مقالات وآراء

السودان على أعتاب فجر جديد: بشارة بيان الرباعية

 

جاء بيان الرباعية الصادر في ١٢ سبتمبر (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات) بمثابة بارقة أمل وسط الظلام الدامس الذي يعيشه السودان منذ اندلاع الحرب. فالمبادئ التي تضمنها البيان تمثل خارطة طريق واضحة لإنهاء النزاع، وإعادة الاعتبار للشعب السوداني باعتباره صاحب الكلمة الفصل في تقرير مستقبله.

البيان شدد منذ البداية على سيادة السودان ووحدة أراضيه، رافضًا أي حلول عسكرية لا تجلب سوى المزيد من الخراب والدمار. والأهم من ذلك، أنه وضع حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية في صدارة الأولويات، داعيًا الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار وفتح كل المسارات الممكنة أمام الإغاثة.

لكن النقطة المفصلية التي تميّز هذا البيان عن غيره من بيانات المجتمع الدولي، هي حديثه الصريح والواضح عن ضرورة إبعاد الجماعات المتطرفة العنيفة المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين عن أي دور في تقرير مصير السودان. هذه الجماعة التي مارست التضليل والهوس الديني عقودًا من الزمان، وأدخلت البلاد في أتون الحروب والانقسامات، آن لها أن تُقتلع من أرض السودان اقتلاعًا، لتعود البلاد إلى روحها السمحة وإلى جوهر دينها الصافي.

فيا لها من بشارة للسلام والتحول المدني الديمقراطي، إذ يبشر البيان الشعب السوداني بمرحلة انتقالية جديدة، تقود إلى حكومة مدنية مستقلة ذات شرعية ومساءلة واسعة، خلال فترة زمنية محددة، لتكون معبرة عن تطلعات السودانيين في الحرية والسلام والعدالة. هذه هي البشارة الكبرى: أن زمن العسكر والميليشيات والجماعات المتطرفة يوشك أن ينتهي، وأن السودان مقبل على سلام حقيقي وعودة للحكم المدني. على خطى الرؤية البصيرة للأستاذ محمود محمد طه، الذي بشّر قبل عقود بضرورة التخلص من جماعات الهوس الديني التي اختطفت الدين لخدمة السلطة، وقال إن السودان لا يمكن أن ينهض إلا إذا تحرر من قبضة هؤلاء. واليوم يأتي بيان الرباعية ليؤكد هذه البشارة عمليًا، حين يعلن بوضوح أن مستقبل السودان لن يُملى من قبل الإخوان المسلمين ولا من قبل أي جماعة متطرفة، حيث “سوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعًا” لنخطو نحو سودان جديد خالٍ من الهوس الديني البغيض.

إن ما خرج به اجتماع الرباعية ليس مجرد بيان سياسي، بل هو بشارة بفجر جديد، يحمل الأمل في وقف الحرب، وفتح ممرات الإغاثة، وإطلاق عملية انتقالية نحو الدولة المدنية. وهي فرصة تاريخية يجب على القوى المدنية السودانية أن تتلقفها، وأن توحّد صفوفها لإعادة بناء الوطن على أسس الحرية والكرامة.

لقد عانى السودان طويلاً من ويلات الحروب والأنظمة الشمولية والهوس الديني. واليوم تلوح في الأفق بارقة تبشّر بسلام قريب، وباستعادة البلاد لمكانتها بين الأمم الحرة. هذا هو عهد جديد، حيث ينتصر صوت الشعب على صوت البندقية، وصوت العقل على ضجيج الهوس.

‫3 تعليقات

  1. أن مستقبل السودان لن يُملى من قبل الإخوان المسلمين ولا من قبل أي جماعة متطرفة، حيث “سوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعًا” لنخطو نحو سودان جديد خالٍ من الهوس الديني البغيض.

    إن ما خرج به اجتماع الرباعية ليس مجرد بيان سياسي، بل هو بشارة بفجر جديد، يحمل الأمل في وقف الحرب، وفتح ممرات الإغاثة، وإطلاق عملية انتقالية نحو الدولة المدنية. وهي فرصة تاريخية يجب على القوى المدنية السودانية أن تتلقفها، وأن توحّد صفوفها لإعادة بناء الوطن على أسس الحرية والكرامة لتفويت الفصه علي السفله والعفن ارهابيي العالم والسودان .!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..