بيان الرباعية … قراءة أوليّة (١)

علاء خيراوي
لم تعد الكلمات تكفي لوصف ما جرى للسودان، فلقد صار الخراب هو اللغة الوحيدة التي يفهمها دعاة بما يسمى “حرب الكرامة”، وصارت الدماء المتواصلة من احشاء السودانيين، هي الترجمة العملية لعقود من استبداد الحركة الإسلامية ومؤتمرها الوطني.
اليوم، وبعد أن التهمت الحرب المجنونة الأخضر واليابس، يأتي البيان الرباعي في ثوبه الجديد مصادماً ومعللاً للحقيقة بقوله صراحة، إن من أشعل النار لا يمكن أن يكون جزءًا من إطفائها.
ولعل في هذا الموقف، ولو انّه تأخّر كثيراً، اعترافًا بأن السودان صار اكثر من ايّ وقت مضى، ضحية مؤامرة مزدوجة؛ مؤامرة الإسلاميين الذين جعلوا من الحرب رصيدًا سياسيًا يتاجرون به، ومؤامرة حلفائهم الإقليميين الذين منحوا الغطاء لانقلاب ٢٥ أكتوبر وأفشلوا ثورة ديسمبر في مهدها.
إنّ لحظة الحقيقة قد حانت؛ فلقد اجتمع الإقليم مع اكبر دولة تأثيراً على شؤون السودان منذ استقلاله، ليصدرا بياناً يُعدُّ خارطة طريق للخروج من نفق الحرب المظلم؛ لا مكان فيها لكيزان المؤتمر الوطني في مستقبل هذا الوطن المكلوم، ولا عذر لمن تستر عليهم أو زعم أن بقاءهم ضرورة لحفظ التوازن. فالسودان يدفع الآن ثمن أكاذيبهم جميعًا، ولن ينجو إلا إذا تحرر نهائيًا من قبضتهم وتاريخهم الملطخ بدماء الأبرياء.
فمنذ اندلاع الحرب في السودان، تماهت الكثير من العواصم مع التوصيف الإنساني للأزمة، غير أن البيان الأخير للمجموعة الرباعية؛ الإمارات، مصر، السعودية، الولايات المتحدة، يمثل انعطافة سياسية لافتة، إذ خرج من دائرة العموميات إلى تسمية واضحة للفاعل الحقيقي الذي يقف وراء دوام المأساة؛ الحركة الإسلامية السودانية ومؤتمرها الوطني، بما تحمله من إرث سلطوي دموي ورغبة لا تنفكّ عن إعادة إنتاج الخراب.
فالبيان وإن جاء بلغة دبلوماسية، إلا أنه رسم خطًا أحمر صريحًا؛ مستقبل السودان لن يُملى من قبل الجماعات المتطرفة المرتبطة بالإخوان المسلمين. هذه العبارة وحدها تكفي لتعرية من يراهن على الزمن والدم والركام لانتزاع موقع في معادلة الحكم المقبلة. فالحركة الإسلامية هي التي فجّرت العقد الاجتماعي السوداني منذ ثلاثة عقود عبر مشروعها الانقلابي، وهي التي انقسمت وتناسلت وتخفّت ثم عادت اليوم عبر واجهات الدعم اللوجستي والتمويل والابتزاز السياسي، لتجعل من دماء الأبرياء سلّم عودتها.
وليس ذلك بغريب؛ فالإسلاميون ظلوا على الدوام يبرعون في استثمار الحروب كأداة للبقاء. حرب الجنوب مثال صارخ، إذ حوَّلوها من نزاع سياسي حول الحقوق والمشاركة إلى حرب دينية تحت شعار “الجهاد”، جرّت ملايين الضحايا، ثم انتهت بانفصال الجنوب عام ٢٠١١، وهو الانفصال الذي كان ثمرة مباشرة لعنادهم وسياستهم الإقصائية.
وفي دارفور أعادوا الكرّة، فحوّلوا المطالب التنموية والعدالة الاجتماعية إلى ساحة إبادة ممنهجة، غذّوها بالميليشيات والتسليح العشوائي، ليبقى المؤتمر الوطني ممسكًا بمفاتيح السلطة على أنقاض الإقليم. واليوم يعيدون اللعبة ذاتها عبر الحرب بين الجيش والدعم السريع، إشعال النار من الخلف، والظهور لاحقًا في ثياب المخلّص.
