
في الوقت الذي يرزح فيه السودان تحت وطأة الأزمات الصحية والإنسانية المتلاحقة يطلّ مرض الدفتيريا من جديد في عدد من أحياء الخرطوم مهددًا حياة الأطفال والبالغين على حد سواء، ومذكّرًا بضرورة اليقظة الصحية وعودة حملات التطعيم التي تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب الحرب والنزوح وتعطل الخدمات الطبية
ما هو مرض الدفتيريا؟ الدفتيريا أو كما يعرف محليًا بـ”الخُنّاق”هو مرض بكتيري معدٍ تسببه بكتيريا الوتدية الخُناقية (Corynebacterium diphtheriae). يصيب عادة الحلق والأنف لكنه قد يمتد إلى الجلد أو الأعضاء الداخلية مسببًا مضاعفات خطيرة على القلب والجهاز العصبي
الأعراض والعلامات التحذيرية
تبدأ أعراض الدفتيريا في الغالب بالتهاب الحلق والحمى وصعوبة البلع ثم تظهر غشاء رمادي سميك يغطي الحلق واللوزتين وهو العلامة المميزة للمرض وقد يصاحب ذلك تورم في الرقبة وصعوبة في التنفس وهي مؤشرات تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلاً إذ يمكن أن يؤدي انسداد مجرى الهواء إلى الوفاة إن لم يُعالج المريض سريعًا، ماهوالعلاج الممكن والمتاح العلاج يعتمد على المضادات الحيوية(مثل الإريثرومايسين أو البنسلين)إلى جانب مصل مضاد للسمّ البكتيري يُعطى في المستشفيات كما يُعزل المريض لمنع انتقال العدوى وتُعالج المخالطين له وقائيًا بالمضادات الحيوية اما سبل الوقاية من المرض فهي اللقاح أولاً لان الوقاية من الدفتيريا تبدأ من التطعيم المنتظم للأطفال بلقاح DTP الذي يحمي من الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي مع جرعات تعزيزية في مراحل لاحقة من العمر كما أن النظافة الشخصية وغسل اليدين وتجنب مخالطة المصابين تعد إجراءات ضرورية للحد من انتشار العدوى السؤال الذي يطرح نفسه هل الخرطوم في مواجهة وباء محتمل لهذا المرض حيث تشير تقارير ميدانية إلى تسجيل حالات متزايدة في بعض المناطق الطرفية من العاصمة وهذا يستدعي تحركًا عاجلاً من السلطات الصحية لإطلاق حملات تطعيم واسعة وتأمين الأمصال والمضادات الحيوية في المراكز الطبية فالدفتيريا مرض يمكن السيطرة عليه بسهولة بالتطعيم لكنه إن تُرك دون علاج قد يفتح بابًا جديدًا للمآسي في بلد أنهكته الأوبئة والنزاعات والحروب.




وفقك الله لخدمة العباد و ربنا يعطيك الصحة و العافية و نشكرك للمعلومات القيمة.