مقالات وآراء

أخي البرهان.. عليك بالدكتور بحر أبو قردة لرئاسة الوزراء

د. حامد برقو عبدالرحمن

(١)
تفادياً لذكر أي علاقة لا تفيد الآخرين بشيء ؛ فإن أول عهد لي عن قرب مع الدكتور بحر إدريس أبو قردة كان في يناير ١٩٩٤م عندما كنت مشاركاً ضمن الآخرين في مناسبة تخص عائلتهم الكريمة. بينما كنا جلوساً بقرية خور الرملة بجبل مرة سألني أحد الأشخاص عن سر حضورنا أنا و شقيقي الأكبر . قلت له إن شقيقي يمثل الطرف الآخر أما انا فجئت لأشارك عائلة أبوقردة. ضحك بحر إدريس ثم علق قائلا: ( شوفوا الشطارة). حفزني الإطراء على الجلوس بجانبه طيلة فترة الرحلة لأكتشف بعضاً من جوانب شخص نبيل.
في اليوم التالي صعدنا الجبل لنصل الي شلال چيلمي حيث الخضرة و البساتين الممتدة على مد البصر قبل ان تدمر لاحقاً ببهائم من لا ينتمون إلى الحضارة الإنسانية.
هناك في الشلال وجدنا أوروبياً يسبح و ما أن نزلنا خرج إلينا ليتبادل مع السيد أبوقردة اطراف الحديث. أخبرنا بأنه بريطاني . و لأن الحكومة السودانية وقتها قد قطعت علاقتها الدبلوماسية مع المملكة المتحدة للتو تحدث الضيف الأوروبي بتحفظ كبير. و لأنني كنت ثالثهم في البساط وسط ضجيج كبير من حولنا ؛ قلت له (حتى إن قطعت الدولتان العلاقة الدبلوماسية يمكن للشعوب أن تتواصل.. هكذا نجرتها ). بملامح راضية اومأ البريطاني برأسه، بينما اكتفى الاخ أبوقردة بإبتسامة ، لكنها غير باردة .
المؤكد أنني يومها قد استخدمت إنجليزية لا تقل بشاعة عن إنجليزية وزيرة خارجية حكومة القحت الدكتورة مريم الصادق المهدي في المؤتمر الصحفي بالولايات المتحدة قبل أربع سنوات.

(٢)
مرت السنوات على عجل ليكتشف أبو قردة و غيره من أبناء دارفور أن حلمهم بدولة المواطنة المتساوية عبر من يرفعون شعارات حاكمية السماء مجرد سراب. بل أنهم لا يقلون طائفية عن الحزبين الطائفيين، و أن تعاليم الامام حسن البنا و الشهيد سيد قطب عند جماعتهم مجرد ثوب يتدثر به أكثر من عرفهم السودان عنصرية و جهوية – فحملوا السلاح كخيار من لا خيار له .

في صباح باكر لآخر أيام عام ٢٠٠٧ تلقيت مكالمة هاتفية من قبل أحد الإخوة ، مصدرها بلاد الغربة التي اتواجد فيها ، شاكياً من إنسلاخ القائد بحر ابوفردة عن حركة العدل والمساواة. ثم كال أطناناً من المفردات بحق الاخ أبوقردة. ربما لإعتبارات يؤمن بها هو من معه ظن بأنني سأكون داعماً لخطه . لكن قلت له لا أحد يجسد الكمال لكنني اعرف الرجل و إن كان ببعض البعد الا ان نصيحتي لكل من يختلف مع بحر ابوقردة ؛ من الأفضل أن يراجع نقاط الخلاف بينهما ببعض التمعن. ثم وجهت له أسئلة و التي اعتقد جازماً بأنني مازلت ادفع ثمنها عند الإخوة بقيادة حركة العدل والمساواة السودانية حتى تاريخ يومنا هذا.
و المفارقة أنني على الاستعداد لتبني الموقف نفسه إن عادت الايام ثانية إلي الوراء.
هذا برغم أنني لم أكن عضواً بأي حركة من حركات الكفاح المسلح.

