
خرج المئات من المواطنين في محافظة تلودي بولاية جنوب كردفان صباح اليوم الأربعاء في مظاهرات غاضبة احتجاجاً على استمرار عمل الشركات العاملة في التعدين باستخدام مادة السيانيد السامة.
وقالت مصادر من تلودي لـ”دارفور24″ انه توجهت المواطنين نحو مواقع “الأحواض” في منجم الكيس شمال مدينة تلودي، حيث أوقفت العمل هناك بالقوة، في خطوة وصفت بأنها انتفاضة شعبية ضد الشركات المتورطة في ما اعتبرته المواطنين”قتل بطيء للإنسان والبيئة”.
ويقع منجم الكيس على طريق تلودي – مفلوع، ويبعد أقل من كيلومترين عن المدينة، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة من التأثيرات الصحية والبيئية الناتجة عن استخدام مادة السيانيد في عمليات استخلاص الذهب.
وردد المحتجون شعارات مناوئة للتعدين بالسيانيد، مطالبين بوقفه فوراً في جميع مناطق المحافظة ومحاسبة الجهات التي سمحت بإدخال الطواحين الرطبة في أغسطس الماضي، رغم التحذيرات المتكررة من لجان المقاومة ولجنة مناهضة السيانيد.
وفي بيان صادر اليوم، حيت لجنة مناهضة السيانيد بمحافظة قدير جماهير تلودي على موقفها، ودعتها إلى المزيد من التماسك والتصعيد السلمي حتى تحقيق الهدف المتمثل في إيقاف عمل السيانيد بالمنطقة نهائياً.
ويأتي هذا التصعيد في ظل كارثة صحية خطيرة شهدها منجم التقولة بمحافظة تلودي خلال الأيام الماضية، حيث سجلت السلطات وفاة 23 شخصاً وإصابة 145 آخرين بأعراض إسهالات حادة لم تُعرف أسبابها بدقة بعد.
وبحسب لجنة مناهضة السيانيد، فإن شهود عيان أكدوا تفشي الإسهالات المعوية في منطقة التقولة التي شهدت خلال الأشهر الماضية حالات مرضية مشابهة تمثلت في التهابات جلدية ونفوق الطيور، وهي مؤشرات واضحة على خطورة استخدام مادة السيانيد في عمليات التعدين.
وأوضحت اللجنة أن السلطات المحلية فرضت إجراءات طوارئ صحية شملت منع الدخول والخروج من المدينة، فيما تم تحويل عشرات المرضى إلى مستشفى تلودي الذي استقبل معظم حالات الوفاة.
وفي الوقت ذاته، أعلنت لجنة الخدمات الصحية بمحافظة قدير رفع درجة الاستعداد القصوى، ووجهت الأجهزة الأمنية بمنع دخول أي شاحنات تنقل مخلفات التعدين (الكرتة) إلى مدينة كالوقي، تحسباً لانتقال العدوى في حال ثبوت أن مصدرها السيانيد أو الكوليرا.
من جانبها، طالبت لجنة مناهضة السيانيد وزارة الصحة الاتحادية بالتدخل العاجل لمجابهة الأزمة وتحديد الأسباب بدقة، مؤكدة أن “التقاعس في مواجهة هذه الكوارث يمثل تهديداً مباشراً لحياة المواطنين والحيوان والنظام البيئي بأكمله”.
كما شددت اللجنة على ضرورة إيقاف كل الأنشطة التعدينية التي تستخدم مادة السيانيد في مناطق كالوقي، تلودي، والليري، محملة السلطات المحلية والأمنية والصحية المسؤولية الكاملة عن أي أضرار لاحقة قد تصيب المواطنين.
دارفور 24