مقالات وآراء

أين أوائل الشهادة السودانية؟

محجوب الحوري

بمناسبة اعلان نتائج الشهادة السودانية اطلعت على تقرير أعده الأستاذ مأمون الطماس عن أوائل الشهادة السودانية للفترة من (1960-حنى 2022)
وكانت لي معه هذه الوقفات :
– تقاسم القائمة قطاعا (الاحياء- الأطباء) و(الرياضيات- المهندسين) ولم يحظ المساق الأدبي الا بنسبة قليلة وكان آخر ظهور لأول من المساق الأدبي تقريبا في منتصف السبعينات ، ودرس معظم أوائل المساق العلمي كليتي الطب والهندسة مع دارسة وحيدة لكلية الزراعة كانت من نصيب الأولى للعام 1986م
– منذ التسعينات بدأ ظهور طلاب الرياضيات الذين تسلموا الراية ومعظمهم درس في كليات الهندسة
-أحد الأوائل درس كلية التربية في جامعة الجزيرة ويعمل أعمال حرة .
– معظم أوائل الشهادة السودانية لم نسمع بهم أو نعرف أخبارهم بعد تخرجهم وقد توزعوا في أقطار الدنيا أطباء في أقاصي الخليج أو أوروبا أو أساتذة في جامعات ليست بذات صيت.
– من المشاهير المهندس محمود شريف المدير السابق للهيئة القومية للكهرباء 1966والطبيب عوض السماني 1976 وكلاهما قضا نحبه في حرب الجنوب في التسعينات ، ومن المشاهير عصام البوشي والد الوزيرة السابقة ولاء البوشي الذي انتهى به المقام مديرا لكلية جامعية بمدني ، سمعنا -شفاهة – ولم نجد مصدرا لهذه المعلومة -ان من اشهر أوائل الشهادة الذين ظهروا على مسرح الحياة العامة البروف عبد الله الطيب والدكتور حسن الترابي .
– دخل سودانيون من أصول هندية وأرمنية من ضمن الأوائل وضمت القائمة طالبات من مدرسة الراهبات، كما تضمنت القائمة طالب جنوبي من رمبيك لانعرف عنه شيئا ولم يظهر اسمه لا في حركات الجنوب ولا وزارات الجنوبيين أيام الوحدة
– منذ الثمانينات أصبح الأول تقريبا حكرا على ولاية الخرطوم وانتهت فترة المدارس القومية الزاهية مثل حنتوب ، وخورطقت ووادي سيدنا ، وعطبرة ، وحلت محلهم مدرسة خور عمر حيث ظهر طلابها في المشهد في منتصف الثمانينات
– سؤال المقال أين هؤلاء الأوائل ولماذا لم تستفد منهم البلاد وهل وضع البلاد لايسمح لمثل هؤلاء من التقدم لنيل المناصب ،فأعلى منصب ناله أحدهم هو مدير جامعة الخرطوم.
– هل كان تفوق بعضهم مصنوعا- خاصة في السنوات الأخيرة- ام أنهم فعلا امتلكوا إمكانيات نوعية ،وهل كانت ظروفهم الأسرية مؤثرة في حصولهم على هذه الدرجات حيث تمكنوا مثلا على دروس خصوصية وتلقين واهتمام ورعاية أكاديمية مكنتهم من التفوق على غيرهم .
– انزواء أو تغييب هؤلاء عن قيادة العمل العام مكن من ظهور غيرهم وتسنمهم وتصدرهم لقيادة البلاد والنتيجة واضحة لا تحتاج لكثير بيان .
– اعتقد ان أحد أسباب نجاح مهاتير محمد الدارس لكلية الطب في تجربته الماليزية هو حضوره الذهني والعقلي الذي مكنه من احداث الفارق وإنجاز التغيير .
– قرأت مقالا قبل فترة عن أن غير المبرزين في الدراسة دائما هم من تؤول اليهم الأمور في دول العالم الثالث وهذا مشاهد ومعروف في بلادنا .
– حاليا يقاس الذكاء باختبارات الذكاء العالمي (IQ) ((Intelligence quotient ومن أشهر القادة الذين حصلوا على درجة عالية (180درجة) بنيامين نتنياهو بينما حصل بيل غيتس على (170 درجة)، وكثيرا ما يتفاخر الرئيس الأمريكي ترامب بمعدله العالي.
– كتب ابن خلدون في المقدمة عن تولي الذكي لأمر العامة ورأى أنه لايصلح لأمر قيادة الرعية لأنه لا يملك ملكة الرفق بالرعية حيث قال “واعلم أنه قلما تكون ملكة الرفق فيمن يكون يقظاً شديد الذكاء من الناس، وأكثر ما يوجد الرفق في الغفل والمتغفل. وأقل ما يكون في اليقظ أنه يكلف الرعية فوق طاقتهم لنفوذ نظره فيما وراء مداركهم واطلاعه على عواقب الأمور في مباديها بألمعيته فيهلكون. ثم ذكر قصة عزل قصة زياد بن أبى سفيان لما عزله عمر عن العراق، وقال: ” لم عزلتني يا أمير المومنين؟ ألعجز أم لخيانة؟ ” فقال عمر: ” لم أعزلك لواحدة منهما، ولكني كرهت أن أحمل فضل عقلك على الناس ” وقال (وتقرر من هذا أن الكيس والذكاء عيب في صاحب السياسة، لأنه إفراط في الفكر، كما أن البلادة إفراط في الجمود. والطرفان مذمومان من كل صفة إنسانية، والمحمود هو التوسط)
– اذا وافقنا ابن خلدون في عدم تولى الولاية العامة من قبل شخص حاد الذكاء لكن على الأقل نستفيد منهم في المناصب الوسيطة لأنها هي عصب الدولة ومكان الخلل الذي نؤتى من خلاله وأكيد ان الحزبية الضيقة وعوامل أخرى مؤثرة في الاختيار والتعيين لهذه المناصب
– أخيرا …أكيد أن الذكاء الاكاديمي وحده ليس كافيا لكي تكون قائدا ناجحا فمطلوبات القيادة كثيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..