(٣)
إنحاز السيد أبوقردة لخيار السلام في وقت مبكر و ذلك عبر إتفاق الدوحة للسلام . رغم الصعوبات التي واجهت تنفيذ ذلك الاتفاق نتيجة لإستمرار العمليات العسكرية في الإقليم و تغول المركز لأموال إعادة التعمير ؛ الا ان الاتفاقية أوجدت أرضية الاتفاقيات اللاحقة.

سبق أنني قلت إنه بإستثناء وزارتي العدل و المالية ؛ ليست بالضرورة أن يكون للوزير خلفية أكاديمية متعلقة بالجوانب الفنية التخصصية للوزارة المعنية.
و أكبر دليل على صحة ذلك الزعم كان في قيادة الوزير أبوقردة لوزارة الصحة بجدارة و إقتدار برغم أن الوزارات الخدمية في حكومات السودان لا تحظى بأي ميزانية أو دعم في الوقت الذي فيه تلتهم المؤسسة العسكرية الأمنية اكثر من ثلثي ميزانية الدولة في بلد أكثر من ٨٠٪ من أهله تحت خط الفقر.

(٤)
سبق أنني ذكرت في أكثر من مناسبة أن تعيين الموظف الأممي و التكنوقراطي الدكتور عبدالله حمدوك رئيساً لوزراء حكومة الفترة الانتقالية كان خطأ فادحاً. و ودت لو أنه كان الباشمهندس عمر الدقير ، لأنه سياسي متمرس. بعكس الدكتور حمدك الذي أصبح ألعوبة في يد القحاتة الذين كانوا يتعاطون مع ملفات إدارة الدولة بعقلية نشطاء أركان نقاش طلاب الجامعات.

برأيي المتواضع؛ و بتجاوز الميزات الشخصية فلا إختلاف بين الأخوين الدكتور عبدالله حمدوك و الدكتور كامل ادريس من حيث الحضور السياسي و الكاريزما القيادية.
بلغة أخرى أننا نكرر مشاهد حكومة عبدالله حمدوك نفسها ، فقط أنها تخلو من الأصوات الصاخبة و ذلك لغياب القحاتة عن المسرح العبثي .
مع حفظ احترامنا لمقام دولة رئيس الوزراء الحالي الا ان الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا لا يتناسب مع الصورة الباهتة التي يظهر بها الدكتور كامل ادريس.
البلاد في الحاجة إلى رئيس وزراء سياسي.

لإعتبارات الكفاءة و دون تغافل جوانب أخرى حاضرة بإلحاح ؛ ليت السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان يتكرم بتعيين الدكتور بحر إدريس أبو قردة رئيساً للوزراء .
و إن تعذر فليستحدث منصب نائب رئيس الوزراء.
لأن كابينة رئاسة الوزراء في الحاجة إلى أضواء سياسية ساطعة.

هنالك شخص منتظر لمهمة شاغرة لعبور هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بلادنا.

‫14 تعليقات

  1. نعم الرأى يا ود برقو . رئيس داوننغ استريت الفي بورتسودان دي دايرة ليها هليلة يعني!! ابو قردة ابو انقدح اي حاجة . دي بلد هاملة عقليات بجم و ناس عايشين برة التاريخ

