مقالات وآراء

المفكر الماركسي محمد إبراهيم نقد: الرق والأرض والهوية هم مفاتيح الأزمة والمشكل السودانية

عبد الحافظ سعد الطيب

المفكر الماركسي محمد إبراهيم نقد لم يكتب عن الرق والأرض لمجرد التوثيق التاريخي، بل ليقول لنا أين مفتاح حل الأزمة والمشكل السوداني اليوم موجود في مواجهة جذورها.
فالرق والأرض ليسا ماضٍ انتهى، بل أساس البنية الاجتماعية والسياسية التي ما زالت تحكمنا.

حينما كتب محمد إبراهيم نقد سفرية
“علاقات الرق في المجتمع السوداني”
و”علاقات الأرض في السودان”،
لم يكن يقصد مجرد دراسة تاريخية جافة، بل كان يبحث في جذور التكوين الاجتماعي والاقتصادي الذي صنع السودان الحديث بأزماته وتناقضاته.والبحث عن إكمال اللخمة السودانية
الرق والأرض عند النفكر الماركسي نقد ليسا موضوعين منفصلين، بل وجهان لبنية واحدة: بنية السيطرة والاستغلال، التي تأسست عليها الدولة والمجتمع.

الرق: الإنسان كوسيلة إنتاج

الرق في السودان لم يكن طارئًا ولا محصورًا في سوق العبيد، بل كان علاقة إنتاج حقيقية: السيد يملك العبد كما يملك الأرض والماشية. من هنا تكوّنت ثنائية “سيد/عبد” التي لم تختفِ مع إلغاء الرق رسميًا، بل استمرت كوصمة اجتماعية وعنصرية.
هذا الإرث الثقيل لا يزال حاضرًا في وعينا ولغتنا اليومية: “أولاد عرب” في مقابل “أولاد زرقة”، “أحرار” في مقابل “عبيد”. بهذا المعنى، الرق أنتج بنية استعلاء ودونية ما زالت تمزق النسيج الاجتماعي وتغذي الحروب الأهلية.

الأرض: القاعدة المادية للسلطة

أما الأرض، فهي القاعدة التي بُنيت عليها السلطة السياسية والاقتصادية.

في العصور السابقة للاستعمار، كانت الأرض مرتبطة بالقبيلة و”الحاكورة”.

مع التركية ثم الاستعمار الإنجليزي-المصري، تحولت الأرض إلى ملكية للدولة، تُمنح وتُنزع بالقانون.

بعد الاستقلال، ورثت الدولة الوطنية هذه القوانين، وبدلاً من إعادة الأرض إلى أصحابها، كرست نزع الأراضي عبر الزراعة الآلية والمشاريع الاستثمارية الكبرى.

النتيجة: صراع بين المركز الذي يحتكر الأرض والموارد، وبين الهامش الذي يُنتزع منه حقه التاريخي في الأرض. هذا الصراع انفجر في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ولا يزال يهدد بتمزيق السودان كله.

أزمة الهوية: من منظور عربي/أفريقي، سيد/عبد

من الرق ورثنا العنصرية الاجتماعية، ومن الأرض ورثنا التهميش الاقتصادي، فاجتمع الاثنان ليصنعا أزمة الهوية السودانية:

هل نحن عرب أم أفارقة؟
هل الانتماء إلى العروبة يعني تفوقًا؟
وهل الانتماء إلى إفريقيا يعني دونية؟
لماذا قبلنا بالخديعه  ان  نبحث عن الهوية في الأجناس

هذا الانقسام ليس وهمًا، بل صناعة تاريخية رسّختها مؤسسات الاستعمار والإقطاع، ثم تبنتها الدولة الوطنية حين جعلت الثقافة العربية الإسلامية “هوية رسمية” وأقصت المكونات الإفريقية.لان مؤتمر المائدة المستديرة كان لسودنة السودان تحول لحل ماسمية أزمة ومشكل  الجنوب
بهذا، لم يعد الانقسام مجرد لون بشرة أو لهجة، بل صار تراتبية اجتماعية وسياسية: العربي في المركز، “الزنجي” في الهامش.
مع العلم كلنا كلنا  نعلم ليس هنالك لون ابيض في الطبيعه الأبيض لون الورقة وهو نتيجة مزج كل الألوان
وكلنا نعلم ان ماسميه اسود هو غياب الضوء

نحو وعي جديد: نزع الاستعلاء ونزع الدونية

المطلوب اليوم، إذا أردنا بناء وطن موحد، أن نضع هذه الحقائق أمام الناس بلا حساسية وبلا تجميل:

نعم، كان الرق جزءًا من تاريخنا، وخلّف وصمات لم تُمحَ.

