الماشة لغير الناطقين بها هى الملقاط لحمل الجمر او الاشياء الاخرى . المقصود بالباشا هو الانسان العادي المتمدن الذي يحسن التصرف ويزن المور بحكمةوكياسة ، وهو صاحب المقدرة على تسيير امور اواطن والدولة . العود سيحترق اذا استخدم في حمل الجمر . العربي والمقصود بها اهل ،، الضهاري ،، او الاماكن البعيدة من الحضر والمدينة ، لا خبرة لهم بامور الادارة والمدنية سيفسد الامر. الانضمام الى الحضر لم يكن محظورا . لقد كان الطلاب الذين يحضرون من الضهاري اكثر من ابناء المدن بكثير في الانضمام الى جامعة الخرطوم ، القاهرة فرع الخرطوم المعهد الفني الخ. الحصول على الوظائف كان متاحا للجميع . خريج الجامعة لم يكن يحتاج ابدا للبحث ، لان شؤون الخدمة تعرف كم سيتخرج ولم يحدث ابدا أن تعرض للعطالة أى خريج من جامعة الخرطوم المعهد الفني او المدارس الثانوية التجارية. .بعض خريجي المدارس الثانوية قد يجدون بعض الصعوبات الى انهم في النهاية يجدون العمل .
وزارة الخارجية كانت تعرض الخريجين لاختبارات مختلفة الا أن الامتحان الذي كانت تجريه جامعة الخرطوم بعيدا عن وزارة الخارجية ، وليس هنالك فرصة للاستعانة بواسطة أو رشوة !! الرجل العظيم الاديب خريج جامعة الخرطوم والسوربون فاروق عبد الرحمن من اهل الابيض ،، مكان ميلادي ،، كان وكيلا لوزارة الخارجية . سكنت معه في منزله قريبته التي تقدمت لوزارة الخارجية ولم تنجح .
الخارجية كانت تقوم بمعاينة وعجم المتقدمين للسلك الدبلوماسي . لسوء الحظ أن الانقاذ كانت توظف كوادرها والكثير من من الاوباش . منهم من اعتقله البوليس لانه كان يتحرش بموخرة السيدات في المواصلات العامة وآخر اساء التصرف مع سيدة في مرقص وثالث كان يشير الى عضوه للمحتجين على سياسة الانقاذ امام السفارة . قطر وظفت الفيلسوف السوداني جمال محمد أحمد وآخرين لتدريب كوادرهم في السلك الدبلوماسي .
من الاشيا التي لايعرفها الاغلبية هي أن كلية الطب لا تقبل الطالب صاحب نوع من الاعاقة . البروفسر مصطفى خوجلي قد سمح لطالب يعاني من شلل الاطفال وتبدوا احدى رجليه معلقةواقصر كثير عن الاخرى أن يدرس في كلية الطب . الطالب كانت عنده مقدرة عظيمة للتحصيل . صار الطالب طبيا . العادة أن الناس خاصة في بلادنا تتوقع ان يكون الطبيب شكلا ومضمونا اقرب الى الكمال .هذا يعطي المريض شعورا بالراحة والثقة .
الدبلوماسيمن المفروض أن يعكس احسن صورة لوطنه . لسوء الحظ شاهدت دبلوماسيين يرتدون مركوب النمر في اوربا حيث يعتبر هذا جريمة يعاقب عليها . البعض ليس عنده فكرة عن توافق الالوان والاشكال في الملابس . الاخوة الدبلوماسيين الافارقة يتمتعون بذوق رائع في ملابسهم .
عندما كنا ندرس العلاقات الدبلوماسية في براغ .شاركني عبد الباقي حسن الذي بدأ الدراسة في جامعة الخرطوم مع شقيقتي ابتسام لها الرحمة . بعد السنة الاولى استوعب في بعثة دراسية في براغ . كان يداعبني باني سادخل وزارة الخارجية بسب واسطة اهلى وسيحرم هو .
ماحدث هو انه عندما كان عبد الباقي حسن من الزومة دهاسيروالذي كان يشارك الزراعي صلاح عبد الله في الغرفة 237 مدينة استراهوف الطلابية براغ والاخ العزيز مارك من الدينكا زميلنا في الجامعة وسكن مع منوابيج والذي يحمل اسمه ابني منوابيج في الغرفة 230، كانوا في خارج السودان كدبلوماسيين ، كنت انا اعمل كعتالي في مواني اوربا .
