مقالات وآراء

غزّة والسودان.. النزوح والعودة لا مُقارنة!

د. عصام محجوب الماحي

احد شركاء التواصل عبر الاسافير ارسل لي في حسابي الخاص، كما في مجموعة تضُمّني معه بتطبيق (واتساب)، مقالاً كتبه حول نزوح سكان غزّة ورجوعهم في اليومين السابقين بعد الاتفاق على وقف الحرب، لأماكن كانت تقف فيها مساكنهم التي تدمّرت، بعضها فوق رؤوس بعضهم، وبعضها أجبروا على الخروج منها بتحذيرٍ مُعلن قبل ساعات من تدميرها، فنجى منهم من نجى ولقي حتفه من لقي في أسوأ مشاهد تاريخ الإنسانية.
في مقاله، قارَن صديق الاسافير، مشهد رجوع سكان غزّة مع راهن السودان والسودانيين الذين يواجهون حربا اقذر من حرب غزّة، في أسبابها وأهدافها ومُخلّفاتها.
أرسلت لصديق الاسافير في حسابه الخاص تعليقي التالي:
أشكرك على مشاركتي المقال.. وأسمح لي أن أقول لك تحدثوا عن دعوتكم لعودة الشعب السودان لبلاده وأهله لبيوتهم ومطالبتهم بذلك، بعيدا عن مقارنتها بعودة أهل غزّة الذين قلت في بداية مقالك “لم يعودوا بالأمس لان ليس لديهم خيار”.. نعم الحقيقة ليس لديهم أي خيار آخر وأنهم لا يعودون لانهم لم يخرجوا من القطاع وكانوا يزحزحون داخله شمالا وجنوبا فقط، فهل سمعت أن للقطاع أو لغزّة غربا أو شرقا أو جوارا غير بحر لا يستطيعون أن يبحروا فيه وغزّة محاطة بإسرائيل حتى جنوبا عند معابر رفح لسيناء؟ فأين يذهبون وكيف يصلون لمكان آخر يفكرون فيه مرتين قبل العودة لغزّة التي لم يجدوا طريقة أو طريقاً ليغادرونها؟
إذا أثّرت عليك صور وفيديوهات “حركة” أهل غزّة أمس واليوم والتي ستشاهدها غدا.. أرجو ألّا تربُط ذلك بالكرامة والوطنية في محاولة لتجريد أهل السودان منهما بطريقة غير مباشرة وهم يواجهون الحرب القذرة التي تدور في بلادهم وأشعلها وأجّجها جماعات الإسلام السياسي الذين يشبهون تماما حماس التي دمّرت غزّة، وكذلك دمّر الكيزان السودان.
بالأمس علقت في قروب مجاور على فيديو قصير يربط عودة أهل غزّة بدعوةٍ لعودة أهل السودان لبيوتهم ويجرِّد الذين لا يعودون من الوطنية، وكتبت:
الذي يتحدث في الفيديو أعلاه يزايد على كل البشر وليس على السودانيين فحسب.
لو كان أهل غزّة لديهم امكنه يذهبون ويخرجون من القطاع اليها لكانوا توجهوا لها فورا وتركوا غزّة خالية لحماس وأشباهها من جماعات الإسلام السياسي وإسرائيل، يفعلون فيها ما يريدون، كما فعلوا من قبل.. ولكان جماعة حماس انفسهم تركوها وهربوا منها.
أهل غزّة منذ بداية الحرب لمْ يكُنْ وليس لديهم إلّا أن يزحفوا جنوبا كلما طلب منهم الجيش الإسرائيلي.. ويعيدهم شمالا عندما يريد.. وهكذا لا يستطيعون دخول مصر ولا دخول إسرائيل للذهاب للضفة الغربية أو الأردن. فإلى أين يذهبون غير أن يبقوا في غزّة والنزوح داخل غزّة نفسها، يخرجون من منطقة مُدمّرة أو ستُدمّر بإعلان إسرائيلي ويذهبون إلى مثلها أو ستصبح مثلها. لو كان لديهم طريقة خروج بالبحر لخرجوا من غزّة وتركوها خاوية.
على صاحب التسجيل أعلاه ألّا يحدثنا عن أن أهل غزّة راجعون إلى أماكنهم برغم أنها مُدمّرة، فإنهم راجعون من الدمار للدمار، فغزّة كلها مُدمّرة ولم يغادرها أهلها.. فإلى أين يغادرونها؟
ليس لديهم، حاليا، أي حل آخر غير البقاء في غزّة المُدمّرة. وإذا سُمح لهم بالخروج منها، سترى كيف ستكتظّ أبواب الخروج من غزّة.
لا تسمحوا أن يسوقكم الكيزان بالخلا كما اعتادوا أن يفعلوا لأكثر من ثلاثين عاما.. الحروب قذرة ولا يريد أي أحد أنْ يبقى في مناطق الحروب. أي شخص يريد أن يذهب بعيدا عن مناطق القتل والموت.. هذه هي طبيعة الأشياء.

عصام محجوب

بوخارست- رومانيا

تعليق واحد

  1. والعجب العجاب لعن سكان غزة حماس علي ما فعلوه بيهم وسيلعن الشعب السوداني الحركة الاسلامية علي ما فعلته بالشعب السوداني وذلك بفضل الوعي من الذين يقولون كلمة الحق امثالك لا الذين سقطوا في اتون الانتماء الضيق أمثال البروف عبدالله علي ابراهيم وغيره من الذين ختم الله علي قلوبهم وابصارهم غشاوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..