مقالات وآراء

احترم دقنك!

صديق النعمة الطيب

عبارة تكشف عن سطحية مجتمع، وليس فقط صاحب العبارة، لأننا جميعاً نربط الدين بشكل صاحبه، وكلما طالت اللحية والسبحة، وقَصُر الثوب والشارب، على حسب المذهب، زاد اعتقادنا في صلاح وصدق صاحبها، وهذا في يقيني من بقايا العقلية الوثنية التي لا تستطيع النظر أبعد من المادة، فاستبدلت الصنم بالمظهر والشكل.

عندما يصبح الدين وسيلة للقبول الاجتماعي، فإن كل مظاهر التدين تتحول إلى نفاق إجتماعي، ويصبح جمهور الناس مُجرد ضحايا محتملين لكل صاحب مظهر وسمت ديني مُتقن، يُساقون كالقطعان لمناصرة صاحب كل إيديولوجيا أو مشروع ديني أو سياسي.

عندما تجد مُسلم يبلغ من العمر أربيعين عاماً، ويقول بلا خجل (أنا لست رجل دين)، ولا استطيع أن أُمِّيز بين حلالٍ وحرامٍ، أو بين خطأ وصواب، وأخاف أن أقول في دين الله برأيي، فنحن يقيناً نغرق في بركة من التخلف والجهل والاغتراب عن الفطرة الإنسانية التي تمثل جوهر الدين “فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّینِ حَنِیفࣰاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَیۡهَاۚ لَا تَبۡدِیلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ” .

الدين لا يحتاج إلى رجال يحمونه أو يحملونه عنك، وإنما إلى قلوب تستوعبه، فالحلال ما احله الله واتسق مع العقل والحرام ما حرمه الله وخالف العقل، فالله تعالى لا يمكن أن يعطينا عقولاً ثمّ يُنزل علينا شرائع مخالفة لها، رحم الله ابن رُشد الذي حاول أن يتكلم فلجمناه بالتكفير.

لم نعد نمتلك ترف وقتٍ لمداهنة عقول تكلست وتخشبت، لقد قتلنا الجهل وضحكت علينا وتحكمت فينا دُويلاتٌ وأشباه دُول، بسبب تخلينا عن عقولنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..