  2. تصحيح السيد أبو قردة ليس دكتورا ولكن هذا لا ينتقص من مقامه عرفته عن بعد ورأيت فيه قدرا من قوة الشخصية وقد أعجبنى مثوله أمام المحكمة الدولية لينفى عن نفسه الاتهامات التى صدرت حوله وقد أعطى درسا قويا ل( لبوة ) افريقيا الخليع المخلوع الراقص والذى ظل يختبئ خلف ستائر المطارات الدولية ويعبر من الابواب الخلفية لها ويوزع ثروة السودان يمنة ويسرة مقابل الاذن له بالمرور سالما ويصوره الاعلام بانه البطل غير هياب للامساك به… لا يزال انشقاقه عن حركة التحرير والعدالة غير مفهوم بل وحادثة فندق روتانا والذى تزعم فيها السيد أبو قردة عملا لا يليق به كوزير مركزى مع حضور ديبلوماسى فى المناسبة… ضج اعلام الحركة الاسلاموية بل احتفى بهذا الانشقاق واعتبروه اِضعافا لحركة التحرير والعدالة,,,, ربما يكون الرجل قد أعاد قراءة مسيرته ولكنه يستحق أن يكون فى اى موقع بيد أن أختياره رئيسا للوزراءء أو نائبا له لن يتم فى هذا الظرف وانت أعلم بالاسباب,,,, أحسن تتشاركو الفرص مع الاخرين كفاكم جبرين ومناوى ومن هم بالضفة الاخرى

  3. حكمت على قحت حكم عجيب (نشطاء اركان النقاش) واغفلت اس المصائب نظام الانقاذ التي اكل ابوقردة من موائد فسادها! كأنك في كتاباتك تحتقر ثورة ديسمبر ودماء شهدائها. هل كان بإمكان ابوقردة اعفاء ديون السودان كما فعل حمدوك او رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب؟ وابو قردة نفسه كان متهما لدى المحكمة الجنائية! لماذا لا تتمتع بشئ من الصدق لتعبر فوق فترة حمدوك دون ان تذكر شيئا عن الدولة العميقة التي سعت لافشال الفترة الانتقالية ودبرت في النهاية الانقلاب والحرب حين اعيتها الحيل؟ قليل من الاتساق واحترام عقول الناس لا يضر!

  4. أوافقك الرأي تماما لاني عملت تحت ادارته في وزارة الصحة فكان محل احترام الجميع ويحترم الجميع ولا ازال وأنا طبيب صغير اذكر كلامه لنا بأن كرسي الزير هو ككرسي الحلاق تخليه ليقعد غيرك وكنا نتعلم منه فن ادارة الحوار في اجتماعات الطوارئ الصحية … أنسب شخص لرئاسة الوزارة في هذا الظرف الصعب كميل شكله ما حيقدر يكمل مشوار الامل بعد مرضه المتكرر واعتذار ورزائه ..

    1. يا راجل هي البلد ناقصة قرود ما كفاية عقار والفكي جبرين ومناوي وصحبهم اللئام، ودي مش عنصرية ولكن ممكن تسميها حيرة غريبة لأن مدعين التهميش وتحرير السودان اثبتوا عمليا إنهم مجرد ارزقية يبحثون عن مصالح شخصية وهم في ذلك وقعوا في احضان من كانوا يحاربوهم تحت اللافتات اعلاه من اجل مصالح تافهة واساؤ بشدة لمن يدعون تمثيلهم كما اثبتوا انهم مجرد سلع بسعر بخس ونفوس خاوية من اي مبادئ. فقط اثبتوا عدم صحة نظرية داروين بان القرود غير قابلة للتطور إلى بشر

  5. غايتو ما عارف، لكن زولك الكوز ابو قردة ده، اصلح مكان له ان يكون قردا في شجرة. أبو قردة والدكتور التجاني سيسه عبارة عن لصوص اكلوا كل اموال دارفور التي خصصت في اتفاقية الدوحة، وبكل بجاحة اسسوا لهم حزبا اسموه حزب العدالة، أي عدالة يتكلموا عنها هؤلاء اللصوص. توصيتك دي في افضل الظروف يمكن النظر اليها بإعتبارها “المتعوس لامي على خايب الرجا”. المتعوس ابوقردة صحيح مكانه الطبيعي في حكومة اللصوص، حكومة بورتكيزان خايبة الرجا.
    اما الدكتور المحترم الخلوق دكتور حمدوك، الذي اخرج السودان من الظلمات الى النور في اقل من سنة ونصف، لا يمكن تشبيهه بالدكتور كميل ادريس، رئيس وزراء حكومة الفشل والخبل. يا راجل كميل ادريس ده عبارة عن انسان مريض بهلوان جاء ليضيف الى سيرته الذاتية لقب يشفيه من الحالة النفسية التي يعيشها بعد ان تم طرده من الملكية الفكرية بدعوى التزوير. يا راجل شوف ليك شجرة اصعد فيها مع صاحبك ابو قردة، وخليك من الكتابة الفطيرة دي.

