مقالات وآراء

خطوات الآلية.. وبيان الجذرية..!

وائل محجوب

• أطلعت على بيان تحالف التغيير الجذري الذي أصدره تعليقا على قرار الآلية الرباعية، وهو بيان متعجل في تقديري، وبدا للوهلة الأولى كأن من صاغوه لم يطلعوا على البيان مثار التعليق كما انه حوى تخليطا يستوجب الرد عليه.
• استهل كاتبو البيان ردهم بالتأكيد على ان القرار يمثل “انتهاكا لسيادة السودان واستقلالية قراره الوطني، وانه يمثل محاولة مكشوفة لفرض وصاية كاملة علي شعبنا، وعلي ثورته الخالدة، وعلى سيادة بلادنا، واستمراراً لمحاولة لتوجيه قرارنا الوطني، ورهنه لصالح دول الرباعية وتطلعاتها”.
• وذلك قول من المدهش أن يصدر عن تحالف التغيير الجذري، فما هي سيادة السودان وما هو تعريفها، وما هو القرار الوطني وأين يتمثلا منذ إندلاع الحرب، بل قبلها منذ انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م، وما هو موقع الشعب صاحب السلطة في كل هذه المعادلات من لدن الإنقلاب وحتى إندلاع الحرب، وانبثاث الجيوش والمليشيات في كل انحاء السودان، وأين هو موقع السيادة والقرار الوطني، الذي يشكو التحالف من محاولة الوصاية عليه، ومن يمثلهما في ظل اختطاف الدولة وقرارها وسيادتها وشرعية حكمها المنتقصة، برفض الإتحاد الأفريقي لوجود السودان كدولة، طالما خالفت ميثاق الإتحاد الأفريقي وانزلقت للانقلاب والإحتراب..؟!

• لقد أهمل التحالف تحليل بيان الآلية الرباعية وما أحتواه من مطالب جذرية تتماهى مع خطابه، وذلك لا يمكن تفسيره الإ بأن من صاغوا ذلك البيان لم يكلفوا أنفسهم عناء الإطلاع على ما أحتواه بيان الآلية الرباعية “وقد تحاشيت تسميتها بالوصف الذي يليق بها كخارطة طريق، لأغراض النقاش المفيد”، والذي تضمن فيما تضمن؛
– التأكيد على انه لا يوجد حل عسكري قابل للتطبيق لهذا الصراع.
– رفض الدول الأربع لأي مشاركة لأطراف الحرب جميعها، وعلى رأسها الجيش والدعم السريع ومسانديهما في حكم الفترة الانتقالية، أو تحكمهما في السلطة، كما رفضت الإقرار بشرعيتهما الحالية والمستقبلية.
– إتخذت موقفا واضحا من محاولات سيطرة الإسلاميين على الدولة ومحاولة هيمنتهم عليها بشكل قاطع، ورفض وجودهم في أي معادلة مستقبلية، وهو مطلب رئيسي للثورة التي أسقطت حكمهم في ديسمبر، ومن مسببات هذه الحرب الكارثية.
– تمسكها الواضح بسيادة السودان ووحدة اراضيه ورفض أي مخطط لتقسيمه، وذلك يعني بوضوح رفضها الاعتراف بشرعية أي سلطة يمثلها ايا من طرفي الحرب الرئيسيين، وذلك الموقف لرفض الاعتراف بشرعية إنقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م.
– الدفع بإتجاه فتح جميع الممرات لتمرير الإغاثة لملايين السودانيين عبر عملية انسانية من كل إتجاه للسودانيين.
– رفض البيان تدفق الأسلحة من كل الأطراف لساحة الصراع، وأتخذ موقفا واضحا برفض ذلك، والتشديد على ذلك الموقف.
– وقف إطلاق نار مؤقت لثلاثة أشهر يستهدف العمليات الإنسانية، يقود لوقف إطلاق نار دائم وتترتب عليه خطوات بدء حوار مدني يفضي لتشكيل حكومة مدنية كاملة السلطات والصلاحيات.
– تسمية حكومة مدنية كاملة السلطات كحكومة انتقالية، مع الرفض الواضح لتجيير الإنتقال لمصلحة قوى حزبية أو سياسية “مع عدم تحديد تصورهم لذلك حتى يتم اتهامهم بتنسيق عملية هبوط ناعم أو خلافه”.