الكلام الممجوج عن ا اهل الحظوة أو النخبة واهل الهامش لا يصدر الى من بعض المرضى . الدليل هو أن اهل الهامش قد حكموا السودان لاربعة عقود …. اين نحن الآن ؟؟ لقد قال الكيزان عندما سرقوا السلطة بعد أن غدروا بالصادق الذي استحمروه ، نحن نفتخر بانوما فينا واحد من العاصمة …… تصور !! بعض قدماء السفراء كانوا يتحدثون عن ،،ترييف ،، وزارة الخارجية لأن العربي ما ببقا باشا . بعض الدبلوماسيين قد تصرفوا بدون اوتيكيت او معقولية . مثل ممارسة استخدام الطلح والشاف في عملية الدخان في مواعين ضخمة في شقق . وشاركهم بعض السودانيين حتى من المتعلمين في الخليج . سمعت ان بدو الامارات قد تمدنوا سريعا وصار اعلى كعبا في الهندام طريقة الكلام وتناول الطعام الخ . يقولون ….. ان السودانيين المستاجرين ،، يخيسون ،، العمارة . مشكلتنا ولا ابرئ نفس اننا نصر على عاداتنا وطريق تصرفاتنا لاننا لا نريد ولا نقدر على تغييرها .
سمعنا عن احد اهل الهامش،،بيضت ليه في قفص ،، وصار رجل اعمال كبير صار له مصنعا للصلصة وبعض المعلبات وجد العمال يستخدمون الصفيح الذي تصنع منه العلب طالبهم بتغيير الوجه الآخر من الصفيح لانه اجمل . النتيجة كانت كارثية . التمكين بدا في عهد نميري ولم تعد الكفاءة كافية . من الاشياء المضحكة المبكية أن اعلى سلطة في الدولة تجلس في برلمان يضحك الزوار الاجانب عندما يشاهدونه . لا تنسى اننا من كنا نرسل خيرة ابناءنا للحرب ضد اسرائيل . كالعادة نحن ملكيين اكثر من الملك . مبنى مجلس الشعب السوداني هو صورة طبق الاصل يمكن ان تشاهدوها في اسرائيل وما عرف بالكنيست . من الموكد أن من وافق على الخرطة لا دخل له بالمعمار أو السياسة المعلومات العامة . ابتاع بعض الكيزان كميات من فسائل النخيل وبعد غرسها لا حظ النائب لرئيس الجمهورية ابن الخال بكري حسن صالح انها كلها ،، ضكور،، لانه ابن مشو العظيمة . عبد الرحيم الدفاع بالنظركان خلف مباني ،، جامعة ،، الرباط التي انهارت سفكت فيها دماء وتحطمت اغلى المعدات . وعبد الرحيم خير من مثل مهزلة تمكين اهل الهامش . هذا الكائن كان وهو زير الدفاع السوداني يلوح بالعلم المصري بعد أن ،،استرجع ،، جيش الكيزان بلدة ،، بانتاو بلدة النوير مثل اختها الكبيرة بانتيو احد سبعة من مراكز اعالي النيل التي يتواجد فيها مفتش مركز. غير النميري أسم بانتاو الى هجليج .
حكى بابكر بدري انه كان ياخذ انجب الطلاب من مدرسة رفاعة للانضمام الى الكلية التي كانت في امدرمان شارع الموردة . احتج المدير وقال لبايكر بدري …. الكلية دي ما عملوها لاولاد رفاعبس بس … قال بابكر بدري …. انا بجيب اولادي لو ما في خانة ليهم انا برجع بالباقين . وافق المدير ولم يرجع سوى طالب واحد ليس لعدم معرفته بالدروس ، ولكن لانه كان قميئا . المدرس المتخرج من الكلية يجب أن يكون حجمه مظهره وشخصيته تتحيح له الحصول على احترام الناس . كمدرس يوظف حسب لوائح وشروط ثابتة .
عبد الكريم محمد بدري اخ بابكر بدري من والده حرم من الالتحاق بالكلية بالرغم من انه كان اطول واضخم اخوته . السبب هو أن الطبيب قد شخصه كانسان بقلب ضعيف . اتجه عبد الكريم بدري لمهنة الخياط الافرنجي . واكتشف فيما بعد ان التشخيص كان خاطئا . صار عبد الكريم المعروف بالعم صرافا مسؤولا عن مالية الاحفاد وضاعت عليه فرصة التخرج كطبيب مهندس او قاضي .