  6. يا جماعة الخير سواء ابو قردة او ابو قرادة
    خلونا منهم
    الدكتور برقو يبحث عن وزارة عندما يستمع أخيه عبد الوهاب البرهان لنصيحة الدكتور ويطرد كامل ناقص إدريس ويعين بدله ابو قرادة سيقوم ابو قرادة بتعين الدكتور وزيرا في وزاره ليحفظ له الجميل
    يا اخينا انت تعاين في الغرابي يقتل في الغرابي ما يتحرك مشاعرك نحو اهلك…… عالم غريبة! بدلا من كتاباتك المليئة بالاحقاد والضغائن والنفاق لماذا لاتستغل مكانتك وتقوم بمساع حثيثة وحميدة محاولا رتق فتق العنصرية للغرابة فيما بينهم لماذا لاتحاول ان تجد حلولا لمشكلة العرب والزرقة. لماذا لاتجمع دكاترة الغرابة من الطرفين وتقوموا بوقف الحرب فيما بينكم وتضعون الخطط لتطوير دارزفت بدلا من الحرب وتلموا عليكم نفسكم وخاصة سكان الكنابي

  7. دة مش القال وكت كان وزير صحه قاعدين نصرف قروش كتيرة فى ادوية السرطان وبعد دة الناس بيموتوا. يعنى قروش رايحة خسارة ساكت!

  8. د. حامد برقو، انا معرفتي بيك من خلال كتاباتك.. نقطة سطر جديد، وكنت معتقد إنك من أفضل كتاب الرأي السودانيين تشخيصا وتشريحا لقضايا السياسة و السياسيين ، في بلدنا المازوم، بوعي وفهم عميق وأهم من دا كلو بضمير صادق يمكن الإحساس به من خلال تفحص وتحمص مفرداتك المستخدمة وفكرك في القضايا التي تتناولها ، الكلام دا كان لحدت قبل مقالك عن ترشيح د. بحر ابوقردة كرئيس وزراء. لكن قنعت من كتاباتك و من خيرا فيها،… ما أظنك ما كنت متابع إمكانيات السيد د. ابوقردة الضخمة لمن كان وزير صحة و رؤيته لعلاج مرضى السرطان في السودان. دا غير انو هل هو كان مقتنع بإنجازاته في المناصب اللي تقلدها، وعندما ترك وزارة الصحة شنو الإرث التركه وخلاه وراه بعد ما تمت إقالته من الوزارة أم إستقالته (وما أظن إنه استقال من تلقاء نفسه). وهل الناس لمن يذكر إسم بحر ابوقردة مازالت تقول ياسلام ياخي دا أفضل وزير صحة مرا على حكومات السودان المتعاقبة وفي زمنه كان وكان وكن كان تسعة.
    (يا كتاب وياصحفيين نناشدكم لمن تكتبوا بس اكتبوا لينا بضمير وبس)

  9. ابوقردة هههههههههههه يارجل قرده ده مش قال ناس السرطان ديل عبئ ساي
    قردتك ده اخر ايامه وهو وزير صحه مشي يعالج مرتو عندها فليته مودبها الهند علي حساب البلد
    يعني ياعزيزي كلهم لصوص
    يلا بلا ككو وبلا انجمتي نحن في انتظار اعلان دولة دارفور ومش مستعدين ندفع أجيالنا القادمه ثمن وحدتنا بالدم انتهي اعلنو دولتكم وهاتو منيكم وقردكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..