مقالات وآراء

حين يتجسد الشر: الشياطين الرجيمة وجرائم الإبادة

 

يا أهلي، يا أهل الضمير، يا من بقي في قلوبهم نبض إنساني،ما حدث اليوم لايوصف بكلمات هينة، ولا يمكن أن يمر مرور الكرام. الجنوجيد. بقصد الشياطين الرجيمة اجتازوا كل حدود الوحشية واللاإنسانية: حجزوا المواطنين داخل أقفاص، وأهانوا البشر بمنتهى الوحشية، عذبوا الرجال والنساء وربطوا البعض على الأشجار كأنهم أمتعة، ومضوا في جرائمهم حتى وصلوا إلى منطقٍ لا يعرف الرحمة قتل بعد القتل، وجرائم تحفر في الذاكرة الأبديّة.
أقسم بالله العظيم، وأضع يدي على المصحف الشريف، هؤلاء ليسوا ناسًا — ديل شياطين رجيم. كيف لخلقٍ يحمل في قلبه هذه الوحشة أن يدّعي أنه إنسان؟ كيف ليدٍ أن تترك أثراً من القتل ثم تبتسم؟ هذه جرائم لا تُباع ولا تُشترى، ولا يمكن أن تُبرر بأي سببٍ كان.
هذا الكلام ليس مجرد صرخة عاطفية؛ إنه شهادة على وجعٍ حقيقي، ونداءٌ صادق لضمائرنا. السكوت هنا خيانة؛ التسامح مع مثل هذا السلوك جريمة بحد ذاته. لن نرضى أن تُطوى صفحات هذا الألم كأن شيئًا لم يحدث. لن نسمح لأي قوةٍ أن تسلب منا حق العدالة والكرامة.
ماذا نريد مطالب الناس، بصوت واحد1. كشف الحقيقة: لا بد من توثيق كل واقعة، بالأسماء، بالأدلّة، بالصور، وبشهادة الناجين. الحقيقة يجب أن ترى النور.
2. مقاضاة الجناة محليًا: القتل والتعذيب لا يذهبان بلا محاسبة. لا نعتمد على وعودٍ فارغة ولا على كلماتٍ باردة. المحاكمة أمام الشعب أولاً، وأمام القانون ثانياً.
3. حماية المدنيين: من يريد أن يعيش في وطن آمن؟ من يريد أن يرى أبنائه يتعرضون لهكذا مصير؟ نطالب بحماية الناس وبوضع حد لهذه الانتهاكات فورًا.
4. إحياء الذاكرة: لا نريد أن تُنسى الشهداء والجرحى، سنظل نذكرهم في الكلمة، في النعوة، في القصائد، في الوقفات، حتى تُكتب العدالة.
ماذا نفعل خطوات عملية من الشعب
• وثقوا كل شيء: من يملك صورة أو فيديو أو شهادة، احفظوها وانشروها. لا تخلوا الأدلة في جيوبكم.
• احكوا ولو بصوت واحد: لا تنتظروا من يكتب تقريرا لكم؛ اكتبوا أنتم، قولوا الحقيقة، شاركوا القصص في السوشال ميديا، خلو العالم يسمع منكم بصوتٍ حي.
• نظموا وقفات سلمية: الوقفة السلمية رسالة قوية: نحن متحدون، ونحن لن نخشى.
• حافظوا على كرامة الضحايا: في حديثنا وصورنا، احترموا كرامة الناجين والشهداء، ولا تسمحوا لأنصاف معلومات أن تُشوّه الواقع.
كلمة إلى الأهالي والناجين
إلى من فقدوا أحباءهم: لا أملك لكم سوى كلمةٍ واحدة لن ننسى.
إلى من نجا من الموت: أنت بطل، وجرحك شهادة لنا، ونداء لنا للعمل. تقوى الأمة في صمود أهلها، وصمودكم دليل على إنسانيتنا.إلى كل من يرى الحق: لا تصمت، فالصمت اليوم غطاء للظلم.
تحذير لمن ارتكبوا هذه الجرائم
نقولها بصوتٍ عالٍ وواضح: لن تمرّ جرائمكم دون ثمن. لن نغفر لكم بدون حساب. إن الظلم مهما طال لا يدوم؛ والعدالة تأخذ طرقها، ربما ببطءٍ، لكن لا مجال لافلات الضمير من الحساب. تذكروا أن التاريخ لن يرحمكم، وأن الأجيال ستسأل عن دمٍ أريق بغير حق.
لا للغضب الذي يحرقنا نعم للعمل الذي يغير
غضبنا حقيقي، ونارنا مشتعلة، لكن علينا أن نسخر هذا الغضب في طرق بناءة: توثيق، مقاومة سلمية، تضامن مجتمعي، تعليم ورعاية للمتضررين. الغضب الذي يتحول إلى عمل يُغيّر الواقع؛ الغضب الذي يبقى مجرد شعارات يضيّع القضية.
يا ناس: هذا النداء من قلبٍ جريح، من شعبٍ تعب من الوجع.
أقسم بالله العظيم، وأحلف بالكتب التي أقدسها، ديل ما بشر — ديل شياطين رجيم. لكننا نحن البشرُ الذين سيقفون في وجههم، بصوتٍ واحد، بضميرٍ حي، لن نركع للظلم.
خاتمة — عهد بالقلب
لن نهدأ حتى تُكتب العدالة، ولن نساوم على كرامة أهلنا. إن دماء الشهداء لن تذهب هباءً، ووجعنا هذا سيصبح وقودًا للوعي والتحرك. اجمعوا الأدلة، احكوا القصص، لا تصمتوا، وكونوا صوتًا لكل من لا صوت له.
يا أهل السودان، يا من تحبون الوطن: اصحوا، احموا، وادافعوا بكرامة. لا لعادات الخوف، لا للسكوت. العدالة واجبة، والكرامة حق، ولن يضيع حق وراءه مطالب.
والله أكبر، والحق أبلج، والباطل زائل مهما طال.

تعليق واحد

  1. طيب، طالما أنت تعرفين كل مواجع وويلات الحرب ، ليش ما تكتبي بنفس الحماسة ة الإنسانية عندما يقتل جيش الكيزان و ملايشهم الانسان السوداني البسيط كما حدث فب الجزيرة و مدني و الحلفايا و ام روابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..