شفافية الحوار: نحو سلام دائم في السودان

صدى الوطن
آدم ابكر عيسى
تناولنا في مقال سابق أهمية الشفافية في تمليك الرأي العام بما يجري في الغرف المغلقة، فيما يتعلق بإنهاء الحرب والرباعية. جاء حديث رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلى للقوات المسلحة خلال تأبين في مدينة عطبرة، حيث كان حديثه من القلب إلى الشعب، موضحًا الخطوط العريضة لإزالة الغموض. وقد أكد شروط الدولة فيما يتعلق بإنهاء الحرب وفقًا لخارطة الطريق الحكومية التي قدمتها للأمم المتحدة، مشددًا على أن سيادة الوطن لا تقبل المساومة، وأن دحر التمرد هو هدف وغاية تعمل عليها الحكومة.
وأشار إلى أنه لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تلوي يد الحكومة لتوقيع اتفاق لا يتوافق مع شروط الشعب السوداني. كما أكّد أن الحكومة تتعامل مع جميع المبادرات التي تصب في مصلحة السودان العليا، منفتحة عليها طالما تحقق مقاصد الوطن وتحافظ على ترابه، وترسخ إلى إنهاء التمرد.
وفي ذات السياق، أصدرت القوى السياسية بعد سلسلة من الاجتماعات التي امتدت لمدة أربعة أيام بيانًا أوضحت فيه رؤيتها الكلية للحوار السوداني-السوداني من حيث الموضوعية وشمولية الأطراف. وحددت خطوات بدء الحوار التي قسمتها إلى مراحل بهدف بناء الثقة بين الأطراف، وصولًا إلى حوار شفاف وشامل يصحح مسار الوطن وينهي الحرب، ويحقق توافقًا سياسيًا.
إن توافق القوى السياسية وتحالفاتها على رؤية موحدة يعد خطوة متقدمة نحو توحيد النظام السياسي، وهو مؤشر جيد لتحقيق السلام والاستقرار، وتحقيق العدالة، وإحداث تحول مدني، وعمليات إعادة البناء والإعمار.
إن الطريق نحو السلام يتطلب منا جميعًا الالتزام بالشفافية والإرادة السياسية الصادقة لتحقيق مستقبل أفضل للسودان.



