مقالات وآراء

فضيل.. حين يتحول الجهل إلى خطاب ضد الثورة

عاطف عبد الله

ظهر الممثل عبدالله عبد السلام، الشهير بـ”فضيل”، في مقطع مصوَّر يستهين فيه بشعارات ثورة ديسمبر المجيدةحرية، سلام، وعدالةلم يكتفِ بوصفها شعارات جوفاء، بل مضى أبعد من ذلك حين اعتبر الثورة نفسها “أسوأ ثورة مرّت في تاريخ السودان”. هذه ليست مجرد وجهة نظر فنية أو اختلاف سياسي، بل خطاب يطعن في جوهر ذاكرة الشعب ونضاله، ويهين تضحيات الشهداء الذين سقطوا من أجل أن يصبح السودان وطناً حراً، عادلاً، وآمناً.

حين يسخر فضيل من “حرية، سلام، وعدالة”، فإنه لا يسخر من كلمات عابرة، بل من المعنى العميق الذي ارتبط في وجدان السودانيين بالدماء والتضحيات. هذه الشعارات ليست نظرية في كتاب، بل هي تعاويذ الذاكرة الجمعية التي حمت الثورة من محاولات التشويه.

الجهل الممنهج

فضيل أثبت في أكثر من موقف ضحالة وعيه السياسي والفكري. لعل أبرز الأمثلة سخريته من اتفاقية “سيداو”، حتى صار الناس يتندرون بأنه “ظنها نوعاً من أنواع الجبن”. لكن المشكلة أن هذا الجهل لا يبقى في دائرة الخاصة، بل يُقدَّم عبر منصات إعلامية جماهيرية، فيتحول إلى أداة لإعادة إنتاج الخوف والخضوع.

النموذج المستلب

فضيل يمثل نموذجاً للإنسان “المستقر” المستلب داخلياً، الذي يعاني من ثالوث مظلم:

  • النرجسية التي تجعله يظن أن رأيه فوق الحقيقة.
  • الميكافيلية التي تدفعه لتبرير الاستبداد وشيطنة الحرية.
  • الاعتلال النفسي الذي يظهر في انحيازه الدائم للخوف، وتماهيه مع الجلاد بدل الانتصار للضحية.

فضيل” يرى الحرية خطراً، والعدالة عبثاً، والسلام استعباداً. هذه ليست قناعات حرة، بل انعكاس لطفولة الإنسان المستلب التي عاشها في ظل الخوف والتهديد، فشبّ وهو يحمل داخله سجّاناً صامتاً يذكّره أن الحرية خطيئة والعصيان جريمة.

المغزى السياسي

تصريحات مثل هذه لا تُفهم كزلات فردية، بل كجزء من حملة أوسع لإفراغ الثورة من مضمونها، وتجريد شعاراتها من قوتها الرمزية. عندما يُقدَّم مثل هذا الخطاب عبر شخصية جماهيرية، فإنه يعمل على إعادة تطبيع الاستبداد وتثبيت عقلية الخضوع.

الخاتمة

إن نقد فضيل ليس ترفاً ولا تصفية حسابات مع ممثل شعبي؛ بل هو واجب تجاه الثورة وذاكرتها. فالثورات لا تموت بالرصاص وحده، بل تموت حين يُستهان بمعانيها وتُختزل شعاراتها في نكات وسخريات. إن مواجهة هذا النوع من الخطاب ضرورة لحماية ما تبقى من روح ديسمبر، والتأكيد أن حرية، سلام، وعدالة ليست شعارات للاستهلاك، بل مشروع حياة كاملة لشعب دفع ثمنها غالياً.

‫2 تعليقات

  1. أستاذ عادل ، لك التحية .
    مع احترامى لى مقالك .. اعتقد انو المدعو فضيل بلوه من الاف البلاوي الربنا إبتلا بيها الشعب السودانى الممكون!!! بقا مامستغرب انك تشوف نكرة زى فضيل وامثالو بتصدروا المشهد العام …و الناس حسى شايفة الحاصل شنو فى كل مواقع التواصل الاجتماعى..من قونات شواذ وجهلة وحرامية بتكلمو وبتفوا فى الشان العام بكل واقحة وقلة اداب ،، ده غير النبز و الشتيمة فى كل مواقع التواصل بمختلف مسمياتا. بلد متحكم فيها برهان وكباشى وعطا وجبريل ومناوى الطرطرو كامل ادريس وباقى العقد الفريد من الكوارث ديل . وكمان الطرف التانى جماعة حميرتى وكل الزبالة المعاو .. متوقع حيكون حال السودان والمجتمع كيف !!!!

  2. الإنقاذ لم تكتفى بالدم والدمار والفساد وانشاء المليشيات الإرهابية بل صارت بيئة صالحة لنمو الطفيليات الإعلامية والفنية نبتت ونمت فى كنفها عاهات اصبحت اسماء فى حياتنا .. محمد عبدالسلام ( فضيل ) شخص جاهل غير مدرك لأهمية الفن ورسالته المؤثرة لتثقيف الناس ونشر الوعى والتبشير بالسلام والحرية والعدالة .. فضيل لا يختلف عن فرفور والقلعة وشريف الفحيل وعشة الجبل وعلى كايرو وداليا الياس وسارة منصور .. كلهم عاهات ونفايات انتجها مشروع على عثمان الحضارى وتاصيل المجتمع … أهم عناصر الفن هى الروح .. روح الفنان هى من تصنع بصمته الخاصة وتجعلها اقوى من اى سلاح .. فضيل وغيره من عاهات الأنقاذ يمارسون الفن من غير روح لهذا ليس غريبا ان تصبح رسالتهم تشجيع لثقافة الكراهية والعنصرية والتفكك بدلا عن تعزيز ثقافة السلام الإجتماعى وتلاقح الثقافات المتعددة والتعبير عن التطلعات الأنسانية نحو وطن اكثر تسامحا وسلام !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..