ما يفعله المؤتمر الوطني ورموزه ليس سوى إعادة تشغيل آلة الخراب. فهم يدركون أنهم خسروا الشرعية الشعبية منذ ثورة ديسمبر ٢٠١٨، وخسروا الغطاء الدولي بانكشاف مشروعهم الإسلاموي، فلم يبق لهم إلا المساومة على الدم السوداني عبر إطالة الحرب، وتغذية خطاب الكراهية، ثم تقديم أنفسهم كمنقذ وحيد قادر على إعادة بناء الدولة بعد الخراب الذي صنعوه بأيديهم.
وفي الجانب الآخر من المعادلة الاقليمية، استيقظت القاهرة من رداء التقلب والمصالح الذاتية الضيقة، ليس بدافع الضمير، بل بفعل ضغط الواقع الذي تراجعت فيه كل أوراق المراوغة. فمع تكدّس الجثث، وتدفّق اللاجئين إلى الحدود المصرية، وتزايد تكلفة الحرب الاقتصادية والاجتماعية داخليًا، لم يعد بالإمكان التمكين من دعم الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني كما في السابق.
كذلك، تبددت شرعية الإسلاميين داخليًا وخارجيًا، وباتت سمعة مصر نفسها عرضة للتشكيك الدولي، لا بل للمساءلة، إن هي واصلت تواطؤها مع جهة تُتهم بأنها السبب الأول في إشعال نار الحرب.
إن الأمر لم يكن مجرد تغيير في الخطاب، بل تحوّل براغماتي استراتيجي؛ فمصر أدركت أن استدامة دعمها للمؤتمر الوطني أو إخفاء مشاركته في الأزمات الفعلية يصبح عبئًا على مصالحها الأمنية، وعلى موقعها الإقليمي. وعندما جاء البيان الرباعي، وجدت أن الأجندة الدولية والإقليمية اجتمعت على ضرورة تحميل الإسلاميين المسؤولية، فاختارت أن تتماشى، وإن متأخرة، مع هذا التوجّه، لستفيد من استعادة جزء من المصالح، ولتتجنّب العزلة والمساءلة.
ولكن هذا الانقلاب في الموقف لا يمحو الأفعال الماضية. مصر التي خاضت حربًا ضد الإسلاميين على أراضيها منذ ثورة يناير ٢٠١١، هي نفسها التي دعمتهم في السودان، وهندست انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، وكان أحد أهم عوامل إفشال الثورة المدنية هناك. كما أنها، عقب الحرب، كثيرًا ما ساهمت، علنًا أو سريًا في تعطيل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، بحجة حماية ما تعتبره معها “أمنها القومي”، أو مصالحها الاستراتيجية. هذا الموقف المزدوج أضرّ بالسودان أولًا، وبمصداقية مصر ثانيًا، وجعلها تبدو كطرفٍ لا يرغب في السلام إلا متى صار بدون تكلفة على مصالحها.
إن الرباعية، وهي تعلن أن لا حل عسكري للصراع وتطالب بهدنة إنسانية تفضي إلى انتقال مدني شامل، لم تكتفِ بمخاطبة الجيش والدعم السريع، بل وجّهت رسالة مبطنة للقوى التي تتغذى على الفوضى؛ أن زمن المقايضة بين الخراب والسلطة قد ولّى.
فإبعاد الإسلاميين عن المعادلة لم يعد خيارًا أخلاقيًا فحسب، بل صار شرطًا لبقاء السودان موحدًا. اللافت أن البيان لم يكتفِ بالإشارة إلى وقف الدعم العسكري الخارجي، بل حمّل ضمنيًا الشبكات الإقليمية والمحلية المزعزعة للاستقرار المسؤولية عن تأجيج الصراع. والمعلوم أن هذه الشبكات، في جزء معتبر منها، ما هي إلا امتدادات للمؤتمر الوطني وعلاقاته العابرة للحدود، التي طالما استثمرت في تصدير التطرف وابتزاز الجوار.
إن المعركة الآن لم تعد بين جيش ودعم سريع فقط؛ إنها معركة على مستقبل الدولة السودانية نفسها، هل تبقى رهينة مشروع إسلاموي أثبت أنه لا يجيد سوى الخراب؟ أم تنفتح على انتقال مدني حقيقي يستعيد القرار من بين أنياب أمراء الحرب وتجار الأيديولوجيا؟
البيان الرباعي، برغم حساباته ومصالحه، وضع حجر الزاوية في الإجابة؛ لا مكان للمؤتمر الوطني ولا لواجهاته في سودان الغد. وما على القوى المدنية إلا أن تلتقط هذه اللحظة التاريخية، وتستثمر الإجماع الدولي والإقليمي المتنامي على إقصاء الحركة الإسلامية، لتعيد صياغة مشروع وطني جامع، يقطع مع الماضي الدموي ويفتح الطريق نحو دولة مدنية تسندها شرعية الشعب لا بنادق الميليشيات ولا ألاعيب التنظيمات العقائدية.
