أخبار السودان

البرهان: وافقنا على الانسحاب من الفاشر لتجنيب المواطنين القتل والمدينة الدمار

قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، إن القيادة التابعة له الموجودة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور كان تقديرها بأنه “يجب أن يغادروا المدينة نسبة لما تعرضت له من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين”.

وفي أول تصريحات له بعد إعلان قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية أنها استولت على مقر قيادة الجيش في  الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور،  ذكر البرهان: “وافقناهم علي أن يغادروا المدينة ويذهبوا إلي مكان آمن حتي يجنبوا بقية المواطنين وبقية المدينة الدمار.

وتابع البرهان في كلمة نقلتها وكالة الأنباء السودانية (سونا): “هذه محطة من محطات العمليات العسكرية التي فرضت على البلاد”، وذكر أن “القوات المسلحة ستنتصر لأنها مسنودة بالشعب ويقاتل معها كل أبناء الشعب،و هذه المعركة ستحسم لصالح الشعب السوداني.

وأكد العزم على “الاقتصاص لما حدث للأهل في الفاشر”، مضيفا أن “الجرائم التي ارتكبت الآن في الفاشر، وارتكبت قبل ذلك في كل بقاع السودان على مرأى ومسمع من العالم، ووجهت بالصمت من المجتمع الدولي”، حسب قوله.

وسيمثل الاستيلاء على الفاشر انتصارا كبيرا لقوات “الدعم السريع”، قد يعجل بتقسيم البلاد، من خلال تمكينها من ترسيخ سيطرتها على إقليم دارفور الشاسع، الذي زعمت أنه مقر حكومة موازية تم تشكيلها خلال هذا الصيف.

وأظهر مقطعا فيديو نشرتهما قوات “الدعم السريع”، الأحد، عناصرها وهم يهتفون أمام لافتات تشير إلى قاعدة المشاة السادسة التابعة للجيش. 

وتمكنت وكالة “رويترز” من التحقق من الموقع، لكن دون تحديد التاريخ.  

ويأتي ذلك بعد أن أعلنت قوات “الدعم السريع”، السبت، سيطرتها على مدينة بارا في شمال كردفان، الولاية التي تشكل حاجزًا بين دارفور والعاصمة السودانية والنصف الشرقي من البلاد الخاضع لسيطرة الجيش.

“الدعم السريع” تحاصر المدينة منذ 18 شهرا

حاصرت قوات “الدعم السريع” مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، على مدار الـ18 شهرا الماضية، خلال معاركها ضد الجيش وحلفائه من المتمردين السابقين والمقاتلين المحليين.

واستهدفت المدنيين بغارات متكررة بالطائرات بدون طيار وبالمدفعية، بينما أسفر الحصار عن مجاعة لـ250 ألف شخص لا يزالون في غرب المدينة.

وكثيرا ما حذر بعض النشطاء من أن سيطرة قوات “الدعم السريع” على المدينة سيؤدي إلى هجمات انتقامية عرقية، كما حدث بعد الاستيلاء على مخيم زمزم للنازحين إلى الجنوب.

ويعتمد سكان الفاشر على محطات ستارلينك للوصول إلى الإنترنت بسبب انقطاع الاتصالات منذ فترة طويلة.

الأمم المتحدة: “الدعم السريع” ترتكب جرائم “ضد الإنسانية”

في الأسبوع الماضي، قالت قوات “الدعم السريع” إنها تعمل على تسهيل خروج المدنيين والمقاتلين المستسلمين من الفاشر، لكن الذين غادروا أبلغوا عن عمليات سطو واختطاف واعتداءات جنسية وقتل على يد جنود قوات “الدعم السريع” على الطريق.

وفي مقطع فيديو نشره مسؤول كبير في الحكومة التي تقودها قوات “الدعم السريع”، يقول عناصر منها إنهم يحمون قافلة طويلة، معظمها من الرجال يغادرون الفاشر، ويقولون إنهم في الغالب جنود. ولم تتمكن “رويترز” من التحقق من تاريخ أو موقع اللقطات.

وقالت بعثة مفوضة من الأمم المتحدة الشهر الماضي إن قوات “الدعم السريع” ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها الفاشر، كما اتُهم الجيش بارتكاب جرائم حرب.

الحرب تشرد الملايين وتؤدي إلى المجاعة

واندلعت الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في إبريل/نيسان  2023، عندما اختلف الطرفان، اللذان كانا يتقاسمان السلطة من قبل، حول خطط دمج قواتهما خلال فترة الانتقال نحو الديمقراطية.

وأسفر القتال عن تشريد الملايين، وإغراق نصف سكان السودان في الجوع، وانتشار المرض في جميع أنحاء البلاد.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، عقدت الولايات المتحدة اجتماعا مع مسؤولين إماراتيين ومصريين وسعوديين لمناقشة خطة سلام محتملة.

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أن مسؤولين كانوا في واشنطن لإجراء محادثات ثنائية.

 ومع ذلك، نفى المجلس السيادي الذي يقوده الجيش التقارير التي تفيد بانخراط ممثلين عن كلا الطرفين في محادثات غير مباشرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..