أخبار السودان

طريق الموت.. سوريون يفرّون من حرب السودان عائدين إلى بلد دمرته الحرب

هرب آلاف السوريين من الحرب في بلادهم باحثين عن أمانٍ مؤقت في السودان، إلا أن اندلاع القتال في الخرطوم أجبرهم على مغادرة البلاد عبر طرق غير نظامية، ليجدوا أنفسهم مجدداً في مواجهة تحديات بلدهم الأم سوريا، التي ما زالت تعاني الدمار والفوضى.

الهروب إلى السودان

فؤاد بغدادي، مهندس معماري سوري، غادر سوريا عام 2012 هرباً من الخدمة الإلزامية بعد تخرجه، وكان السودان خياراً سهلاً آنذاك، وقد تمكن خلال سنوات من تأسيس عمله الخاص وتحقيق استقرار مادي نسبي.

لكن عند زيارته سوريا عام 2019، اكتشف أنه مطلوب للخدمة الاحتياطية، واضطر للبقاء عشرة أشهر قبل أن يعود إلى السودان عن طريق التهريب.

سكان الخرطوم يعانون من تبعات الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023
سكان الخرطوم يعانون من تبعات الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023 (رويترز)

الحرب تلاحق اللاجئين

في 2022، تزوج فؤاد واستقر مع زوجته هلا شقير في الخرطوم، إلا أن اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جعل حياتهم معرضة للخطر، خصوصاً أن هلا كانت حاملاً في الشهر الثامن.

يروي فؤاد: “هربنا من الحرب في سوريا لنجد حرباً أخرى في السودان… ثم عدنا من الصفر إلى بلد يطلب منك أن تجاهد من تحت الصفر لتصل إلى الصفر”.

تصف هلا الفترة بعد العودة إلى سوريا بأنها مليئة بالاضطرابات النفسية، مع فقدان كل ما كانوا يملكونه، والعودة إلى واقع يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

تجربة آخرين

صالح علاو، شاب سوري غادر إلى السودان عام 2016 هرباً من التجنيد، وعمل في التجارة، وبعد اندلاع الحرب عام 2023 لم يتمكن من العودة إلى السودان، وبقي في سوريا وسط قيود وابتزاز مالي من السلطات المحلية، ما صعب عليه أي فرصة لإعادة بناء حياته.

سوريون تم إجلاؤهم من السودان (رويترز)

العودة عبر التهريب

مع عدم وجود قنوات إجلاء رسمية كافية، لجأ اللاجئون السوريون إلى شبكات تهريب، مع المخاطر المرتبطة بها، من نقص الماء والطعام والتعرض للحرارة، إضافةً إلى تهديد صحي للحوامل وابتزاز، وعنف محتمل.

وفق تقارير الأمم المتحدة، كان في السودان قبل الحرب نحو 93 ألف سوري، وعملية الإجلاء الرسمية لم تشمل جميع اللاجئين.

النزوح الداخلي والخارجي في السودان منذ 2023 تجاوز ملايين الأشخاص، ما يجعل الاعتماد على التهريب خياراً محفوفاً بالمخاطر.

قصص فؤاد وهلا وصالح تعكس مأساة مزدوجة، الهروب من الحرب إلى بلدٍ ظنّوا أنه آمن، ليجدوا أنفسهم أمام حرب جديدة، ثم العودة إلى سوريا التي تحتاج لإعادة بناء من الصفر.

المصدر: الجزيرة مباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..