إن الرسالة الأهم من واشنطن والرياض وأبوظبي والقاهرة هي أن مكاسب الحرب لن تذهب لمن أشعلها، وأن التضحيات لن تكون رأس مال جديدًا للكيزان. فالسودان يستحق أن يتحرر من أسر الإسلاميين كما تحرر من قبل من الاستعمار، وأن يكتب فصلاً جديدًا لا يُبتز فيه الناس باسم الدين ولا يدار الوطن كغنيمة حرب.
إن السودان اليوم يقف عند مفترق طرق تاريخي، بين دولة مدنية حقيقية تقرر فيها الشعوب مصيرها، وبين إعادة إنتاج الخراب باسم الدين والسياسة. البيان الرباعي، وإن تأخر، يمثل لحظة صدق دولية، لا يمكن لمن أضرموا النار أن يكونوا جزءًا من إطفائها، ولا يمكن لمستقبل هذا الوطن أن يُبنى على أكاذيب أو مصالح ضيقة.
فالقوى المدنية السودانية مطالبة الآن الآن بأن تتجاوز النزاعات الثانوية، وأن تغتنم هذا الإجماع الإقليمي والدولي لتعيد صياغة المشروع الوطني على أسس الشرعية والعدالة والمساءلة.
التاريخ لن يرحم من اختار السكوت أمام المجرمين، ولن يمنح فرصة ثانية لمن أضاعوا الوطن في مطامح السلطة والدماء. فالسودان لن يحرر إلا إذا تحرر من الكيزان، من الإسلاميين، ومن كل من يراهن على استمرار الخراب، وكتب فصلاً جديدًا يرفع فيه الشعب رايته، ويستعيد فيه القرار والسيادة والكرامة.
بيان الرباعية….قراءة أوليّة (١)




ابشرك الاسلاميين رجعوا وسيحكموا السودان 360 سنة قادمة خلي امريكا وال زائد يجيوا يحاربوهم داخل السودان الفرق بينكم انهم وطنيين وحاربوا من اجل الارض والعرض وانتم هربتم للخارج وتستجدوا في الخارج لكي تاتوا على ظهر دبابة امريكية أو مسيرة اماراتية لكن هيهات هذا لن يحصل فالسودان ليس غزة ولا بغداد ولا دمشق ولا بيروت ولا سيرت السودان وطن عظيم وشعب عظيم من اين اتيتم انتم لكي تكونوا اوصيا على الشعب السوداني هل انتخبكم الشعب هل اتت بكم الديمقراطية عبر صناديقها اعتليتم ثورة الهامش والشعب المغلوب على امره وعملتوها حقتكم ركبتوا الجنجويد الجهلاء الاغبياء وعملتوا قوات النهب السريع حقتكم حسبنا الله ونعم الوكيل لا للتدخلات الخارجية لا للاملاءات الخارجية نحن ارض وشعب وجيش قوي بعد الله تعالى منتصرين منذ الوهلة الاولي ال3 ايام الاولي اين الهالك حميدتي الآن خلي قحت تجاوب
الكويز ابو قرفه الكيزان لم يبقي في يدهم سوي بقايا الديش الخائب والمؤسسات الامنيه المنهاره وحيت هذه باتت نهايتها تلوح في الافق والكيزان لن يحكموا السودان ولا لسنتين قادمات و كحد اقصي سيقتعلون من ارض السودان الطاهره ويقتلع تنظيم الاخوان المسيلميين من العالم كله في غضون 3 سنوات..
الحمد لله رأي العالم كله دعوشتكم وارهابكم وقطعكم للرؤوس وسلخ الجثث واكل الاكباد وغيرها من فظاعات لا تشبه الا سلوك الضباع والحمد لله الذي جعل الدعم السريع يذيقكم العذاب ويبيد ثلاثة ارباع قوتكم ويدمر امبراطورياتكم الاقتصاديه والامنيه ويشردكم في في اصقاع الدنيا وما تبقي منكم،فسيتكفل بإبادته الشعب السوداني والمكلومين واولياء الدم.