مقالات وآراء

مصارحة 

 

حسن عباس النور
منذ فترة طويلة نسبيا ظللت امسك بسلاحي اقصد قلمي لا سلاح عندي غيره لا بندقية ولا مسيرة طبعا لا املك كيماوي ولا بركاوي ! اتعرض لقضايا تخص وطني الصغير العيلفون الذي وصفه الشاعر أحمد حسين العمرابي بجنة عدن !                       كتبها في مناسبة زواج مجاملة صديقه عبد الله أحمد دفع الله المشهور بالذخيرة قال فيها  :
ملك السعاده كتب ختم *** ان الدخيره سروره تم
يا من اذا دعي استجاب *** اجعله من العين حجاب
ارزقه ابناء نجاب *** والمال يفيض عجبا عجاب
صاحب المقام الاولي*** ابو فركه مين يسوي لي
والد الاجل اولي الشمم *** و القدر عالين الهمم
النورو كشف الغمم *** اهل الوفا البرعو الذمم .
 و الحمد لله تحققت تلك الدعوة استجاب المولى عز وجل فنجح الأبناء الأستاذ خلف الله احمد الإذاعي القدير و الاداري الفذ وشقيقه البروف عبد الله أحمد دفع الله اعلام سامقة في سماء السودان وخارجه.                                                                                                                              ومثل ذلك كتب جيلي عبد الرحمن :
احن اليك يا عبرى *** حنينا ماج في صدري
 و اذكر عهدك البسام *** عهد الظل من عمري
أنا ظمأن يا عبري الي الامواه والطير . الي كثبانك الغرقى
هناك … بحافة النهر يذهبها سنا الشمس باكواب من التبر !
  مثله درسنا عن مليط وجمالها في المدرسة الوسطى فهمنا المعنى و طربنا له مع الشاعر محمد سعيد العباسي                                             حياك يا مليط   .  حياك كليط صوب العارض الغادي . و جاد واديك ذا الجنات من وادي . فكم جلوت لنا من منظر عجب . يشجي الخلي   ويروي   يروي  غلة الصادي . واعين الماء تجري من جداولها . صوارما عرضوها غير أغماد . و الورق تهتف والا ظلال وارفة .           و الريح تدفع ميادا لميادي . لو استطعت لاهديت الخلود لها . لو كان شئ للدنيا لاخلاد !
هذا قارئ الكريم غيض من فيض في حب البلاد في السودان الكبير هذه مجرد نماذج لا شك ان لديك مثلها في شأن بلدك الصغير وناسك و صفاتهم .  واين العيلفون و عبري و مليط الان هل يعي اهلها دورهم في استعادة هذا الالق ام فات الميعاد !
ثم يبقى السؤال الهام الذي شغل المفكرين والشعراء و الباحثين من كافة الاختصاصات  السودان الوطن الحدادي و مدادي يكفي اناشيد الفنان محمد وردي الحاضر الغائب واهازيج المبدع عبد الكريم الكابلي و محمد الامين وغيرهم مما لايحتاج لاعادة ذكر .
 كل هذا معروف يبقي السؤال … ماهو حال هذه البلدان الآن هل لا زالت مصدر الهام ؟ .. ام خبا نورها بعد هذا التاريخ الباذخ الزاهي
وكذلك ينطبق الأمر علي الوطن الكبير .. السودان هل هناك امل في اصلاح حاله مع ادراكنا بما يزخر به من ثروات في ارضه وفي باطنها
وفي نيله و مطره  و صمغه و ثروته البشرية و شبابه الواعي المنفتح علي العالم المتواجد  داخل وخارج الوطن .
   هل هناك امل ! عني لدي حلم .. التغيير قادم شئنا ام ابينا .. هل نحن مستعدين ؟
 الوسائل العامه معلومه التكاتف والتعاون ترك الفرقة ونبذ الخلاف غير المجدي الاعتماد علي النفس هناك أمثلة … رواندا  المصالحة بين القوميات النهوض الاقتصادي.. تجربة برف محمد يونس في بنغلادش بنك جرامين يسلف النساء دون ضمان اليوم بنغلادش بفضل البنك وخياطة الملابس و تحويلات العاملين بالخارج سجل الاقتصاد قفزات وتحولت من دولة فاشلة إلى نموذج يحتذى . والجارة اثيوبيا رغما عن مشاكل عدم تجانس القوميات حققت نموا مضطردا وكذلك كينيا و أوغندا   وهناك دول من غرب أفريقيا تحاول الخروج من الهيمنة الغربية الفرنسية تحديدا تنجح وتفشل  في جميعها رؤية ارادة وقيادات ذات مصداقية وكاريزما ماذا ينقصنا بتاريخ و تجربة سياسية متراكمة ؟
 ختاما متى نساري النجم في الظلم !
    أما آن لهذا الليل ان ينجلي ؟ !
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..