مقالات وآراء

كتيب: موجة ثورة ديسمبر الأخيرة

✍: عبدالحافظ سعد الطيب

المقدمة

هذا الكتيب ليس بيانًا سياسيًا ولا تنظيماً سريًا، بل نداء صريح من الشعوب السودانية المنتجة للخيرات المادية والمفقّرة إلى بعضهم البعض، من الذين يصنعون الحياة ويعانون الاستغلال ليستعيدوا مكانتهم الطبيعية: صنّاع الوطن وأصحاب القرار الحقيقي.

لقد سئمنا كلمة “تسوية” التي تحولت إلى غطاء للصفقات وتقاسم السلطة ونهب الموارد. نرفضها. ونختار أن ننتج لغتنا الخاصة من تجربتنا ومياديننا.

لماذا كرهنا و نتحسس من كلمة “تسوية”

صارت التسوية رمزًا للغش والخداع، تُستخدم لتقاسم السلطة والموارد بعيدًا عن الشعوب. نحن لا نرفض الحوار، بل نرفض التلاعب بمصطلحات الوطن ومستقبله. نريد خلقًا جديدًا، ميثاقًا وجوديًا بين شعوب السودان يعيد تعريف الدولة والسلطة والاقتصاد من الصفر.

الاصطفاف التاريخي الكبير

الاصطفاف التاريخي الكبير هو:

اصطفاف شعبي شامل يجمع كل مكونات السودان.

ميثاق وجودي يعيد السلطة الاقتصادية للمنتجين.

تحالف المنتجين ضد السماسرة والنهّابين.

حركة وعي غير مركزية، ميادين متعددة في المدن والقرى ومخيمات اللجوء.

كسر الحلقة الشريرة

تكرر التاريخ: مدنيون يأتون على ظهر العسكر، ثم يطيح بهم العسكر، فتعود الدورة. هذه الحلقة يجب كسرها. الثورة السودانية حين انتصرت كانت ملكًا للشعب، لكن الساسة الجدد خطفوها وامتطوا ظهر العسكر للوصول إلى السلطة.

الموجة الأخيرة الأعلى لثورة ديسمبر

الثورة لم تنتهِ، بل تختمر في الوعي الشعبي. الموجة الأخيرة ليست عودة للمربع الأول، بل قفزة فوق أخطاء الثورة السابقة.

الاصطفاف التاريخي الكبير ليس عودة لمربع الاعتصام. الثورة تقفز فوق أخطائها لتنتصر، لا تنتظر زعيمًا، ولا تردد شعارات جاهزة مثل “شكراً حمدوك”.

الموجة إعلان بناء حقيقي، سلطة الشعب في ميادينه، سلطة المنتجين، لا السلطة في المنابر أو المكاتب.

نحن من نصنع التاريخ، ولسنا مجرد متفرجين عليه.

الفصل العملي: كيف نبدأ الاصطفاف التاريخي الكبير

1. تشكيل المجالس الشعبية المحلية تمثل المنتجين والنساء والشباب والنازحين.

2. إنشاء اتحادات المنتجين لإدارة الموارد والتسويق جماعيًا.

3. تكوين لجان العدالة والمصالحة المحلية لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة الفاسدين.

4. إطلاق أسواق المنتجين لبيع مباشر، بلا وسطاء.

5. تأسيس إعلام شعبي يوضح القرارات والممارسات.

6. تربية سياسية جديدة عبر ورش ولقاءات توعية.

7. شبكة الاصطفاف الوطنية لربط المجالس المحلية وتنسيق المبادئ.

تحالفات مختلفة

ندعو إلى تحالفات جديدة من القاعدة، مع الشعوب المنتجة، لا مع مؤسسات المال أو السياسة التي نهبتنا. تحالفات بين من يزرعون ويصنعون، لا بين من يوقعون على صفقات ويمتصون الدماء.

خاتمة

هذا الكتاب خريطة أولية من الشعب وإليه، قابلة للتعديل حسب ظروف كل حي وقرية ومخيم. نحن لسنا دعاة ثورة مسلحة، بل دعاة تأسيس وبناء. الكتاب أداة لكل من يريد أن يشارك في الاصطفاف التاريخي الكبير، ويعيد كتابة التاريخ من الميادين، من أيدي المنتجين والشعوب المنتجة للخيرات.

نصوص تطبيقية

كلمة قصيرة للميادين: إعلان سيادة الشعب، قوة المنتجين، رفض التسوية.

منشور/ورقة للتوزيع: الالتزامات المحلية، اتحاد المنتجين، لجان العدالة، الأسواق الشعبية.

أدوات ميدانية: مجلس مخيم، بنك غذائي جماعي، دورات تدريبية على التوثيق والاتصالات.

أدوات ميدانية قابلة للتطبيق فورًا

تشكيل “مجلس مخيم” يضم نساء وشباب وممثلي أسر المشردين.
إنشاء بنك غذائي جماعي يُدار بواسطة اتحاد منتجي المخيم.
دورة تدريبية سريعة للقيادات المحلية على التوثيق القانوني والاتصالات.
نشرة أسبوعية بسيطة لتوضيح القرارات المحلية والاحتياجات.

مبادرات قصيرة الأمد

1. يوم السوق المنتج: سوق أسبوعي فقط لمنتجي المنطقة — بدون وسطاء.

2. لجنة استرداد الأصول: فريق صغير يتتبع الصفقات المشبوهة ويقدّم طلبات رسمية لاستردادها.

3. مركز للعدالة الشعبية: مكتب بسيط يستقبل الشكاوى ويوثّقها ويقترح حلولًا مصالحة أو إحالات قضائية.

الكتيب موجه للمدن، القرى، المخيمات، والمنافي: دليل عملي لتأسيس الميادين وتنظيم السلطة الشعبية بعيدًا عن وصاية النخب والجنرالات.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..