الدكتور قاسم ابراهيم قاسم مخير ،،دارفوري ،، وحامل درجة الدكتوراة من الجامعة الامريكية . رفض انضمامه الى طلبة الصيدلة في الجامعةالامريكي في بيروت . اثبت الكشف الطبي بانه مصاب بمرض السكري في مرحله عالية . بالصدفة تواجد طبيب عجوز كان عنده خبرة طويلة . عرف أن قاسم من السودان وله تجارب مع السودانيين . سأله اذا كان قد اكل الكثير من السكريات اللبنانية الشهية . الاجابة انه بعد كل المعجنات الشهية اضاف اليها كيلوجراما من العنب . طلب منه الطبيب العجوز ان يعود بعد يومين بعد أن يكون قد امتنع من اكل الحلويات .كان هذا يحدث لكل الطلاب من السودان حيث كان سعر كيلو العنب في السودان يساوي 60 قرشا ويومية العامل هى 20 قرشا .
هنالك قوانين لوائح لكل مدرسة منظمة مصلحة وزارة الخ . الا أن الانقاذ قد تقيأت على اللوائح القوانين او العقل . من يصفون انفسهم بالمهمشين يريدون أن يتخطوا كل هذا الا يحدث ما حدث اليوم . لقد شحنوا عقولهم أن كل ما توفر لاهل العاصمة منهوب منهم .
الانجليز كانوا يفضلون لحد معقول تجنيد ابناء نوبة الجبال في القوات النظامية . لأن اجسامهم مترابطة عضلة الساق ممتلئة بسبب تسلقهم المرتفعات ،على عكس الكثر من بقية السودانيين . لهم رئة قوية بسبب تواجدهم في مناطق مرتفعة الخ . لم يكن يوظفون النوبيين الا قليلا في البوليس او السجون . الدناقلة والمحس وبقية النوبيين كانوا كما قال لي رجال بوليس ضباط بوليسوقضاة ….. النوبيين حنينين وبعضهم يتساهل مع المتهمين خاصة اهلهم النوبيين . الموضوع كثيرا ما يحتاج لمن يطبق القانون على شقيقه . انحنا عاوزيبن ناس ،، ادني اسمك ولا قولي رافض!!
رايت اهل البادية من غرب السودان يأتون بقطعانهم ومنازلهم التي يتم تفكيكا في ساعات الي النيل الابيض في شمال اعالي النيل هربا من انعدام الكلأ في فترة الصيف . يأتون للمشاركة في لقيط القطن واعطاء قطعانهم فرصة لتسمن على شجيرات القطن بعد عملية اللقيط . يعودون الى مواطنهم محملين بما يحتاجونه من اغراض والنقد في جيوبهم .
بسبب انتسابي الروحي للدينكا كنت احتج لدرجة الغضب في مشروع بركة العجب طيبة القيقر ابخدرة الرنك الخ ، على عدم اتاحة تلك الفرصة للدينكا اصحاب الارض التي يسـتأجرها اصحاب المشروع من الحكومة . الرد كان وكما عرفت من الدينكا انهم لا يستطيعون ممارسة تلك المهمة بسبب طول قامتهم وقصر الشجيرات، والصبيان والفتيات هم الاسرع في عملية لقيط القطن . . كما ان الدينكا يفضلون رعى البقر والزراعة كحرفة اولى ليست من خياراتهم .بل أن الكثيرون يعتبرون أن مهنة الزراعة تعتبر منقصة من الانسان .
