
لو كان هنالك رجل منحوس مر على تاريخ هذه البلاد المنكوبة، لكان هو الجنرال البرهان، طائر الشؤم الذي أينما شد رحاله أصاب الناس نحسه لسوء طالعه وبوار بضائعه، لم يفرغ الناس من متابعة أخبار لقاءه بالمبعوث الأمريكي، حتى انفجرت قنبلة ثبوت استخدام جيشه الإرهابي للسلاح الكيماوي بالعاصمة الخرطوم، ما دعا الخبراء الكيماويين لأن يقرروا استحالة الحياة بهذه المدينة الساحرة لتبعات السموم السرطانية، لمخلفات هذا السلاح المحرم دولياً في الشجر والبشر والنهر والحجر، ثم تبع ذلك دوي انفجار آخر بعد أسر قوات الدعم السريع لعدد من الأطفال بمحور معارك كردفان، الأطفال الذين جندهم البرهان ليواصلوا معركة كرامته التي اهدرها صبيحة فاجعة فض الاعتصام، ويوم هجومه على ثكنات جنود قوات الدعم السريع العُزّل بمعسكر سركاب، فقطّع أوصالهم بطائرة السوخوي، لقد بلغ الهوان والانحطاط بهذا المجرم أن انتهك طفولة هؤلاء الأبرياء بالزج بهم في أتون حرب، لا هدف لها سوى الإبقاء على الفاسدين من رموز المنظومة القديمة، لم يعبر ببوابة السودان قائد لجيش طرد من قيادته نهاراً جهاراً، ثم فر هارباً من القصر الذي لم يغادره غردون باشا القائد العام لجيش الغزاة، الذي فضل أن يموت ميتة الرجال أمام جحافل جيوش التحرير المهدوي، ما هذا الحظ العاثر الذي جعل من هذا المسخ الدموي أن يقرر في شأن أمة نهلت من مجدها الأمم؟.
جريمة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً دفع ثمنها نظام البعث العراقي ورصيفه السوري، بأن جاءت عاقبة رئيسي النظامين غاية في السوء والخاتمة المخزية، فالمنظمات المهتمة في هذا الخصوص لا تنام حتى إيصال المجرمين في حق شعوبهم إلى النهايات المستحقة، مهما بالغ المجرمون في التسويف والتماطل والتهرب وكسب الزمن، وبحكم هذه التجارب الحديثة في ملاحقة مجرمي الحروب من حولنا، يصبح من شبه المؤكد أن كل من شارك في هذه الفظائع لابد وأن تكون خاتمته الاعتقال والمحاكمة والسجن، وما يفوتنا أن نستحضر المآل الذي آل إليه المجرمان الصربيان – راسوفان كرادتش وسلوبودان مليسوفتش ومعهما الليبيري تشارلز تايلور، فأشباه البشير والبرهان ولوردات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي هؤلاء، سيظلون وصمة عار على جبين الإنسانية، وسوف يلفظهم التاريخ ويلعنهم اللاعنون، كلما خطرت ذكراهم البغيضة على عقول وقلوب الناس، فماذا يرجى ممن تتلمذ تحت يد مهندس جرائم الحرب في دارفور – عمر حسن أحمد البشير، الذي أوقعنا في فخاخ القتلة المتسلسلين الذين فرّخهم نظامه الإرهابي الشهير، فعلى الذين يتحدثون بنوع من التفاؤل عن الإحالات الأخيرة التي نفذها البرهان بحق رفاقه، نقول لهم أن هذه المؤسسة منذ أن سطا عليها الإرهاب لم تلد إلّا فاجرا كفارا، وكل من يأمل في أن يخرج من صلبها من يحقن دماء السودانيين فهو ساذج.
