أوقفوا الحرب العبثية التي يدفع اثمانها الباهظة الأبرياء

تستمر حرب لا يرغب احد في استمرارها سوى أصحاب الأجندة الخفية المعلنة: العودة الى السلطة بأية ثمن حتى لو كان الثمن فناء سكان هذه البلاد المنكوبة أو تقسيم البلاد ودمارها.
تستمر الانتهاكات تجاه المدنيين الأبرياء، جرائم يندي لها الجبين في الفاشر بعد انسحاب الجيش، هل انعكست الأدوار الآن؟ الجيش ينسحب الى مناطق آمنة ويترك مدنيين رفض تسهيل خروجهم اثناء الحصار، يتركهم يواجهون الموت دون حماية يفترض ان يقدمها الجيش؟ ألم يكن بالإمكان ترتيب خروجهم قبل الانسحاب؟ أليس المدنيون الأبرياء أولى بالخروج الى مناطق آمنة أولا؟ ثم يخرج المحاربون. ألم يكن ممكنا حتى الاستجابة للأصوات الداعية للسلام وحقن الدماء؟ بدلا من التفاوض مع القوات التي صنعوها بأنفسهم لمهمة محددة هي القمع والقتل؟ وقاموا بتقويتها في حربهم ضد شعبنا، ثم شنوا عليها الحرب حين حاصرتهم الثورة.
بدلا من التفاوض معهم في أمريكا ذهبوا بالذهب والموانئ لرشوة الامريكان (الذين دنا عذابهم) لم يكتفوا بإفساد ضعاف النفوس من بني شعبنا، امتد افسادهم الى بعض المؤسسات الإقليمية والدولية. يتحدث قائد الجيش عقب كل مجزرة او انتهاكات تمارسها كل اطراف الحرب، عن القصاص، كم من الأرواح كان يمكن انقاذها، لو ذهب وفد الجيش الى جنيف؟ مواطن مشرّد يتعرض للانتهاكات، فقد رزقه، اطفاله يموتون بالجوع والإهمال، ملايين الأطفال خارج العملية التعليمية، مصانع ومشاريع يعتاش عليها اهل هذه البلاد، سُويت بالأرض، فتن تباعد الشقة بين أبناء الوطن وتهدد وحدته ووجوده، مطامع تتزايد من الجوار وجهات اخرى في ارض وثروات هذه البلاد، وحالة السيولة الأمنية وتفكك الدولة تغري هؤلاء وتزيد من مطامعهم.
المؤتمر الكيزاني اقصته عن السلطة ثورة شعبية عظيمة شهد لها العالم كله، حتى أكثر الطغاة قسوة ينزوون ويتوارون عن الأنظار في لحظة الحقيقة، حين يكتشفون حتمية زوال عهدهم، وانهم عاشوا في وهم صنعته أجهزة القمع عن شعب يحبهم وعن وطن يعيش في رغد إنجازات عهدهم السعيد. بن علي حين اندلعت ثورة الياسمين ضده في تونس، وصل الى تلك القناعة بسرعة واعلن: لقد فهمتكم، قبل ان يستقل طائره في رحلة المنفى.
وحدهم الكيزان لا يريدون مفارقة كرسي الفساد رغم علمهم بكراهية الشعب لهم ولعهدهم، ألا تكفي شعارات الثورة (خرجنا ضد الناس السرقوا عرقنا) (أي كوز ندوسو دوس) وغيرها من الشعارات ليصلوا مرحلة بن علي (نحن فهمناكم) أم أن الافهام تحجرت من فرط الجوع للاستبداد والنهب! النهب الذي اعترف به اباهم الروحي (لقد أكلوا الأموال اكلاً عجيبا) من اجل تلك العودة دفعوا اللجنة الأمنية للانقلاب على الثورة حين وجدوا الحكومة الانتقالية تمضي بخطى ثابتة لرفع انقاض عهدهم عن طريق الوطن وتصفية جيوب نظامهم في كل مكان واستعادة سرقاتهم للوطن.
لم يتوقفوا حين فشل الانقلاب فأشعلوا حربا باتت تهدد الوطن في وحدته، مات فيها مئات الألوف من الأبرياء وتشرّد الناس في المنافي وفقدوا ارزاقهم ومستقبل أطفالهم وتشتت شمل اسرهم.
في المدن التي تشهد المعارك اكل الناس علف الحيوانات وفقد الأطفال حياتهم بسبب الجوع والاوبئة التي تُشارك حملة السلاح في قتل الناس.
كل ذلك لا يحرّك شعرة في ضمير الحركة المريضة بالسلطة. بل وصل بهم الأمر في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية لإنهاء الحرب، الى محاولة رشوة الامريكان انفسهم بالموانئ والمعادن النفيسة! اذا لا زالوا يصدقون ان الوطن ليس سوى ضيعة يملكها التنظيم، وبإمكانهم منح ثرواته بل ومنح أجزاء منه لمن يشاؤون!
أوقفوا قتل الأبرياء في الفاشر وفي كل مكان.. أوقفوا الحرب وتدمير الوطن وتقديمه لقمة سائغة لكل طامع في ارضه وثرواته. كل من يدعو لاستمرار الحرب شريك في سيول دماء الأبرياء التي تُغرق شوارع المدن المُدمرة.
#لا_للحرب



