة الفكرية والتظيمية للشيوعيين السودانيين، مثال : (الماركسية وقضايا الثورة السودانية)، و(وثيقة إصلاح الخطأ بين الجماهير).

أما محمد إبراهيم نقد، رحمه الله، والذي خلف عبد الخالق بعد إستشهاده، فلقد كان قائداً هادئاً وواقعيا (براقماتيا إلى حد كبير)، وماركس نقدي، ومنفتح على الواقع السوداني المعقد، ولقد حافظ على الحزب الشيوعي في أحلك الظروف، آمن بالحوار والعمل الجبهوي مع القوى الديمقراطية، مثل التجمع الوطني الديمقراطي، وتحالف قوى الاجماع الوطني.

ومن إنجازاته الفكرية انه أعاد قراءة قضايا مثل الدين والديمقراطية بلغة معاصرة، كما يسجل له التاريخ أنه اول من ادخل مفهوم الدولة المدنية في السياسة السودانية، وله كتاب حول هذا الموضوع، ولم يعرف عنه إنه كان يستخدم مفهوم العلمانية كثيراً، وكان رمزاً للصبر والبقاء والصمود في أطول فترة سرية يمر بها حزب في السودان والتي امتدت من 1971 حتى 1985، ثم من 1989 وحتى 2002، لذلك يمكننا أن نقول إن الفرق بين عبد الخالق ونقد هو أن الأول كان ثورياً حاسماً، أما الثاني فلقد كان براغماتياً مرناً، ويجيد عملية تدوير الزوايا عند الحاجة.

فعبد الخالق كان مهموماً ببناء الصرح الأيديولوجي، أما نقد، فلقد كان مهموما بالتنظيم وهو يقود السفينة وسط العواصف الشديدة، وكلاهما أسّسا لتجربة فريدة في التاريخ السوداني؛ وهي حقيقة ان الحزب الشيوعي السوداني صمد رغم الانقلابات والسجون والمؤامرات والعمل السري، وما زال حيًّا وفاعلاً، على الرغم من بعض نقاط الضعف التي المت به مؤخراً، وسوف نتطرق لها لاحقاً.

نخلص من السرد أعلاه إن عبدالخالق محجوب لم يكن ميالاً أبداً لممارسة عملية تدوير الزوايا أو البراقماتية، وبالطبع لم يكن مكافيلياً أبداً، أما خلفه محمد ابراهيم نقد، فلقد كان أقرب إلى البراقماتية والواقعية وتدويرالزوايا، واصراره ونجاحه في احتواء حزب المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة الشهيرة بين قادة الانقاذ، وضمه لتحالف قوى الاجماع الوطني، كان أكبر دليل على ذلك.
وقبل ذلك مواقفه الشهيرة خلال حقبة التجمع الوطني الديمقراطي وقوى الاجماع الوطني، في تبني أهمية عدم عزل أحزاب الطوائف والدين ممثلة في حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي بسبب قواعدهما وجماهيرهما الكبيرة.

أما الزعيم الحالي للحزب الشيوعي وهو السكرتير السياسي الصديق والرفيق المناضل محمد مختار الخطيب، (وبالمناسبة فقبل المؤتمر السادس للحزب الشيوعي كان يطلق على زعيم الحزب “السكرتير العام”)، فتغير ذلك في المؤتمر السادس الى “السكرتير السياسي”، ولهذا االتغيير أهمية تنظيمية سنتطرق اليها لاحقا ان شاء الله.

الرفيق الخطيب يعتبر من الصقور الراديكاليين الذين بقيوا من القادة التاريخيين للحزب الشيوعي، ولقد قال لي أحد الرفاق الشيوعيين، وفي وجود الخطيب نفسه ونحن في المعتقل تجمعنا زنزانة واحدة إبان ثورة ديسمبر المجيدة، قال لي: أنه أي الخطيب من القادة المتصوفين الماركسيين والسلفيين اللينيين في قيادة الحزب الشيوعي السوداني.

لقد كنت وما زلت قريبا جدا من الرفيق محمد مختار الخطيب، وكل الرفاق والرفيقات في الحزب الشيوعي السوداني خلال فترة النضال ضد نظام الانقاذ الغاشم ، وخلال الفترة من أبريل 2019 وحتى اليوم، لذلك فإنني أظن وبعض الظن إثم، إنني قادر على تحليل شخصية صديقي وأستاذي محمد مختار الخطيب، فالرجل وكما يصفه أقرانه راديكاليٌ سلفي ماركسي ومتصوف لينيني لدرجة كبيرة، ولم يعرف عنه حتى الآن اي إنتاج فكري كسلفيه عبدالخالق ونقد، ولقد تسلم قيادة الحزب من المرحوم محمد ابراهيم نقد، والحزب الشيوعي عضو في تحالف قوى الاجماع الوطني (تحالف جوبا سابقا)، الذي يضم أحزاب الطوائف والدين على رأسها ؛ حزب الأمة القومي والحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل وحزب المؤتمر الشعبي، وكان ذلك إرث ثقيل على الخطيب ورثه من سلفه المرحوم نقد.

