اقتصاد وأعمال

انهيار الجنيه السوداني يفاقم أزمة الغذاء ويضغط على الفئات محدودة الدخل

سجلت أسعار العملات الأجنبية في السوق الموازي السوداني بداية الأسبوع، ارتفاعًا تاريخيًا غير مسبوق مقابل الجنيه السوداني، وسط استمرار التذبذب النقدي وتراجع القوة الشرائية المحلية، حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي حاجز 3660 جنيهًا مقارنة بـ 3550 جنيهًا الخميس الماضي، بزيادة بلغت 110 جنيهات في يوم واحد.

وأكد الباحث الاقتصادي حسن عبد الرحمن في تصريحات لـ”اندبندنت عربية” أن أزمة الخبز في السودان ليست أزمة منفردة، بل نتيجة سلسلة من العوامل المتشابكة تبدأ من ضعف إنتاج القمح محليًا، مرورًا بـتراجع أداء المطاحن، وصولًا إلى صعوبات النقل والتوزيع الناتجة عن الحرب والاضطرابات الأمنية، التي عطلت خطوط الإمداد من مناطق الإنتاج الرئيسية مثل الجزيرة ونهر النيل.

وأشار عبد الرحمن إلى أن هذه الظروف أدت إلى ارتفاع مباشر في أسعار الرغيف والسلع الأساسية مثل السكر والزيت، في وقت لا يتجاوز فيه متوسط دخل الموظف 80 ألف جنيه سوداني (22 دولارًا) شهريًا، ما يجعل الراتب غير قادر على مواكبة الارتفاع الجنوني في الأسعار، ويدفع الأسر إلى تقليل الاستهلاك واللجوء لبدائل أقل جودة وسط تمدد السوق الموازية والمضاربة بالسلع.

وأوضح عبد الرحمن أن التضخم بلغ مستويات غير مسبوقة نتيجة تراجع الإنتاج المحلي وانكماش النشاط الاقتصادي، إلى جانب فقدان الثقة في الجنيه السوداني الذي فقد أكثر من 70% من قيمته خلال فترة قصيرة، مما جعل سعر الصرف في السوق الموازية المرجع الأساسي للتجار والمستهلكين.

وأضاف أن هذا الانهيار انعكس على الأسعار التي ترتفع يوميًا حتى في السلع المنتجة محليًا مثل الخضراوات واللحوم، مؤكدًا أن راتب الموظف لم يعد يغطي سوى نسبة بسيطة من كلفة المعيشة، ما يجعل التضخم تهديدًا مباشرًا للاستقرار المجتمعي ويزيد من معدلات الفقر بشكل واسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..