نعم، الأرض سُلبت من أهلها باسم الدولة والقانون.

نعم، الاستعلاء العرقي العربي موجود، والشعور بالدونية الإفريقية موجود.

لكن، الاعتراف لا يعني جلد الذات، بل يعني تحريرها.

على “المستعلين” أن يدركوا أن العروبة لا تمنحهم امتيازًا فطريًا.

وعلى “المستعلَى عليهم” أن يدركوا أن لون البشرة أو الانتماء الإفريقي ليس سببًا للدونية.

الهوية السودانية لا تُبنى على الإنكار، بل على الاعتراف بتعدد الجذور: عربية، إفريقية، نوبية، زنجية، إسلامية، مسيحية، محلية.

الخلاصة البادئة المفتوحة

محمد إبراهيم نقد وضع لنا الخيط الأول: لا يمكن فهم أزمات السودان اليوم إلا عبر جذورها في علاقات الرق والأرض. لكن المهمة الآن تتجاوز التشخيص التاريخي إلى مصارحة وطنية تواجه العنصرية، والتهميش، والتشويه في الهوية.
بكلمات أخرى: السودان لن ينهض إلا إذا تخلّص من إرث السيد والعبد، ومن احتكار الأرض، ومن أوهام “العربي السيد” و”الأفريقي الدوني”.

‫2 تعليقات

  1. الترياق والحل في الاسلام المؤسف ان بعض المتعالمين يرون ان الاسلام جزء من المشكلة .نعم ممارسة من يرفع شعار الاسلام فيها اشكالات جوهرية
    لكن الممارسة البعيدة من الجوهر لا يمكن ان تكون سبب محاكمة للجوهر هذا جانب يخص اهل الصراع شيوعيون /اسلاميين .لاحقا كيزان / قحاطة
    اما جوهر الاسلام والذي يمثل الترياق والحل لاشكالات السودان الاجتماعية فهو موجود في الممارسات الشعبية وعند الطبقات البسيطة الفقيرة ممثل في التكافل والنفير والجودية والزواج البعيد عن اي نظرة قبلية موجود في المساجد في الجمع والجماعات موجود في الخلاوي والتكايا التي تعلم وتوفر السكن والمعاش للطلاب موجود في المجتمعات التي يتركها اهل السياسة ودعاوى الفهم المتعالي في شأنها
    من ادخل هذا الصراع الخواجات وربائب الخواجات اقصد صراع سيد وعبد …… صاحب ارض وعامل على الارض . عندنا في الجزيرة العامل على الارض مستفيد اكثر من من يسمى صاحب الارض او المزارع .
    تعقيدات اهل الثقافة والتعليم هي الاشكال نقد يحاول نقل تجارب درسها على كتب كانت موجودة في اوربا وشرق اسيا تسمى نظام الاقطاع لم يكن في السودان اقطاع بالمعنى الصحيح للاقطاع

  2. الرق كان تجارة لا انسانية في السودان اورثتنا كل هذه الرزايا والندوب الموجودة داخل الانفس السودانية التي عاني اجدادهم من الرق وكانوا رقيق يباع ويشترى الرق هو السبب الاساس لكل ما يحصل في السودان من حروب واقتتال وهو سبب الاحساس بالغبن والحقد والكراهية على القبائل التي عملت في تجارة الرقيق وتجارة الرقيق هي السبب الرئيسي في كل هذه الحروب التي يعاني منها السودان والاحساس بالتهميش والدونية كله مرده لتجارة الرق ومدى معاناة اثنيات محددة من ذل وانكسار ان اجدادهم كانوا رقيق والاسباب الواهية التي يتم تسويقها من على شاكلة عدم التنمية وتقاسم الحكم والسلطة هذا كله عبارة عن شماعة واهية وستارة تخفي وراءها السبب الرئيسي لكل الحروب والتنافر والحقد والكراهية التي تعاني منها اثنيات وقبائل كثيرة داخل الدولة السودانية الحلول صعبة المنال وتحتاج لدراسات ومراكز متخصصة لتجاوز آثار ومصائب تجارة الرق في السودان وتجاوز اثارها على استقرار الدولة السودانية وعدم تجانس شعوبها ونفورهم وكرههم وبغضهم لبعضهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..