لاجئون سودانيون يواجهون أوضاعاً متدهورة داخل مركز احتجاز ليبية

أفادت مصادر متطابقة وشهود عيان من مدينة بنغازي الليبية عن تدهور الأوضاع الإنسانية لمئات اللاجئين السودانيين، داخل مركز احتجاز قنفوذة في المدينة.
وقال أحد الشهود، الذي خرج حديثًا من المركز وفضّل حجب اسمه، لـ”دارفور24″ إن المئات من اللاجئين السودانيين اعتُقلوا من الشوارع ونقاط التفتيش، وأُحيلوا إلى مركز قنفوذة دون عرضهم على النيابة العامة أو توضيح أسباب احتجازهم.
وأوضح أنه أُلقي القبض عليه قبل نحو شهر في بوابة مدينة سرت برفقة سودانيين آخرين، حيث جُمِّع أكثر من 43 شخصًا ونُقلوا لاحقًا إلى قنفوذة، قبل أن يُفرج عنه بعد دفع مبلغ 500 دينار ليبي، ما يعادل نحو 250 ألف جنيه سوداني.
وأضاف أن المركز يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، إذ لا تتوفر فيه خدمات الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن نحو 400 شخص يُحتجزون في عنبر لا يتسع إلا لـ50 شخصًا فقط.
كما أكد أن المركز يحتجز عشرات الأسر السودانية، من بينهم أطفال ونساء وكبار سن، في ظروف قاسية لا تراعي أدنى معايير حقوق الإنسان.
من جانبه، ذكر شاهد آخر من مدينة الكُفرة الحدودية مع السودان، وكان قد غادر المركز قبل أيام، أن قنفوذة يستقبل يوميًا أكثر من 20 سودانيًا، من بينهم أسر وأطفال وكبار سن، مؤكدًا أن التسويات المالية تُجرى داخل المركز دون أي إجراءات قانونية أو إحالة إلى النيابة.
وفي السياق ذاته، قال الفاضل محمود محمد، أحد أعضاء الجالية السودانية في ليبيا، لـ”دارفور24″ إن سبب احتجاز السودانيين في مركز قنفوذة يعود إلى ضبطهم من قبل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، باعتبارهم دخلوا الأراضي الليبية دون استيفاء الإجراءات الرسمية.
وأشار إلى أن الجهود جارية بالتنسيق مع الجهات المختصة لترحيلهم إلى السودان ضمن برنامج العودة الطوعية، المتوقع انطلاقه في نوفمبر المقبل.
وبحسب آخر إحصائية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سبتمبر الجاري، تستضيف ليبيا نحو 357 ألف لاجئ سوداني، من بينهم 193 ألفاً يقيمون في بلدية الكفرة الحدودية مع السودان، و80 ألفاً في العاصمة طرابلس، و10 آلاف في بنغازي.
كما تستضيف مصراتة أكثر من 7,248 لاجئاً، والزاوية 6,190، والجفارة 20,443. أما في الشرق، فتحتضن درنة 5,642 لاجئاً، وطبرق 5,768، والجبل الأخضر 3,822.