السودان ممدد على طاولة المجتمعين الدولي والإقليمي، وهذا الوضع أوصلنا إليه قادة التنظيم الإرهابي الذي راهن على هزيمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة، الأمر الذي انقلب رأساً على عقب، فاليوم لا فكاك من هاتين الجهتين البتة، لأنهما قد أمسكتا بملف السودان من الألف إلى الياء، وأي حديث من المحللين (الاستراتيجيين) بأن الحل يكمن في (البل)، وأن لابد من منح فرصة لقوى الداخل (السجمانة)، لا يعدو مثل هذا الحديث عن كونه تنظير فطير لا يعتمد على الواقعية، بل منسجم مع الخطرفات والهرطقات التي اعتاد تلقينها للناس مجرم الحرب الأكبر، الصادرة بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، وهنا تحضرني مقولة عم صديقنا عن الخواجات حين أطلق عليهم وصف الحُدُب، بأن الصبر ديدنهم وروحهم ( طويلة سلبة)، يرهقونك ثم بعد أن (تفتر) وتصل حد الإنهاك، يفعلون بك ما يريدون، لقد صدق عم صديقنا الصدوق في وصف أرباب السياسة والكياسة، إنّ الشعوب المهضومة الحقوق التي يتسلط عليها شرارها، لابد وأن ينصفها الله بأن يجعل سياط هؤلاء الحُدُب موجهة نحو ظهورهم الحاملة لبراميل الأسلحة الكيماوية التي يرمونها على لأبرياء، وكما هي الحكمة السائدة في ديارنا (الما عندها ضنب الله بحاحي ليها)، أي ان الدابة التي بلا ذيل يطرد الذباب يتولى أمرها الرب، الذي هو ليس بابن عم لأحد، كما قالت المرأة الصبورة بالكومة، التي رفعت أكفها بالدعاء على البرهان الذي قذف بها إلى العراء، بعد أن أصابت قنابل طائراته بيتها وزرعها وضرع أغنامها.
ظللت أتابع سيرة البرهان المهنية سيما فى ولاية دارفور حيث ظل يعمل فيها منذ ان كان برتب النقيب فى الكتيبة 76 سلاح الحدود حتى بلغ رتبة اللواء ولم تتخللها الا فترات متقطعة غادر فيها دارفور.. وعرفت انه عمل تحت قيادة العقيد مالك السيميت والفريق الدابى حيث عمل سكرتيرا للاخير فيما سٌمَى بلجنة معالجة الاوضاع الامنية فى غرب دارفور بالاضافة الى عمله معتمدا ورئيسا لحزب المؤتمر الوطنى بمحلية نيرتتى حنوب غربى جبل مرة بولاية وسط دارفور.. فى هذه الفترات من العمل التقيت بعدد غير قليل ممن تعاملوا مع البرهان فالرجل أنتهازى بالدرجة الاولى كما أنه كان منغمسا فى السفه والعبث ومطاردة القاصرات فضلا عن أنه كان يمارس الابتزاز مستخدما رتبته العسكرية.. كان البرهان سببا فى اختفاء غابات الصنوبر فى جبل مرة وهى مساحة اعانت ولاية سكسونيا السفى الالمانية ولاية غرب دارفور منذ الستينيات على انشائها وتطويرها وهى غابات ظهرت صورها فى خرائط وكالة ناسا الفضائية ولكنها أختفت على يد البرهان محملة على عشرات الشاحنات العسكرية اخشابا متجهة نحو الخرطوم…لقد ثبت استخدام الجيش السودانى للاسلحة الكيماوية فى الحرب ضد الدعم السريع وهى تهمة ظلت تطارد الجيش السودانى فى حروبه ضد شعب السودان بعد ان أصبح هذا الجيش أداة تنفذ أجندة حزبية وتحديدا اجندة حزب لا يتحرج من اسالة كل الدماء فى سبيل أن يحكم…ان القتل وأنهار الدماء التى تسيل فى أرض السودان يقف ذلك الحزب وراءها متوهما انه يسعى لاقامة دولة الخلافة فى أرض السودان وهى الدولة التى لم يربو عمرها عن الثلاثين عاما بعد وفاة الرسول (ص) المحزن ان هذا الحزب قد قضى فى الحكم ثلاثين عاما كما دولة الخلافة الراشدة ولكن الناتج كان صفرا ولا مجال للمقارنة بين العهدين ففى دولة الحركة الاسلاموية والتى أشاحت فيها الحركة بأقبح ما فى النفس الانسانية من طمع وجشع واستسهال لاتيان الكبائر والفواحش .. ولعل القتل والتصفية الجسدية صارا لاول مرة فى تاريخ السودان نهج حزب سياسى وهو فى سدة الحكم… حتى ان أعورهم الدجال ( قوش) توعد ذات يوم باستخدام السلاح الكيماوى فى دارفور قائلا ( شوية قبائل