ليس هنالك بشر اكثر تهميشا من اهلنا الرباطاب وابناء عمومتهم المناصير . اورد بابكر بدري أن والده محمد ود بدري يحمل اسم خاله وابن عم والده بدري. ارسل الى خاله لانهم كانوا يعانون من الفقر المدقع . وعندما عاد بعد سنين لم يعرفه اهل الجزيرة في الرباطاب، ثم وصفوه باسم خاله وصار يعرف بود بدري ولهذا صرنا نحمل اسم ابناء عموتنا . محد ود بردي كان يحكي عن الفقر الجوع الذي تعرضوا له . كان وهو صغير يعمل في الزراعة لدرجة انه كان عندما تحضر والدته طعام العشاء يسقط نائما من الارهاق ويده في القصعة . ويواصل الاكل بعد الغفوة . عندما ساله بابكر بدري…. انت يا ابوي ما خايف يكون جا كلب ودخل قدومو في الاكل ؟؟ الرد كان …… كلب يجي الرباطاب يعمل شنو ؟؟
جدودنا كانوا يخاطرون بحياتهم دائما .يصطادون التماسيح لاكلهم ويبيعون جلودها وقد تفترسهم التماسيح . كانوا يذهبوب الى اعالي نهر اتبرة يقطعون الاشجار لشهور ثم يربطون الاخشاب كطوف ويركبونه الى المدن ويبيعون الحطب المروق الرصاص الخ. ونفس الشيئ كان يحدث في النيل الازرق . التماسيح كانت تختطف بعضهم او تتحطم ارجلهم ويموتون عندما يسقطون من الطوف الذي سيحقهم مع الشاطئ .
عندما انتقل ود بدري واصحابه الى اعالي النيل الازرق صار المركز هو رفاعة . ترك بابكر بدري الرباطاب وعمره اربعة سنوات جالسا خلف عمه محمد على على حمار الى رفاعة . عند غياب والده كطوافي كان الجوع يفتك بهم لم يكن يتوفر لهم سوى دقيق الذره الذي يخلطونه بالصمغ الذي كان يحضره اخوه سعيد على ثوبه . وقتها لم يكن عند اغلب الناس اى ملابس سوى التوب . بابد بدري الصغير كان يقوم بمص الصمغ الذي التصق بتوب اخيه بسبب الجوع . لا يزال اهل شمال السودان من اكبر المهمشين .
اذا كان التهميش الظلم يعطي الانسان الحق في القتل والنهب حسب شرع الجنجويد هم اهل الوسط المظلومين ، الا أن المدنية والمعقولية تمنعهم ، وهذا ما يعتبره الجنجويد نوعا من الجبن والخنوع . قبل الاستقلال كان آل المهدي ياتون بالمغيبين من اهل الغرب ليجرحوا او يقتلوا من يعارضون آل المهدي والطائفية . النوع الآخر من اللصوص ومن عرفوابالختمية او المراغنة والذين يزعم كبيرهم انه الختم ، أو خاتم الاولياء ولا ولى بعده . المهمشوب هم من فرض الطائفية بالقوة وساعدوهم في نهب الدولة وعاشوا مثل الملوك .واهل الوسط اكثر من تعرض لعنف البادية .
اتى اهلنا من الشمال لم يجدوا الحليب والشهد . لقد عملوا بحهد ونشاط . اكبر عقبة واجهوها في طريق التطور والانطلاق كان الفؤوس السكاكين والعكاكيز التي يحملها اهل الهامش من غرب السودان الذين يتحركون مثل الحشاشين في التاريخ على استعداد للموت من اجل آل المهدي . بمساعدة المهمشين خاصة اهل الغرب تم تسليم السلطة الى الجيش السوداني بموافقة حتى الميرغني . من يحاكم من ؟؟
اقتباس
ألى الاخ الابن جناب ضابط البوليس أحمد الزبير جاه الله ابن امدرمان مع التحية والاحترام .
بعد تواصل قبل يومين ذكرني باخيه شرطي المرور ابو داؤود الذي ذكرته في كتاب حكاوي امدرمان، لانه كان حبيب امدرمان يفرح الناس لمشاهدته مهمته كانت المساعدة والعلاج وليس النهب والاضرار . والده الزبير جاه الله والعم وبطل طفولتنا الشاويش ميرغني والشهيد راخي شجر مطر . وكما عرفت من اخي احمد الزبير جاه الله ان الثلاثة قد استشهدوا اثناء تأديتهم للواجب في 21 اغسطس 1961 في حوادث المولد عندما اتو بالانصار المخدوعين بعد أن سلم حزب الامة بمعرفة على الميرغني السلطة لحكومة عبود في 17 نوفمبر 1958.
الابطال الثلاثة قبورهم متجاورة في البكري بالقرب من قبري الازهري ومبارك زروق بالقرب من استراحة ابو العلا .