ولقد شهد تحالف قوى الاجماع الوطني صراعات داخلية متعددة ما بين قوى اليسار وقوى اليمين في كثير من المنعطفات، وكان هذا الصراع يقوده من اليسار محمد مختار الخطيب ومن اليمين الصادق المهدي عليه رحمة الله، حتى إنتهى بمفارقة أحزاب الإتحادي والأمة والمؤتمر الشعبي لقوى الإجماع الوطني على التوالي، وكان ذلك بداية الفرز الحقيقي للقوى السياسية قبل اسقاط البشير، ولقد تتوج هذا الفرز في 2016 في إنقسام تحالف الإجماع الوطني بخروج سبعة أحزاب والإنضمام لتحالف نداء السودان بقيادة حزب الأمة، وقبل ذلك كان حزبي المؤتمر الشعبي والإتحادي الأصل قد انضما لحكومة البشير بعد إعلانه
حوار الوثبة في 2014.

هذا الفرز الذي كان يقوده الخطيب والمرحوم فاروق أبوعيسى رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني، كان فرزا حتميا لنجاح الثورة السودانية، فلقد أصبح تحالف قوى الإجماع الوطني يساري الهوى ولقد رفع شعار اسقاط النظام، وقاد الحراك الثوري بلا هوادة حتى أتت لحظة الوصول للكتلة الحرجة في ديسمبر 2018، وتسلم الشارع للراية بقيادة الشباب والنساء ولجان المقاومة وتجمع المهنيين حتى سقوط رأس النظام في
11 أبريل 2019.

🔰 هل قوى اليسار الديمقراطي تلجأ لممارسة تدوير الزوايا احياناً !؟

الشيوعيون والبعثيون والاشتراكيون الديمقراطيون في السودان، كفصائل من فصائل قوى اليسار الديمقراطي في السودان، وفي خضم المعركة من أجل وقف الحرب واستعادة مسار ثورة ديسمبر المجيدة، يعون تماماً ويعرفون أن المشروع الثوري يواجه عَدْوَانِ لدودانِ، وهما:عدو مباشر هو الحرب وقواها الغاشمة، ودولة الاسلاميين العميقة، وعدو خفي هو اليسارية الطفولية التي ترتدي ثوب الثورية بينما تعزل نفسها عن الجماهير.

نعم .. انهم يتمسكون بالمبادئ الثورية، ولكن الثورة لا تنتصر بالشعارات الجوفاء، ولا بالعزلة عن الناس، فلا ثورة بدون وعي، ولا وعي مع الطفولة اليسارية.

🔰 هنا يجب علينا أن نتذكر ما قاله لينين عن اليسارية الطفولية:-

– “أن ترفض التحالفات، وأن ترفض النقابات، وأن ترفض البرلمانات، بحجة النقاء الثوري، فهذه ليست بطولة … إنها مرض الطفولة.”

– “من لا يعرف أن يتراجع حين يستدعي التكتيك ذلك، لن ينتصر حين يحين وقت التقدم.”

– “الطهرانية الثورية لا تبني ثورة.”
– “الثورة تنتصر بالوعي والتنظيم والقدرة على التحرك وسط الجماهير لا فوقهم.”

– “فلنقاوم الحرب… لا بطفولة الشعارات، بل بنضج التنظيم وببوصلة واضحة”

عليه ففي السودان اليوم، من يرفضون العمل الجبهوي بحجة “النقاء الثوري” ويقعون في فخ الطفولة اليسارية، ومن يعتبرون أن أي عمل مع قوى مدنية أخرى هو تنازل أو مساومة، ويغفلون أن الثورة لا تُنجز في الفراغ، فمن يرفضون تنظيم الجماهير داخل أدواتها ونقاباتها، أيضا بحجة النقاء الثوري، يساهمون في عزل الثورة عن قاعدتها.

لذلك فإن الخط الثوري لقوى اليسار الديمقراطي السوداني يجب أن يكون التمسك بأهداف الثورة: سلطة مدنية كاملة وتحول ديمقراطي شامل و(جذري)، مع استخدام أدوات مرنة وبراغماتية ممارسة “تدوير الزوايا” في التحالفات، والعمل الجبهوي في التنظيم القاعدي، وفي النقابات والاتحادات المهنية ، ولجان المقاومة، ومنظمات المجتمع المدني.

ولكن، فلقد تعلمت قوى اليسار الديمقراطي الدرس من التحالفات القديمة ذات الحدود الدنيا والسقوف التكتيكية، التي عادة ما تنتهي بإسقاط النظم الدكتاتورية وبداية الفترات الانتقالية، التي تتنكر فيها قوى التسوية والإصلاح لكل المواثيق وترتمي في أحضان الدولة العميقة الموروثة، أما من أجل المال أو المناصب أو المصالح الذاتية الحزبية الضيقة.

لا يجب أن تتورط قوى اليسار الديمقراطي في أي تحالفات تكتيكية مع قوى التسوية الإصلاحية، ولكن هذا لا يعني عدم التنسيق معها للوصول للأهداف المرحلية، مثل إيقاف الحرب والحفاظ على وحدة السودان الوطنية واستعادة مسار الثورة وعملية التحول المدني الديمقراطي.

وهذا هو ما نفهمه من عملية تدوير الزوايا والبراغماتية الحميدة الواقعية، والتي لا يجب أن تتحول إلى نكوص عن المبادئ وعرقلة مسيرة الثورة السودانية وعملية التحول المدني الديمقراطي والتغير الجذري الشامل، كما لا يجب أن تمارس فيها البراقماتية الخبيثة، أو المكافيلية البغيضة.

ونواصل بإذن الله ،،، ،
صديق أبوفواز
القاهرة ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥م
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..