• أود أن اتوجه باسئلة مباشرة للمنتمين لتحالف التغيير الجذري؛ أي هدف من أهداف بيان الآلية الرباعية هذا يخالف تصوراتكم لوقف الحرب وللإنتقال على أقل تقدير في ظروف وقف الحرب هذي، وأي بند قد حوى من هذه البنود مخالفة لمطالب ثورة ديسمبر وأثار ما عبر عنه بيانكم، ودفعكم لإصدار هذا البيان المحير، وكيف يمكن إصدار موقف معادي لحراك اقليمي ودولي حدث فيه تحول كبير لصالح مطالب الشعب وثورته، دون تفاعل يستحقه مع ما طرحه من تلاقي مع ما تنادي به القوى الثورية السودانية، منذ إندلاع الثورة دون أن تدرك مقاصدها.. مع تأكيدي على حقكم في توضيح مواطن الخلاف.

• إن ما نحتاجه جميعا استيعاب جديد لموقع وموقف القوى الأقليمية والدولية، ومواقع القوى الديمقراطية الداعمة للثورة على المستويين الأقليمي والدولي التي تتحرك على مستوى العالم، في مسار هذه الحرب، التي من الواضح أن مختلف قوانا الداخلية وقد استمرت لقرابة ثلاث سنوات أعجز من أن تتصدى لها بغير إسناد إقليمي ودولي، وهي قوى حية وكبيرة وتتحرك جنبا إلى جنب إسنادا للشعب السوداني في معاركه في رفضه للحرب وفي مواقفه الرافضة للطغيان، والتي تؤثر على مواقف صناع القرار، وتفرض على الحكام الانحياز لقضايا الشعب السوداني وما انفكت تثير القضايا، داخل دولها لتجبر الدول لإتخاذ قرار مختلف وملبي لطموحات الشعب، وتلك قوى ذات أثر، ويكفي فقط تأمل ما سيصدر الشهر القادم من قوانين بحق الحرب وتجارها على مستوى العالم.

• يجب أن نتحرك جميعا بإدراك تام لحجم الضرر والخراب والدمار الذي حاق ببلادنا، والانهيار الذي خلفته هذه الحرب وكلفتها الباهظة على السودان وأهله، وأن نعلم جميعا ان الهدف الرئيسي لأطرافها هو تعديل قواعد الملعب السياسي بملعب حربي، لن تقوم فيه قائمة للقوى المدنية وفق مفاهيمهم القاصرة، وما من سبيل لإستعادة الملعب السياسي ودحر مخطط قوى الثورة المضادة بغير استعادة الرشد والفهم السليم لما يدور من حولنا جميعا، وفهم تقاطعات المتغيرات والتفاعل معها بذهن مفتوح.

• وأن ندرك أن السياسة تقتضي التعاطي مع الأخرين دون إنغلاق وانحباس في التعامل مع الوقائع الجارية وفق مواقف مسبقة، وهذا ما فارقه بجلاء بيان قوى التغيير الجذري الأخير، رغم ما حوته مواقف الآلية الرباعية من تحولات استعارت كثير من مواقفهم المعلنة وشعارات ديسمبر.

• كلمة أخيرة؛

الحديث في أوقات الحروب عن العمل والبناء القاعدي يعد من قصر النظر السياسي، وهو يعرض أي كادر ينتمي لجهة ذات صلة في مناطق العمليات للاغتيال المباشر، ويعلم كل صحفي عمل في أزمان الحروب خطورة مثل هذه الأطروحات، ومن أراد عملا يتوجب عليه إتخاذ السرية في مقاصده.
من حساب الكاتب على فيسبوك

‫3 تعليقات

  1. بعد اندلاع الحرب حدث قفل في امخاخ الكثيرين علي مستوى الأفراد او كيانات، مثل ااجذريين، الوارد ذكرهم في مقال الاستاذ الكاتب. حق لها أن تسمي حرب البعير و المليون بليد

  2. التغيير الجذري في اصله تكتيك خايب وفاشل لضرب الثورة من أعز أبناءها –اليسار السوداني–
    وهذا البيان يسير في إتجاه أن اليسار السوداني مخترق من قبل الكيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..