نهاية اقتباس
من الذي سيعوض الزوجة الوالدة والايتام . هل كان الشاويشية الثلاثة ورجال البوليس من النخبة واهل الحظوة والثروة . في حوادث اول مارس 1954 الذيين ذبحهم من احضرهم آل المهدي وهم 4 الف عندما كان كل الجيش السودان يمثل 7 الف من البشر فقط . من تعتبرون انفسكم من المهمشين من همشكم هو رجال الطائفية ، وغدا في حولية مريم الميرغنية ستمتلئ الطرقات بالختمية . وسيهرع الآلاف للوقوف في طوابير بعد دفع البياض للثم يد المراغنة . وسيتبرك الكثير من اهل الغرب النيل الابيض للحج الى قبة المهدي . وبدلاعن الهجوم على الكيزان الذي اعلنوا عداءهم لاهل العاصمة خاصة ، نهبوا سرقوا اتوا لكم بالدعم السريع اغتصب نساءكم بطريقة ممنهجة حرقت قراكم دفنت آباركم قتلوا حتى الحمير . واليوم تسبحون بحمد حميدتي وعبد الرحيم وغيرهم .
العاصمة لم ترفض اى قادم جديد خير مثال كانت العباسية . كنما اخوة لا يفرقنا دين لون هوية منصب او ثروة .
اتى الناس بعد بناء العاصمة في بداية القرن الماضي وكان كل شيئ متوفرا على عكس من اتوا في نهاية القرن التاسع عشر .
المهمشون وجدوا المدارس التعليم المجاني العلاج المجاني الامن الشرطة صديقة الشعب قانون عقوبات السودان الذي كان من افضل القوانين و الذي يطبق على الجميع . وجدوا العمل المتوفر الماء الكهرباء . حق الاضراب النقابات وخير خدمة مدنية . مدارس للكبار لتعلم القرائة والكتابة ……محو الامية . يتخرج الطالب بعد سنتين من معهد البريد النقل الميكانيكي الخ وهو في السابعة او الثامنة عشر ومرتبه يساوي 24 حنيها و45 قرشا . بعد 12 سنة يصل مرتبه الى 40 جنيها قطعة الارض في الثورة تساوي 30 جنيها فقط الخدمات مسؤولية البلدية .ميزانية التعليم والعلاج كانت تعادل 25 % من ميزانية الدولة . ماذا ستعطي حكومة الكيزان او والوجه الآخر من المصيبة البشعة التي هى الجنجويد ؟؟
اقل اجر كان 12 جنيبه سوداني وهذا ما يتلقاه الكناس مثلا . هذا يعني 1200 رغيفا او 300 رطلا من زيت السمسم النقي او80 كيلوجرام من اللحم . اجار المنزل بغرفتين وصالة من 3 الى 5 جنيهات .
الاخ صلاح عبد الجليل المقيم في كوبنهاجن ولهم اسرة كبيرة في امبدة اتت من دنقلا .اخبرني أن والدهم واحد اهلهم قد كانت بدايتهم كفتيرة الشاي التي يجوزبون بها في السوق . والآن من الاسرة بعض الاثرياء . السر قدور العبقري طيب الله ثراه الذي اطالب كل الوقت باطلاق اسمه على شارع كبير او صرح اعلامي ، بدأ حياته كسقى بحمار في الدامر . اختلف في النهاية مع صاحب الحمار لأن صاحب الحمار طالب بأن تقسم حصيلة اليوم الى ثلاثة عيدان عود للمالك عود لي السر وعود للحمار . لم يقبل السر . اتى السر الى امدرمان وعمل كفراش في نادي حى البوستة الثقافي . الفريق شرطة عمر قدور اتى من الدامر لم يحتاج لأن يكون من اسرة ذات مال وحسب لكي يصير فريقا حقيقيا وليس فريق حلا . السر بعبقريتهتعلم بالاختلاط بالمثقفين صار صحفيا ومن اميز ابناء امدرمان . شارك في افلام ومسرحيات في مصر والسودان وله قصائد سيرددها السودان دائما .
