مقالات وآراء

خداع المجتمع السوداني بـ”حرب الكرامة”: حرب الكيزان للعودة إلى السلطة

📝 أواب عزام البوشي

في كل أزمة كبرى في السودان، يجيد الكيزان اللعب على العاطفة الوطنية وصناعة الشعارات البراقة. اليوم، يرفعون شعار “حرب الكرامة” ويبيعونه للناس كأنه معركة سيادة ودفاع عن الوطن، بينما الحقيقة أن هذه الحرب ليست سوى مشروعهم القديم للعودة إلى السلطة من بوابة الجيش والدولة.

منذ اليوم الأول، اشتغلوا على صناعة خطاب يثير الخوف والغيرة الوطنية في آن واحد. لم يكتفوا بتسمية الحرب بـ”الكرامة”، بل غذّوها بفكرة أخرى أكثر خطورة: “المؤامرة الخارجية”. صاروا يقولون للناس إن هناك قوى أجنبية تريد تقسيم السودان، وأنهم وحدهم القادرون على حماية البلد من “المتآمرين”. هكذا تحوّل الخطاب من معركة داخلية على السلطة إلى أسطورة عن وطن محاصر ومهدد.

وبعد بيان الرباعية الأخير الذي شدّد على وقف الحرب وحماية المدنيين ورفض أي سلطة موازية، تحرّك الكيزان سريعًا لخلق موجة تحريض جديدة. عاد خطاب “المؤامرة الخارجية” بقوة أكبر، هذه المرة موجّهًا ضد الرباعية نفسها. صاروا يقولون للناس إن البيان ليس سوى مخطط لإضعاف الجيش وتفكيك السودان، وإن أي دعوة لوقف الحرب هي خيانة، وإنهم وحدهم “صمام الأمان” في مواجهة هذه المؤامرة. بهذا الخطاب يحاولون كسب تعاطف الشارع وتبرير استمرار الحرب التي يستفيدون منها لإعادة تمكين أنفسهم.

بهذه الطريقة، استطاع الكيزان جرّ قطاعات واسعة من المجتمع السوداني إلى تصديق الحرب، أو على الأقل التعايش معها، باعتبارها معركة وجود لا خيار فيها. بينما في الواقع كانت مفاوضاتهم السرية تجري، وشبكاتهم داخل الجيش تُفعّل، ووجوههم القديمة تعود تدريجيًا إلى مراكز القرار.

النتيجة كارثية: شعب مفقّر، ملايين نازحين، اقتصاد منهار، وفقدان أمل في أي سلام قريب. بينما الكيزان يواصلون لعبة التضليل، يبيعون للناس خطابًا عن “المؤامرة الخارجية” ليغطوا على أكبر مؤامرة داخلية: إعادة سيطرتهم على الدولة.

اليوم يجب أن نسمّي الأشياء بأسمائها: هذه ليست “حرب الكرامة” ولا “معركة المؤامرة الخارجية”، بل حرب سلطة هدفها إعادة إنتاج الاستبداد بثوب جديد. كشف هذه الحقائق أصبح ضرورة، ليس فقط لفهم ما يجري، بل لإنقاذ السودان من حرب بلا نهاية تُدار باسم الوطنية وهي في حقيقتها حرب سلطة ونفوذ.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. حقيقة حرب كرامة ولابد للشعب السوداني من رد الصاع صاعين واسترداد كرامته وقد استشهد فيها ابطال سيسطر التاريخ سيرتهم ورتب ولواءات ونخب وعمد جلهم استشهدوا في جنات الخلد بي سلاح الغدر والخيانة ومرتزقة ال دقلو وال زائد ومن عاونهم من قحت نعم حرب كرامة وستظل حرب كرامة الى ان يرث الله الأرض والعالم جله شاهد وشاف قوات النهب السريع باعتبارها قوة صغيرة داخل الجيش السوداني تتمرد على الجيش وعلى الدولة السودانية وعلى الشعب وتنهب وتقتل وتسحل وتغتصب وكل الموبقات تعملها وتشرد الشعب السوداني من منازله وتنهب مقدراته ومكتسباته كل العالم شاهد الفظائع في غزة ما حصلت وتدمر المصانع والمزارع والبني التحتية من مستشفيات وشبكة مياه واتصال وكهرباء ….الخ كل هذا ولم تفعل شيء والحرب ضدها ما حرب كرامة طيب عاوز الجيش السوداني يكتف يديه ويتفرج وهم بعملوا كدا ياتو دولة في العالم جيشها تفرج على مرتزقة ومليشيات ابي احمد قضي عليهم في ساعات الجيش دا شغله والجيش منتصر منذ اللحظات الاولي وللآن منتصر شاء من شاء وابا من ابا والشعب هب لحماية ممتلكاته واعراضه حمل السلاح مكره والبادي اظلم اكتبوا مقالات يستفاد منها الشعب السوداني المرحلة مرحلة بناء لما تم تدميره بواسطة مليشيات ال دقلو وال زائد

  2. جنات خلد شنو، كيزان الجيش تقاتلوا مع كيزان الدعم السريع، كلهم في النار بإذن الله، قال كرامة والله الا كن كرامة بليلة، بلاء يخمكم يا كيزان.

  3. التحية و الاحترام الأخ البوشي فعلآ الكيزان هم سبب في استمرار الحرب و المعاناة ويجب أن يعلم المخدوعين ان الأفضلية، إيقاف الحرب وليس استمرارها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..