صراخهم دليل سقوطهم: الإقصاء واجب وعدالة الأجيال

عبدالحافظ سعد الطيب
إن صراخهم اليوم ليس سوى اعتراف بعمق سقوطهم رغم استخدامهم آلة عنف الدولة وتفجير حرب تاديبية للشعب وثورته ، وصدى لهزيمتهم أمام وعي الشعب. ولسنا من دعاة الحرق ولا من مدرسة الإبادة الفكرية التي مارسها الطغاة، لكن بعد ستة وثلاثين عامًا من حكمهم، لا يمكن تجاهل نازيتهم، أبارتهايدتهم، أعمالهم القذرة، صناعة مليشيا الجنجويد، فصل الجنوب، ومشاريعهم السوداء التي اعترف بها وتبرأ منها مؤسسهم الترابي وآخرون من قادتهم.
لا بد أن نذكرهم يوميًا بحربهم القذرة، بجرائمهم ضد الوطن والإنسان، وبخيانة الأجيال التي أورثونا إيّاها. فهل كل هذا لا يكفي لإقصائهم ووضعهم في عزل اجتماعي شامل، يقي الأجيال القادمة شرورهم، ويضمن وجود سودانٍ معافى موحد؟
إن مسؤوليتنا كأجيال مثقفين وكنخب يجب ان نعترف بأننا أخفقنا وأدمنا الفشل أن نؤدي واجبنا التاريخي الاخير بوضع مداميك العدالة، لا من أجل الانتقام، بل من أجل البناء ونبتعد
1. العدالة الجنائية: محاسبة بلا انتقامالجرائم التي ارتُكبت على مدى عقود لا تسقط بالتقادم: القتل، الاغتصاب، الإبادة، الفساد، بيع الوطن وموارده. لا بد من محاكمات جنائية عادلة وشفافة، تُعيد للشعب ثقته في العدالة، وتثبت أن دماء السودانيين ليست رخيصة.
2. المحاكمة الفكرية: فضح المشروع الأيديولوجي العنصري
مشروعهم لم يكن خطأ سياسيًا فقط، بل كان كارثة فكرية قامت على الاستبداد، الإقصاء، واستغلال الدين لأغراض السلطة. علينا أن نحاكم هذا الفكر علنًا:
بكشف تهافته أمام الجماهير.بفضح نازيته وأبارتهايده السوداني.بكتابة تاريخ صادق يحصّن الأجيال القادمة من إعادة إنتاجه.
3. العزل الاجتماعي: تحصين المجتمع
الإقصاء السياسي لا يكفي. المطلوب عزل اجتماعي يمنع عودتهم عبر الواجهات والاختراقات:
لا قيادة في الدولة ولا المجتمع المدني.لا شرعنة لوجودهم في مؤسسات الشعب.فضح يومي لماضيهم القذر حتى يصبح وجودهم وصمة عار لا رصيدًا سياسيًا.
4. ضمانة المستقبل: السودان أمة معافاة
الغاية ليست الانتقام بل تحصين الأجيال القادمة من التكرار. فإذا نجحنا في:
محاكمات جنائية واضحة،
محاكمة فكرية شاملة،
عزل اجتماعي قاطع،
سنضع مداميك سودانٍ جديد، وطنٌ يقوم على العدالة والكرامة، لا على الدم والفساد.
الخاتمة البادئة
الإقصاء واجب ثوري لا ميوعة ليبراليةإن الإقصاء وعزل أعداء الوطن ليس خيارًا ليبراليًا هينًا، ولا ميوعة سياسية تتساهل مع القتلة والجلادين، بل هو واجب ثوري أصيل.
الثورة التي لا تُقصي أعداءها، تُضرب في قلبها وتفقد مصداتها الحامية. أي تهاون معهم هو خيانة لدماء الشهداء وتفريط في حاضر الوطن ومستقبله.