فور وزغاوة ومساليت عاوزة تهزم لى الجيش السودانى والله اضربها بالكيماوى) .. ولسخرية الاقدار أذا به ينشئ كيانا عسكريا يبتلع جيشه وينازله ويكاد يقضى عليه .. أما قوش فقد تحول بقدرة قادر الى ظاهرة صوتية تملأ الاسافير فى حديث فاقد للمعنى وهذه هى المرة الاولى فى تاريخ الأمم أن يتحول فيها مدير جهاز مخابرات فى دولة ما الى بطل اسفيرى يختبئ خلف لوحة المفاتيح يسدى نصحا لشعب أساء حكمه وتدبير أمره ويمنى ذلك الدجال نفسه بالعودة ثانية الى الحكم… وبالعودة الى البرهان وجيشه الكيماوى فان أستخدام ذلك السلاح فى السودان قد أثبتته عدة مؤسسات منها العسكرية ومنها البحثية حيث أنه يكون من المستحيل أن تتفق كلها على أمر ما دون أن يكون حقيقيا فالغرب مهما قلنا عنه ليس كله تامرا وخبثا بل هناك دائما صوت اخر قد يبدو هامسا ولكنه يصدع بالصدق… فمثلا فقد القى القبض على السفاح رادوفان كراديتش اليوغسلافى وهو المسيحى الارثوذوكسى ( كى لا نقبل نظرية المؤامرة ) والذى ظل مختفيا لثمانية أعوام ومتقمصا شخصية شحاذ لابسا الأسمال أمام احدى أكبر الاسواق ولكن بعد القبض عليه عرض عليه فيلم توثيقى يحتوى على تسجيل كامل لحياته اليومية منذ أن أختفى ..كيف لا فالرجل كان استاذا لعلم النفس بالجامعة….ان وراء الأكمة ماوراءها فالأصوات تتصاعد وما كان همسا بات اليوم صراخا يدعو الى المحاسبة والعودة الى العاصمة الكيماوية صارت شبه مستحيلة وهو ما يزيد الضغط على الابليس الشقى البرهان شخصيا لا أستبعد أن يعمل الحزب المتطرف على اخفائه تماما عن المشهد السودانى لانه يحمل دلائل الادانة ضده والحزب ذاته مشهود له بتصفية الشهود واخفاء الأدلة وطمس القرائن..
التحايا وخالص التقدير والاحلال يا استاذ اسماعيل عبد الله …
بخصوص الاسلحة الكيميائية …
الحصيلة الاولية للرصد الرسمي تشير الي :
تم إستخدام السلاح الكيميائي للتخلص من القناصة في العمارات العالية في وسط الخرطوم.
بالاضافة الي الاستخدام المكثف للسلاح الكيميائي في السراديب والاقبية تحت القصر الجمهوري ومبني وزارة المالية …
النتيجة تفشي التلوث بفعل الرياح التي نقلت الغبار الملوث بالمواد السامة الي المناطق المحيطة بالاضافة الي تلوث المياه والمجاري والميادين العامة في وسط الخرطوم بفعل تسرب مياه ملوثة بالمواد السامة بعد استخدامها في اقبية القصر الجمهوري ومبني وزارة المالية ..
هناك شواهد علي ذلك منها تقرير جهاز الامن والمخابرات العامة السري والذي رصد بالتفصيل وبالاسماء موت عدد من عمال النظافة الذين تم استخدامهم في نظافة المتحف القومي.
كل هذه المعلومات كانت متوفرة لدي مجلس السيادة .. بالاصافة الي تقارير تحليل الآثار الصحية في المدي المتوسط والبعيد… والتوصية بان توقعات التأثير الصحي كبيرة وتشمل الموت والاصابة بالسرطانات و الاجهاضات وتشوهات الاجنة.
بناءاً علي ذلك أصدر الفريق مهندس إبراهيم جابر قرارا بنقل كل المقار الحكومية والوزارات الكائنة بمنطقة وسط الخرطوم في المنطقة الواقعة ما بين شارع النيل شمالاً وحتى السكة حديد جنوباً ومن المقرن غرباً حتى القيادة العامة شرقاً إلى مواقع بديلة بشرق وجنوب شرق الخرطوم …
نقل مقار جميع الوزارات الذي اصدره ابراهيم جابر يؤكد ما هو معروف ومتداول، وجابر لديه المعلومات والتفاصيل وخريطة المواقع المظللة باللون الاحمر …
ملخص الموضوع كما تم شرحه في اجتماع تنويرهيئة الاركان بلغة الجياشة المباشرة البسيطة:
يا سعادتكم المنطقة من كوبري الحديد النيل الازرق و “لغاااية” كوبري الحديد التاني اترشت كيماوي بما في “ذاليكا” مباني في جامعة الخرطوم والقصر الجمهوري ومتحف السودان القومي وعموم منطقة المقرن …
باختصار لقد اوفي الكيزان وحققوا وعيدهم بتدمير الخرطوم ..!!!