الاسلاميين وعقل الجريمة ..د. احمد بابكر
تابعت مايحدث في الخرطوم العاصمة في الحملة التي تستهدف حزام الفقر (العشوائيات كما اسموها).. وهذه الحملة ادت لطرد المواطنين من منازل شيدوها بمواد بسيطة تعكس قدراتهم وامكانياتهم ،وذلك بحجة ان هذه الأراضي لها أصحاب ومالكين،وتخيل ان يحدث هذا الإجراء والبلد في حالة حرب ولم تستقر بعد..
العقل الكيزاني الخرب كان عليه دراسة لماذا هذه العشوائيات ؟
ويدرس أسبابها.. ويضع المعالجات المناسبة لهؤلاء المواطنين وكذلك للملاك الأصليين ..
والدراسة لاتحتاج لكثير تفكير فالأسباب واضحة وأولها
الحروب التي شنتها الإنقاذ في أنحاء البلاد المختلفة مما خلقت وضعا مأساويا دمر أسباب الحياة في تلك المناطق، مما أدى لعملية النزوح تجاه المدن وخاصة العاصمة.السبب الثاني هو عمليات الافقار الممنهجة التي مارسها الاسلاميين بضرب وتدمير كل المشاريع الإنتاجية في الريف وتحول كل الاقتصاد للعاصمة ومعه الخدمات (الاقتصاد الطفيلي) مما أدى لنزوح المواطنين مكان الدخل والخدمات..إذا هذه قضية ذات بعد استراتيجي يجب التعامل معها بافق واسع ضمن الحلول المتكاملة للأزمة السودانية..الكارثة ان الكيزان وهم الآن مسيطرين على مفاصل الدولة وكذلك القرار لم يطرحوا بديل لهؤلاء المواطنين الذين مكث بعضهم لعشرات السنوات في هذه المناطق ونشأ جيل لايعرف له مكان غير هذا المكان…والاسوأ من ذلك هو دعوة المواطنين في العاصمة للعودة لحماية منازلهم من “هؤلاء” والذين تم وصف اعدادهم بالكبيرة ،وبأنهم وبحكم انعدام البديل سيلجأوون للبيوت الفارغة التي نزح أهلها بحكم الحرب وبحكم فشل السلطات في صناعة ظروف مناسبة للاستقرار..فإذا لم تكن لديك الإمكانية لحماية المواطن وممتلكاته ماهي جدواك؟هل تريد ارغام المواطن للعودة ليدخلوا في صراع مع من طردتهم من العشوائيات حسب توصيفك؟
تفكير الاسلاميين لم يبارح عقلية التخريب وكذلك ممارسة خداع الذات والآخرين، ليقولوا للناس ان الوضع جيد والوضع مستقر والدليل رجوع الناس والمواطنين، ومعاها تصوير وتكبير وتهليل ووالخ وباقي فصول المسرحيات الكيزانية التي تعرفونها..هذا الهدف السياسي في جوهره، استلزم تشريد المواطنين دون بدائل، في وقت لايستطيع الآن مواطن بناء مسكن بل لايستطيع الرجوع ضمن هذا الوضع وهذه الظروف.هناك احتمال راجح ان الاسلاميين بطردهم للمواطنيين ربما يريدون الاستيلاء على هذه الأراضي عبر عمليات شراء بمبالغ بسيطة بحكم ان اسعار الأراضي الآن في ادنى مستوياتها.الكيزان دائما يثبتون انهم الشر المطلق وان كل البلاوي الذي حدثت في البلاد هي من صنعهم، والآن يريدون عبر هذه الحرب تحقيق اكبر قدر من المكاسب وكذلك تبييض صفحتهم السوداء التي يعد الفساد والجريمة ابرز عناوينها.23 أكتوبر 2025م
