حصار الفاشر: 239 طفلاً ماتوا جوعاً أمام أمهاتهم

قال ناشطون في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور- غربي السودان، إن 239 طفل بالمدينة ماتوا من الجوع أمام نظر أمهاتهم، جراء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع.
وتعاني الفاشر من حصار محكم تفرضه قوات الدعم السريع منذ منتصف العام الماضي في سياق حربها ضد الجيش السوداني، ساعية للسيطرة على المنطقة الأخيرة تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور، ما خلف وضعاً إنسانياً قاسياً ومعقداً.
ونشرت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر، نداءً للالتفات إلى أزمة الفاشر، مصحوباً بصورة لسيدة تجلس قرب جثمان ابنتها، وقالت: “هذه الأم تجلس أمام جثة طفلتها هاجر إسحاق، التي ماتت جوعًا أثناء النزوح من الفاشر”.
وانتقدت التنسيقية صمت العالم تجاه المأساة الإنسانية القائمة في الفاشر جراء الحصار والجوع، وتساءلت: “لماذا لا تُروى حكاياتهم، ولا تُنقل مآسيهم؟ لماذا يصمت العالم وكأن الجوع لا يقتل، وكأن البكاء لا يُسمع؟”.
وقالت في نداء موجه للإنسانية: “لا تجعلوا تعاطفكم مع القضايا انتقائيًا، فنحن شعبا واحدة وجسد واحد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وأضافت التنسيقية: “لا تسقطوا في هذا الاختبار الأخلاقي والإنساني، فطعم الخذلان أشد مرارةً من العلقم، واسألوا أهل الفاشر إن شئتم، فقد ذاقوه، وجرّبوا كيف يكون وجع الصمت”.
وظل الناشطون بالفاشر يطلقون النداء تلو النداء لإغاثة المدنيين المحاصرين في المدينة، وفتح ممرات آمنة لهم، وتجنيبهم الاشتباكات والقصف المتكرر.
وأمس الأول، وجهت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر نداءً أخيراً حذّرت فيه من تفاقم أزمة الجوع بالمدينة، وقالت: “الجوع يقتل شعبنا رويدًا رويدًا… وسنكتفي بعد هذه النداءات المتكررة ونشاهد معكم موتنا”.
وعلى مدار الأشهر الماضية توالت نداءات من منظمات محلية ودولية تحذّر من تفاقم الأزمة، فيما يشكو السكان من بطء استجابة الجهات الرسمية وصعوبات لوجستية تحول دون وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة.