الكيزان والرباعية.. كاريكاتير عمر دفع الله

سيولدون
: سلوي سيدأحمد محمد صالح – حلفا الجديدة

إلى الذين يعيشون في دول الخليج بين أزواجهم وأولادهم هانئين وآمنين..

وإلى الذين يقطنون في الولايات البعيدة، بعيداً عن أهوال الحرب ونيرانها..

وإلى الذين يدقون طبول الحرب من نعيم المدن التركية العلمانية..

وإلى الذين يراقبون الخراب من وراء الشاشات، يلوكون الدماء كما الحلوى، وكأنها مجرد أخبارٍ في عناوين الصحف..

وإلى الذين يكتبون عن المآسي بمداد بارد بينما يئن أطفال الفقراء من الملاريا وحمى الضنك ويرتجفون من الجوع والخوف..

وإلى الذين يوزعون الفتاوى في الحروب، ويتحدثون عن الكرامة، وهم لم يجربوا ليلة واحدة بلا ماء أو كهرباء أو خبز…

إلى الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس، واستبدلوا إنسانيتهم بالحديد والنار..

إلى كل هؤلاء وأولئك أقول:

تبّاً لكم مرتين.. مرة لأنكم خنتم الفقراء.. ومرة لأنكم خنتم إنسانيتكم.

اتقوا الله في أبناء الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم، ولا قدرة لهم على النزوح أو السفر إلى مكان آمن..

إن لأبناء الفقراء عائلات مثلكم.. تبحث عن الطمأنينة في الزوج والولد، وتحلم بأن يكون لأبنائهم مستقبل مشرق مثل أبنائكم..

اتقوا الله في هؤلاء الذين لا يملكون إلا أرواحهم..

اتقوا الله في الأمهات اللواتي يسلمن أبناءهن إلى المقابر بدل المدارس..

وفي الأطفال الذين باتوا يعرفون أسماء الأسلحة والذخائر قبل أسماء الألعاب.

لا تجعلوا من أبناء الفقراء مجرد أرقام في نشرات الأخبار، ولا حطباً في نيران أشعلتموها بألسنتكم المسمومة وأحقادكم القديمة.

تذكروا أن الحرب ليست ساحة للمجد، بل طاحونة تطحن الضعفاء أولاً..

أبناء الفقراء لم يولدوا ليقتلوا، لكنكم تصرون أن تجعلوا ميلادهم لعنة وطفولتهم مأتماً.

لا تلقوا بأنفسكم إلى هذا القاع من الانحطاط في الأخلاق وبلادة الحس..

فأبناء الفقراء ..
سيولدون ..
من الهزائم ..
يولدون ..
من الخواتم ..
يولدون ..
ومن البراعم ..
يولدون ..
من البداية ..
يولدون ..
من الحكاية ..
يولدون ..
بلا نهايةْ ..
وسيولدون , ويكبرون , ويقتلون..
ويولدون , ويولدون ويولدون..
تباً لكم يا أشباه البشر ولا بشر.

سلوي سيدأحمد محمد صالح
(حلفا الجديدة