اجمل حى واميز فريق في امدرمان اصحابه يمتلكون افخر المنازل من الحجر والطوب السدابة . انه فريق ريد الذي تمثله الطابية منتزه الريفيرا بوابة عبد القيوم الدايات دار الرياضة شاطئ النيل الخ . كان اغلب سكانه قد اتوا من دارفور جبال النوبى جنوب السودان الخ . انهم آل زاهر سرور الاسرة الاميز في كل امدرمان منهم اول طبيبة سودانية من الفور الكنجارة زميلتها في التخرج كانت ذروة وتحمل كذلك دماءالفور شقيقة ذروى هى تكوى اول صحفيىة ومالكة لمجلة نسائية . من الحى آل كافي ، آل الله جابو آل الماظ ، اسماعيل سالم . وبالقرب من فريق ريد سكن اعظم الضباط في افخر المنازل مثل العم عبد الله امام والد قاضي المحكمة العليا عبد المجديد امام بطل اكتوبر . آل جوزهر وآل يسوميت . وقتها سكن كل اهل امدرمان في منازل الجالوص قبل ظهمر الملازمين وغيرهم .
امام السردارية وجنوب المجلس البلدي ظهر كشك صغير للاخ الجنتلمان حسن قرشي لبيع شربات الليمون فقط . اجاد صنعته وصار يضرب بليمونه المثل . بعد فترة قصيرة تم بناء كشك ضخم كلف بنائه 70 جنيها وهذا مبلغ كبير جدا . كثر الرواد البعض كان يحضر من بعيد . تم تدشين فرع جديد في الموردة اداره حسين قرشي . صارت الاسرة التي اتت من جنوب النيل الازرق من اعلام امدرمان .
يذكرني شقيقي بابكر بدري أن الاخ محمود الذي نعرفه منذ طفولتنا هو خال ابناء حسن وحسين قرشي . في ايام الاحزاب الاولي كان الكثير من السياسيين يتجمعون في منزلنا في حى الملازمين ومن العادة ان تكون هنالك موائد للشاى مصحوبة بالكيك والبسكويت . وقد يبقى البعض للعشاء كان محمود يقوم عملية الكيترينق . كنت وقتها في السادسة من عمري . عندما استلم محمود الظريف الذي كنت التصق به دائما حقه المالي طلب من امي أن تعطيني شلنا من نقوده . لا ازال احس بحلاوة الشلن الذي اشتريت به لاول مره علبة صغيرة للاقلام الملونة . عرفت مناخي بابكر أن أيمن ابن محمود قد صار له مكان رائع للعصائر . هكذا تكونت امدرمان .
بالقرب من مقهى جورج مشرقي كان مقهى يوسف الفكي المواجه لسينما الوطنية من الغرب . يوسف الفكي اتى الى امدرمان كشاب صغير وعمل عند العم احمد خير والد المحامي الضخم صديق احمد خير الذي كان له مقهي في الشارع الضيق شمال السينما . احمد خير قال أن ستة من زبائنه صاروا وزراء في اول حكومة سودانية . يوسف الفكي بعد أن تعلم الصنعة افتتح ما عرف بقهوة يوسف الفكي التي على شارع الموردة ووظف اخوته . في تلك القهوة لا يصفق الزوار لأن الجرسون يأتي مباشرة وفي اغلب الاحيان يعرف طلب الزبون . تلك القهوة صارت اشهر مقهي في كل السودان فيها يلتقي خاصة الكثير من المتعلمين والموظفين . شقيق يوسف الفكي كان يبيع الفاكهة خارج القهوة ، يترك الناس عنده مذكرات او توصيات لآخرين . لان القهوة قد صارت اكبر مكان لتجمع الناس ويمر بها الجميع بجوار القهوة كان الحلاق رحمة الله صاحب صالون الفن لاهل الفن .
قديما كان اسم الباسطة يقترن بالاخ ،،بين مكوار ،، اسم مكوار اطلق في البداية على الخزان وعندما طالبت اسرة مكوار على نصيحة شخص جاهل بتعويض على استخدام اسم جدهم ، كان القانون في العشرينات بجانبهم فحتى في زمن الانجليز كان القانون يطبق على الجميع . هل سيحدث هذا عندما يحكم حجميدتي ورهطه . اليوم يشتكي المسرية وبن هلبة وغيرهم من ظلم آل دقلوا . قام الانجليز بتغيير الاسم الى خزان سنار . بين كان يقضي كل النهار في تحضير الباسطة والكنافة في الفرن عند حائط زريبة العيش الجنوبي . وبعد ادخال الصواني للفرن يأتي لمشاكستنا في مقهى مهدي حامد وصاحب المطعم كذالك وهو من الوافدين . بين يخص بالشتائم الاخوة العجلاتيىة عبد الرحمن ككس والطيوبة الملاكمين والنيع وخلف الله اب كرك . في المساء يكون صارما لا يهاتر ولا يتحدث . اشتهر لانه بينجض شغلو . لا تزال امدرمان تعظمه . لانه لم يحضر وفي عينيه ود وحب وليس لؤما شرا وحقارة ويحمل كلاشنكوف .
