مقالات وآراء

هل لمبادرة الرباعية أي مستقبل؟

طه جعفر الخليفة

إنطبق علينا المثل سيد الرايحة يفتش خشم البقرة!

إستمرار الحرب المميتة التي يباد فيها شعب السودان و ينتهك بفداحة من قبل جيش البرهان و الإسلاميين و حلفائهم و من عصابات الجنجويد المسماة دعم سريع علي مرآى و مسمعٍ العالم. و لا نجد من الجيران غير الخذلان و لا نجد من المجتمع الدولي غير التصريحات و الوعود غير المجدية.

تواصل مصر دعمها للجيش و تحتضن عتاة مجرمي الحركة الإسلامية علي شاكلة صلاح قوش و ابن عوف و غيرهم من المجرمين و ذلك حماية لمصالحها في بلادنا و مواردها و السعودية علي نفس الخط و من ورائهم قطر و تركيا و إيران. أما الإمارت فهي الراعي الرسمي لحميدتي و عصابته العسكرية و السياسية و بلا حياء. و الغريب في مواقف الصين و روسيا هو دعم طرفي الحرب. هذه الشبكات من خطوط الدعم تتقاطع و تتوافق في الإتجاه لأن الهدف العميق هو موارد السودان في قطاعات الزراعة و الرعي و المعادن هذا غير مياه النيل و شاطيء البحر الأحمر. و بالفعل لقد راح السودان ضحية الجغرافيا فمياه النيل حولته لساحة تجاذب عسكري و سياسي بين مصر و ارتيريا و اثيوبيا. هذا الحال وفّر للكيزان بضائع كثيرة للبيع و مراكمة الأرباح فهم يبيعون حتي الهوي و الهواء و لا يهمهم شيء غير الأرباح و السلطة.

تقاطع و إتفاق شبكات الدعم و شبكات نهب الموارد و الإستفادة من موقع السودان و شواطئه و مياه أنهاره سيُفشِل أي مسعي لوقف الحرب ببساطة لأن جميع الأطراف في الإقليم مستفيدة من إستمرار الحرب و من هذه المصالح و كذلك أطراف الحرب من تجار الحروب و أعداء الشعب السوداني و في جيش الكيزان و حلفائهم و حميدتي و أعوانه.

لقد أزعجت ثورة ديسمبر 2018م الجميع في دول الإقليم و نقلت الكيزان إلي حالة الحرب ضد الشعب السوداني و قواه المدنية الساعية لبناء سلطة مدنية و جيش محترم وقومي يحمي المواطنين و الوطن و أهله . جيش لا ينشط في حرب مفتوحة ضد مواطنيه.

ثورة ديسمبر و القوي الإجتماعية خلفها هدف مفتوح لكافة أنواع العملاء السودانيين من أصحاب المليشيات أوالمنقطعين لخدمة دول الإقليم من أجل بطونهم و جيوبهم و معهم كيزان الجيش و كيزان الحركة الإسلامية. هذه التعقيدات تضع عراقيل تجعل مساعي الرباعية في وقف الحرب مجرد أكاذيب.

حتي كلام ترمب و إدارته و الأوربيون لا تتعدي حدود المكاسب الإنتخابية و أمن إسرائيل و سلامة أراضيها المتسعة يوما بعد يوم عل حساب الفلسطينيين. و ربما روح المنافسة مع الصين و روسيا.

مما سبق يكون السؤال حول كيفية وقف الحرب مشروعا. و الإجابة البسيطة ، السهلة و الممتنعة هي تماما كما فعلنا في إنجاز ثورة ديسمبر علينا مواصلة الطريق و نحن نؤمن إيمانا عميقا في قدرة شعبنا علي صناعة التغيير و حمايته. علينا فقط الإعتماد علي أنفسنا و الإنتظام متحدين خلف أجندة السلام و بناء السلطة المدنية في أوسع تحالف مدني و قاعدي و عريض يتجاوز قيادات القوي المدنية التي درجت علي بيع الكلام المجاني و حرصت علي خدمة دول الإقليم و مطامعها و تراخت في منازلة الكيزان مستفيدة من الشرعية الثورية.

طه جعفر الخليفة
هاملتون – اونتاريو – كندا
17 أكتوبر 2025م
[email protected]

تعليق واحد

  1. بختك يا طه وانت بكندا الهواء ضاربك نحن بالسودان فقط صوت الحرب هو السايد اما الثوار هم كثر الا انهم بحاجة لمن يقودهم للشارع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..