الحماري خوجلي كان مميزا بسيقانه التي تصل الارض وهو على ظهر حماره ويرتدي برنيطة من الزعف . ابنه الطيب كان صبي عجلاتي يتلقى 15 قرشا في اليوم . بدأ العمل كعجلاتي في زقاق الاسكلة بدون دكان . عمل مع بعض الهنود ثم صار من اكبر مستوردي الدراجات وله عمارة ومن اثرياء امدرمان . الطيب الآخر هو الطيب سيد مكي ملك الحلويات . بدأ حياته كبائع للفاكهة . اليوم يمتلك عدد كبير من المحلات وانتقل بعمله الى الخرطوم . امدرمان لم تأخذ فقط كما يزعمون بل كانت دائما ما تعطي المهمشين والنازحين . جدودنا حضروا من الهامش كنازحين وجدنا الالفة الحب والاخاء الصادق والطمأنينة .
كتبت في حكاوي امدرمان انني انتشيت في حولية الادريس عندما قمت بتحية العم عبد الرحمن المعروف بمريخ . لانه رد على باسمي وامتلأت فخرا . العم مريخ كان يدفع بعربة مليئة بانواع مختلفة من التسالي الفول الخ . نجده امام دار الرياضة ثم يدفع بالعربة الى امام السينما الوطنية ويجلس لشرب كوبا من الشاي في مقهى يوسف الفكي ، ثم يتفرغ لرواد السينما وبعد التاسعة مساء ومع بداية الدور الثاني يدفع تلك العربة التي اثرت على طريق مشيه الى الموردة . أحبته امدرمان كأحد اشرف واجمل ابناءهاعندما كنت اعمل كعتالي في مواني اوربا كنت افكر في كدح العم مريخ وآخرين والمشوار الطويل الى الموردة . العم مريخ ،احبته امدرمان كان احد المشاهير , فرحت عندما عرفت ان ابن العم مريخ قد صار طبيبا .
العم /الاخ صالح في حى البوستة اكتسب شهرة في عمل الفول مثل احمد سعد في ود نوباوي وفول الجان وعشرات من اساطين الفول . صالح صار مشهورا ومن اعلام امدرمان ابنه فارس صار طيارا . العاصمة خاصة امدرمان تحتضن كل من ياتيها يتقبل قوانينها الغير مكتوبة ويتبع رزمها وايقاعها ويصير في رمشة عين احد ابناءها وينتمي اليها.
كركاسة بعد طول غياب احل بي الاخ احمد قسم الله سعد وشقيقه جعفر احد ركائز برلين . السب كان تأبين التلفزيون الدنماركي للفنانة ناتاشا سعد التي ماتت بطريقة مأساوية، في حادق حركة في جمايكا . سأكتب عنها قريبا .
أثناء النقاش تطرقنا لفظائع الجنجويد في العاصمة .حادثتان اعتبرتهما افظع من فظائع النازيين . مهندس معماري عمل في البحرين ويعمل في كندا حضر ليعيد مع شقيقه المعاق في كافوري دخل عليه بعض الضباع البشرية وبعد النهب ارادوا أخد سيارة الاخ المعاق التي مزودة بمعينات خاصة . قال لهم خذوا البوكس او العربة الثانية رفضوا وقالوا أن مزاجهم في سيارة المعاق . عندما صار يحاول اقناعهم اردوه بطلق امام شقيقه المعاق . للظروف السيئة التي خلقها الجنجويد اضطر الجيران على دفنه داخل المنزل .
طبيب لواء يسكن في امدرمان دخل عليه صبية من الجنجويد وطلبوا منه وزوجته أن يغادروا المنزل في دقائق . عندما اراد أن يأخد غيارا من ملابسه بدلا عن العراقي والسروال قالوا له غيار تعمل بيه شنوا، كفاية اللابسو ده.
وحوش الانقاذ لا صلة لهم بالانسانية الدين والمعقولية . الا انهم اتو بمن هم اسوأ منهم . الاثنان ماهم الا كائنات لم نعرف اسوأ منها سوي جهادية ود تورشين.
